أكد الشيخ عبدالعزيز عبدالله السويدان على اهمية الاتقان في العمل، وان هناك فوائد نفسية تتحقق من خلال الاتقان في العمل، كونه عملا يرضي الله لأن الله كما في الحديث النبوي يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه، فشعور الانسان العامل انه يعمل عملا يحبه الله يورث الطمأنينة والاستقرار. وقال السويدان الذي كان يتحدث في محاضرة تثقيفية أمام عدد من موظفي غرفة الشرقية يوم السبت الماضي وبحضور أمين عام الغرفة عبدالرحمن الوابل: ان دوافع الاتقان عديدة، ليست بالضرورة الجانب الديني فقط، فهناك من يسعى للإتقان لأن ذلك يرضي الله، وهناك من يسعى له بدافع الحصول على سمعة من خلال تقديم منتج او خدمة أفضل فالغرب يقدم منتجات وانجازات متقنة وليس هدفها المولى جل شأنه، ولكن الدافع دنيوي، فحين يلتقي الدافعان (الديني والدنيوي) لعملية الاتقان فإن انجاز العمل يكون اكثر بركة وتوفيقا. وأشار الى ان الاتقان يتطلب بيئة معينة تساعد على الاتقان، فمن يسعى لأن يتقن عمله فعليه ان يوفر المقومات اللازمة لتحقيق ذلك الإتقان فلا يتصور ان يحدث اتقان في ظل بيئة لا تحفز على الإتقان ولا تتصف بالعدالة، كما ينبغي على من يسعى لأن يكون متقنا في عمله ان يتصف بالتفاؤل، فمن يتفاءل تكون ارادته وعزيمته لتحقيق الانجاز اقوى وأكثر فضلا عن ان الحالة النفسية للمتفائل تختلف كثيرا عن المتشائم. وذكر أن من صفات الراغبين في الاتقان هو الاخلاص في العمل، والإرادة الجادة، فمن يخلص في عمله ويحمل ارادة وطموحا للوصول الى واقع افضل فإنه وبغض النظر عن دافعه الاصلي فسوف يحقق الانجاز وبصورة متقنة. وأشاد السويدان بتجربة المسلمين في بناء حضاراتهم التي استفادت منها البشرية الى يومنا هذا، والتي تمت في فترة قياسية، وذلك عائد الى حرص المسلمين على الاداء المتقن لكل شيء، والذي جاء بدافع ديني، لذلك تجد ان كل شيء كان يتم وفق اسسه المنطقية السليمة، ولأنهم تخلوا عن تلك القيم وتمسك بها غيرهم نجد ان التقدم لصالح من يتقن العمل ويخلص في اتقانه ويحرص على تحقيق ذلك.