"ستبدأ الشابة سحر الشمراني، من المنطقة الشرقية، في شهر فبراير المقبل رحلة إلى القطب المتجمّد الجنوبي، وهي الأولى لفتاة سعودية.. الرحلة ستبدأ بالسفر إلى البرازيل منتصف الشهر القادم، ومن ثمّ إلى الأرجنتين، ثم تسافر مع 93 شخصاً من مختلف دول العالم، عبر البحر إلى القطب الجنوبي، الذين سيمكثون به قرابة ال17 يوماً في إطار رحلة الهدف منها المساهمة في مشاريع إنقاذ الكرة الأرضية والاستدامة بالنسبة للمشكلات التي تواجهها الكرة الأرضية، وسيكون من بين علماء هذه الرحلة العالم البريطاني روبرت سوان وهو أحد أهم العلماء المستكشفين للقطبين الجنوبي والشمالي. سحر سعيدة بأنها ستكون أول من يرفع علم دولتها في ذلك الجزء من العالم، وتقول: أخطط لأن تكون هذه الرحلة رسالة مني إلى العالم أجمع، بأن الفتاة السعودية قادرة على المستحيل، وأعمل حالياً على إعداد ملفات مختلفة عن إنجازات المملكة، والمرأة السعودية على وجه الخصوص، شخصياً قد لا أتفق مع «سحر» في مدى ضرورة قيامها بتلك الرحلة، ولكني أحترم موقفها، وأحسن الظن بها في أن ما تقوم به هو في قرارة نفسها خدمة لوطنها ولبيئتها، لا سيما أنها لم تقم بتلك الرحلة إلا بعد موافقة وتأييد والديها.. ومن هنا يكون منطلق الحوار، عن جدوى القيام بتلك الرحلة والأهداف التي قد تتحقق من ورائها والسلبيات التي قد تنتج عنها لأعرضها على المشاركين خلال الرحلة، وسألتزم بحجابي، وسأتصرف كما لو كنت سفيرة للسعودية في هذه المنطقة من العالم".. ذلك هو ملخص للخبر الذي تداولته العديد من الصحف ووسائل الإعلام خلال الأيام الماضية وأثار جدلاً حاداً بين القراء بين مؤيد له باعتباره إنجازاً للمرأة السعودية وخطوة جديدة لتعريف العالم بأنه لا أساس من الصحة لما تروّج له وسائل الإعلام بشأن هضم حقوق السعوديات، وما بين معارض له، إما لأنها ستسافر بلا محرم أو لأنه سفه الرحلة وهدفها من الأساس معتبراً أن هناك أموراً أهم ومجالات أكثر اتساعاً يمكن أن تحقق فيها المرأة إنجازاً جديداً أو تروّج لإنجازات المرأة السعودية.. بمعزل عن التأييد أو المعارضة للموضوع في حد ذاته، ما أود التركيز عليه هو ضرورة تعلم ثقافة الحوار، وإفساح المجال للرأي الآخر بغض النظر عن تأييدنا له، حدّد اعتراضاتك وصرّح بوجهة نظرك دون أن تسفّه من أحلام الآخرين ومن طموحاتهم.. شخصياً قد لا أتفق مع «سحر» في مدى ضرورة قيامها بتلك الرحلة، ولكني أحترم موقفها، وأحسن الظن بها في أن ما تقوم به هو في قرارة نفسها خدمة لوطنها ولبيئتها، لا سيما أنها لم تقم بتلك الرحلة إلا بعد موافقة وتأييد والديها.. ومن هنا يكون منطلق الحوار، عن جدوى القيام بتلك الرحلة والأهداف التي قد تتحقق من ورائها والسلبيات التي قد تنتج عنها.. نرتقي جميعاً بمستوى الحوار بما لا يسيء إلى أحد، وقد يقنع أيٌّ من الطرفين المؤيد والمعارض بموقفه دون تطاول أو ابتذال، فالخلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية.. وبغض النظر عن قيام «سحر» بتلك الرحلة من عدمه فقد دفعتني أنا شخصياً للبحث عن معلومات عن القارة الجنوبية لأعرف ما الهدف من توجّه رحلات المهتمين بالبيئة نحو تلك القارة بالتحديد.. لأنه يوجد في تلك القارة ما يقارب 72٪ من مجموع المياه في الأرض، وهي كمية من الماء تكفي لرفع منسوب مياه البحار 57 متراً.. زد على ذلك أن القارة نفسها يوجد فوقها ثقب الأوزون بمساحة تفوق ثلاثة أمثال مساحة الولاياتالمتحدةالأمريكية.. والقطب المتجمّد الجنوبي يمثل مقياس ومؤشر التغيّرات في الكرة الأرضية وأن أي تغيّر مهما كانت ضآلته أو بُعده الجغرافي في هذه البقعة يؤثر بصورة كبيرة في جميع أرجاء الأرض، وللجميع أن يتخيّل ماذا يحدث لو ذابت الجبال الجليدية بالقطب الجنوبي.. ولكن كيف يمكن لسحر الشمراني ورحلتها من المساهمة في مشروع إنقاذ الكرة الأرضية والبيئة من مشكلة الاحتباس الحراري.. الأمر يحتاج لمزيد من النقاش.. والبحث .. والحوار.. فلنتحاور معاً.