البركة كلمة جميلة , محببة الى النفوس , يفرح الذي يسمع من يدعو له بها , فكيف لو ذاق حلاوتها في نفسه وولده وماله ووقته وجهده وعلمه , من المؤكد ان سعادته لا تكاد توصف , فهو قد يتحول الى صنف من انتهى من ضروراته وحاجياته فاكتفى بما وجد من البركة (ولا تعني الكثرة ,أو إعجاب الناس , أو الشهرة), بل قد يمن الله عليه فيصل نفعه الى الغير . وقد يسأل سائل عن معنى البركة إلى ما حلت في قليل إلا كثرته , ولا حلت في كثير الا نفع , يقول أحد العلماء في معناها هي ثبوت الخير الالهي في الشيء , وهذا بلا شك لا يعد له خير ولا نفع مهما كثر لأن الخير الذي باركه الله فهو دائم على صاحبه وفيه لذة معنوية غير لذة الحرام والشبهات التي تذهب كل اللذائذ بل قد يعذب بهذا الذي وجده ولو كان كثيرا. قال تعالى ((قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)) لذا كان من أعظم ثمار البركة في الامور كلها استعمالها في طاعة الله عز وجل . لماذا أصبحنا نخاف من كل شيء من المستقبل ومن الشياطين والسحرة والعين والمكائد , ففقد الكثير منا الثقة بالآخرين لا شك أن ذلك في الغالب مصدره الشياطين الذين وجدوا مرتعا «خصبا» عندما هجر القرآن وهجرت سورة البقرةكنت في زيارة لأحد المرضى المباركين بإذن الله تعالى ممن لا يستطيع قيادة السيارة , وقد وجدته دائم الابتسامة منشرح الصدر وهو قد تجاوز الستين عاما, كما وجدته يمارس تجارته وحساباته مع أحد موظفيه دون قلق أو خوف , في وقت كثرت فيه المنافسات غير الشريفة والكيدية , مع الممارسة الإحترافية للغش والتحايل مما أتعب المحامين والقضاة . وإني إذ أدعو له بالبركة فقد عرفت سرا من أسرار حياته كان سببا في البركة في وقته وجهده وحسن تدبيره مع ما يجد من الطمأنينة , فقد أخبرني بأنه لا يترك قراءة سورة البقرة كاملة يوميا وإذا لم يقرأها وجد الضيق وذهاب البركة التي يجدها في كل شؤونه , هنا .. تذكرت ما قد فات الكثير منا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة (أخذها بركة, وتركها حسرة , ولا تستطيعها البطلة) أي السحرة . لم لا نجد في حياتنا ما كان يجده الأولون من الموازنة في حياتهم الأسرية ,والاجتماعية ,والروحية , والعملية , والعلمية, والنفسية والتي هي بركة لم يكد يحصل عليها إلا من منحه الله إياها , وهي لا تشترى بالمال , ولا تحصل بالذكاء , ولا بالخبرة المحدودة بسنوات العمر , ولا بالشهادات ,لم فقدنا ما كان يحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم (آت كل ذي حق حقه) لماذا أصبحنا نخاف من كل شيء من المستقبل ومن الشياطين والسحرة والعين والمكائد , ففقد الكثير منا الثقة بالآخرين لا شك أن ذلك في الغالب مصدره الشياطين الذين وجدوا مرتعا «خصبا» عندما هجر القرآن وهجرت سورة البقرة , يقول الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه (إن الشيطان لينفر من بيت تقرأ فيه سورة البقرة) نسأل الله أن يبارك فينا وفي كل مارزقنا .