لم تبقَ على إجازة الربيع إلا أيام معدودة ولكن لا أعرف أين اذهب بأبنائي طالما أن السياحة الداخلية لدينا نسمع بها ولا نعرف أين هي؟ ما المعوِّقات التي تقف في ازدهار هذه الصناعة؟ وهل القيود الاجتماعية حاجز أمامها؟ وكيف نقيِّم السياحة لدينا ونحن نعرف أن المقوِّمات للبنية التحتية غير موجودة، منذ نادينا بها وحتى الساعة وهي ما زالت لا تعدو كونها تنحصر بين مشجّع للسياحة الداخلية وآخر يرى أنها دخيلة علينا ويزعم أننا لسنا تركيا أو المغرب.. لكن ما مفهوم السياحة لدى الكثيرين من أبناء جلدتنا؟. للأسف أن البعض يعتقد أن السياحة هي الذهاب إلى إحدى المدن وإغلاق الباب على أبنائك في إحدى الشقق والذهاب إلى أحد المطاعم والدخول في أحد الأماكن التي كُتب عليها للعوائل فقط، لكن ماذا يقول ابني عندما تبدأ المدارس، ويسأله المعلم: أين ذهبت وماذا شاهدت في الإجازة؟!. بالتأكيد سيجيب: نعم ذهبنا إلى مدينة كذا ويقف عاجزًا عن إجابة الشق الثاني من السؤال؛ لأنه لم يشاهد شيئًا يُذكر على المستوى السياحي الصحيح، بينما إذا ذهبنا خارج الحدود أثق بأن ابني سوف يسترسل ويعدِّد جميع وسائل الترفيه المتعددة التي شاهدها، لا سياحة دون ترفيهٍ مهما تعدّدت المهرجانات الداخلية، عندما تشاهد شواطئ الجيران تصيبك الحيرة من كثرة الاختيارات المطروحة لهذه البرامج، على سبيل المثال لا الحصر.. هل تريد الذهاب إلى جزيرة كذا أو رحلة بحرية «محفول مكفول» ...إلخ.. وبهذا نفهم أنه لا سياحة دون ترفيه مهما تعدَّدت المهرجانات الداخلية طالما أنني لا أستطيع اصطحاب ابنتي وزوجتي لهذه المهرجانات بسبب أنها للرجال فقط، أو بحُجج لا ترقى إلى المفهوم السياحي، ما العيب لو وضعت أماكن للعوائل وأخرى للعزاب والبرامج يشاهدها الجميع؟ ما الخطب لو ذهبت أنا وأبنائي إلى السينما واخترنا فيلمًا وتمتعنا به جميعاً؟!! أين دور رجال أعمالنا، ولماذا لا تستغل شواطئنا الجميلة لحساب سياحتنا الداخلية والعمل على إبراز البرامج البحرية للوجود؟!، عندما تشاهد شواطئ الجيران تصيبك الحيرة من كثرة الاختيارات المطروحة لهذه البرامج، على سبيل المثال لا الحصر.. هل تريد الذهاب إلى جزيرة كذا أو رحلة بحرية «محفول مكفول» ...إلخ.. ربما البعض يقول هؤلاء سبقونا بعشرات السنين في هذا المجال، نعم أشاطرك الرأي ولكن نريد أن نلحق بهذا القطار قبل ألا نستطيع سماع صفارته يوماً ما، مع علمنا المسبق بأننا نستطيع أن نجعل هذا القطار يذهب بنا إلى أي جهة نريد عندما نكسر الحاجز الذي يحدّ من تطوّر سياحتنا الداخلية وبالتالي سوف نجني ملايين الدولارات بدلاً أن تذهب إلى الجيران أو دول بعيدة عنا. ولا أشك في جهود الهيئة العليا للسياحة والآثار لدينا ولكن أجزم بأن هناك عوائق تحدُّ من نجاحها على المستوى الداخلي الذي نتطلع إليه جميعاً.