**سفيان ليس غلطان.. هو رجل واقعي.. فصيح اللسان.. إنه يعيش ويتعايش مع كل البشر هو معاهم إن لزم الأمر.. وعليهم إن لزم الأمر.. وهو يسقط في بؤرة من العفن والأكاذيب ويدور في كل اتجاه يبحث عن مخرج من هذا النفق الذي يكتظ في داخله كحقائق أبدية الدود وزواحف الأرض قاطبة وهو مثلها يزحف على بطنه، فالكثير من الكائنات تمشي على بطونها تبحث عن رزقها. **وهو لا يملك الخيار.. ولا يعرف المسار ولا ساعة الاحتضار ولا يدرك في هذا المدى الذي قد يطول أو يقصر .. إنه يدب ويمضي كسائر بعض الناس في ذلك الطريق الذي لم يختره، لكنه فرض عليه. **قد يكذب دون ان يعرف انه يكذب وينافق لأن من سنن الحياة الصعبة ان ينافق.. وقد يستبيح حقوقا ليست له لأنه في زمن تغتصب فيه الحقوق. **وهو يقف في صميم هذه المعضلات المزمنة.. ويتعايش معها كي لا يختنق. **وعم سفيان يرى ان العالم بأسره يكذب والصدق أصبح ثمرة ميتة لا تسمن ولا تغني من جوع هذا اذا لم تسبب لصاحبها الهلاك. هو لا يملك الخيار.. ولا يعرف المسار ولا ساعة الاحتضار ولا يدرك في هذا المدى الذي قد يطول أو يقصر .. إنه يدب ويمضي كسائر بعض الناس في ذلك الطريق الذي لم يختره، لكنه فرض عليه **وقد تسقط إنسانيته كإنسان كسقوط كل حقوق الإنسان.. في هذه الدنيا. **وهو لن يخرج من ضلعه الأيسر ملائكة يمشون على الأرض. **لقد جاء وتناسل ككل البشر.. ولن يترك خلفه مواليد هابطين من السماء. **ولهذا فمن جاء قبله.. ومن سيأتي بعده سيمارسون تلك الأخطاء الكبيرة والشنيعة وسيرتكبون تلك الذنوب الصغيرة.. والجسيمة والبالغة الأذى.. وسوف تستمر الحروب.. والقلاقل والمحن.. وسوف تغضب السماء والبحار من أفعال أهل الأرض.. وسيموت بشر ويولد آخرون. **إن الحياة لن تتوقف بموت المئات بفعل الأعاصير هناك خلف المحيط .. ولا بسقوط الألوف من على جسر الحرية أو في ميادين التحرير.. لان العدالة في الأساس قد سقطت منذ أن أستبيحت دماء الأبرياء في هذا العالم. **لقد أصبح دم الإنسان أرخص من بعوضة.. فهناك من يقتلون في مدارسهم من الأطفال.. وهناك من تنتشر أشلاؤهم في الطرقات وأبواب الجامعات والبازارات وأرياف دمشق وتعز وشوارع حلب وصنعاء وهناك المزيد .. ولا أزيد.