لا وقت هنا للتفكير للسطو على الكلمات .. ولا وقت أيضا للتربص بها .. والعناية بأحرفها .. وزخرفة جملها .. فالعالم أصبح يسبح في إيقاع سريع .. ويبحث عن " الزبدة " دون مقدمات تؤدي لفهم الفكرة وهضمها .. تماما كما هي مطاعم " هارديز وأخواتها " .. نعم لا وقت لا للحمص ولا الفتوش ولا حتى الخضار والتمرة ..!! عجلة الحياة السريعة أفقدتنا الكثير من المتع والإثارة .. ويبدو أن ذلك ينطبق حتى على جولات دوري زين للمحترفين .. فالسرعة والتسرع خارج المستطيل الأخضر أوقعانا في دائرة الاهتمام بالهوامش .. وترك ما هو مهم وأهم .. فاتجهت بوصلة النقد بالانشغال بمحطات بعيدة عن تقييم أداء الفرق والمدربين ومستوى المسابقة .. وصراع المقدمة والمؤخرة ..!! لقد تغيرت البوصلة حتى في الصفحات الرياضية .. فقد اتجهت للبوفيات والمطاعم والخيار والطماطم والسندويشات المعلبة والمنتهية مدتها .. والكراسي والأثاث .. حتى أصبحنا لا نفرق بينها وبين صفحات المحليات ..!! كرسنا الكثير من سيناريوهات الأفلام الهندية .. وذهبنا إلي الخيال العلمي .. بل خصصنا محطات لعلم النفس الاجتماعي .. وقفزنا للتحقيقات الأمنية .. وانتحال الشخصيات ..!! لا أعرف ماذا تغير في الرياضة ؟ أم أنها هي الثابتة ونحن المتحركون .. والثانية هي الأقرب للصواب .. خصوصا أن الرياضة لا يمكن أن تأتي بالمحاكم ومراكز الشرطة .. والقائمة تطول ..!! بصراحة أكثر .. لقد أسرفنا في الغوص في هوامش كثيرة .. بحثا عن الإثارة والمتعة .. ربما لأن ما يقدم في المستطيل الأخضر .. ونتائج الأخضر أيضا لا تدغدغ أقلامنا .. ولا تستهوي عقولنا .. ولا تلبي شغفنا في المجنونة .. لذلك مالت سهامنا نحو اللامعقول ..!! أعتقد أننا لم نهتم بالانقلابات الكبيرة التي حدثت هذا الموسم في مسيرة الدوري ومنها كما أشرت تقدم الاتفاق والأهلي للمنافسة وابتعاد الاتحاد حتى ولو مؤقتا .. وشغلنا أو اشتغلنا في قضايا جانبية كان الأبطال فيها النويصر في بعض الأحيان والمدلج في أحيان أخرى .. وعمر المهنا في حالات ضيقة ..والواقع أننا اتجهنا للأفراد شخصيا أرى أن هذا الموسم يساعد كثيرا على إعادة الحبر لورقة المستطيل الأخضر .. لأسباب عديدة لم تتوفر في المواسم الثلاثة الماضية .. وأولها عودة الاتفاق والأهلي للمنافسة الحقيقية على لقب الدوري .. بعد سنوات عجاف لهما ليس فقط على مستوى الألقاب .. بل حتى على مستوى النتائج والأداء والطموح .. ويكفي الدوري هذا الموسم أننا لم نعتاد في سلم الترتيب على صدارة الهلال ووصافة الاتحاد حتى انتهاء القسم الأول من منافساته ..!! أعتقد أننا لم نهتم بالانقلابات الكبيرة التي حدثت هذا الموسم في مسيرة الدوري ومنها كما أشرت تقدم الاتفاق والأهلي للمنافسة وابتعاد الاتحاد حتى ولو مؤقتا .. وشغلنا أو اشتغلنا في قضايا جانبية كان الأبطال فيها النويصر في بعض الأحيان والمدلج في أحيان أخرى .. وعمر المهنا في حالات ضيقة ..والواقع أننا اتجهنا للأفراد .. وأهملنا المؤسسات .. وهذا برأيي المتواضع أضعف كثيرا النقد الرياضي في الآونة الأخيرة .. والأدهى من ذلك أن النقد عادة ما يكون للاسم البارز في أي لجنة دون أن يصاب من يعمل معه بأي سهام .. حتى لو كانت وردية ..!! من غير وجهته ..الإعلام أم الرياضة ؟! من قفز على الآخر .. ومن أزاح العربة من السكة ؟! نعم .. نسلم أن الرياضة السعودية تراجعت .. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها .. ولكن السؤال الأهم .. هل يعيد الإعلام الرياضي توهجها من جديد ..أم يساهم في انحدارها؟!! كوم من الأسئلة .. ولا إجابات .. لكن المؤكد أننا ضيعنا البوصلة .. فمن يعيدها من جديد ..!!