اعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي امس انه «مستعد للمثول امام القضاء» في اقليم كردستان الشمالي، بعد صدور مذكرة توقيف في حقه على خلفية تهم «تتعلق بقضايا ارهاب» وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة اربيل، كبرى مدن الاقليم الكردي «اقترح تحويل القضية الى اقليم كردستان، وعلى هذا الاساس انا مستعد للمثول امام القضاء». وطالب الهاشمي أيضاً بأن «يحضر التحقيق والاستجواب ممثلين عن الجامعة العربية ومحامين عرب من اجل ضمانة التحقيق». وكان مصدر قضائي عراقي رفيع المستوى ابلغ فرانس برس مساء الاثنين ان «هيئة قضائية خماسية اصدرت مذكرة اعتقال بحق الهاشمي وفق للمادة 4 ارهاب»، وهو ما اكده مصدر امني رفيع المستوى. وجاء ذلك في وقت كانت تعرض قناة «العراقية» الحكومية ما ذكرت انها «اعترافات لافراد حماية الهاشمي» بشأن ارتكاب «اعمال ارهابية»، حيث تحدث ثلاثة اشخاص عن قيامهم بمهمات اغتيال وزرع عبوات ناسفة قالوا انها كانت بتكليف من الهاشمي واحد مساعديه الكبار. وكان مصدر امني رفيع المستوى ابلغ فرانس برس في وقت سابق ان «لجنة قضائية خماسية قررت منع سفر طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، وعدد من افراد حمايته على خلفية قضايا تتعلق بالارهاب». ونفى الهاشمي التهم الموجهة اليه، قائلا ان «القضية سياسية». وتابع «اقسم بالله العظيم اني لم ارتكب اي معصية بحق الدم العراقي». وتحدث كذلك عن مضايقات يتعرض لها منذ اسابيع، حيث قال انه «منذ شهرين والدبابات تحاصر منزلي من دون ان اعرف ما هي الاسباب». من جانبه دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس الى عقد مؤتمر للقادة السياسيين يناقش الازمة الحالية، بحسب ما افاد المستشار الاعلامي للمالكي. وقال علي الموسوي ان «رئيس الوزراء يدعو لعقد مؤتمر لرؤساء الكتل والزعماء السيساسيين» بهدف مناقشة «الخلل الامني والسياسي في هذه المرحلة». واوضح ان المؤتمر سيبحث «في القضايا المختلفة وتوضيح الخلل الامني والسياسي في هذه المرحلة وسيكون الدستور هو المرجع الوحيد للحل». وانزلق العراق مع اكتمال الانسحاب الاميركي من البلاد نحو ازمة سياسية اتخذت منحى خطيرا الاثنين بعدما اصدر القضاء مذكرة توقيف ومنع من السفر بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي على خلفية «قضايا تتعلق بالارهاب». من جانبه دعا رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي قادة البلاد الى عقد «مؤتمر وطني عام» لمناقشة الازمة المستجدة، فيما طالب الرئيس جلال طالباني بضبط النفس محذرا من «اوقات عصيبة» تمر بها البلاد. وقال النجيفي في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه يدعو «لعقد مؤتمر وطني عام في وقت تتعرض فيه العملية السياسية الى هزات عنيفة وصدمات خطيرة ليست محمودة العواقب». وتحدث عن «ايام عصيبة من تاريخ العراق»، حيث رأى ان البلاد «تعيش في مناخات الانسحاب الاميركي وتقاوم ارتدادات وانعكاسات التطورات الاقليمية وبعض دول الجوار العراقي». وحذر من استمرار «الخطاب الطائفي وترويجه» مطالبا القادة السياسيين بنبذ التناحر «العرقي والطائفي والخروج من التقوقعات الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية». واعلن جلال طالباني من جهته في بيان نشره موقع الرئاسة العراقية ان التطورات المتسارعة في البلاد وبينها مذكرة التوقيف الصادرة بحق الهاشمي جرت «من دون التشاور والتخابر» معه. ودعا الى «توفير البيئة المناسبة للعمل السياسي الهادئ والمستقر الذي يضمن عدم تعريض البلد وعمليته السياسية الى أية اضرار جانبية في هذا الوقت العصيب». وتحدث المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي اليوم عن محاولات من قبل بعض الكتل السياسية للتوسط لانهاء «ازمة الهاشمي»، الا انه اكد ان رئيس الحكومة نوري المالكي «لن يساوم على دماء العراقيين مهما كان الثمن». وشدد في تصريح لفرانس برس على ان «القضاء يجب ان ياخذ دوره ولا احد يستطيع اعاقة عمله». واعلن الموسوي ان «نصف وزراء +العراقية+ شاركوا في اجتماع مجلس الوزراء اليوم» رغم اعلان القائمة مقاطعة جلسات الحكومة. من جهته دعا رئيس كتلة الاحرار النيابية المنتمية الى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر «طارق الهاشمي الى المثول امام القضاء العراقي ليقدم الدلائل لاثبات براءته».