ودعنا الأسبوع الأخير من العام الماضي بكوارث مؤلمه؛ حريق مجمع براعم الوطن بجدة وحوادث طالبات جامعة حائل ثم جامعة جازان وغيرها كثير من الحوادث التي لم تصل لاهتمام الإعلام!!. ومن الملاحظ التناقض في التصريحات المنشورة لمن لهم علاقة بكل حادث رغم حرصهم على التخلي عن مسئوليتهم عنها وتحميل جهات أخرى المسئولية عن حدوثها. فهل كانت أبواب الطوارئ في مدرسة جدة مفتوحة أم كانت مغلقة !؟؛ وهل حالة الطريق في كارثة تتحمل أي مسئولية !؟؛ وهل دراسة طالبات في جامعة تبعد عن منازلهن مئات الكيلومترات هي المشكلة !؟؛ وهل وجود عائلات لا تجد أمامها إلا أن تنتقل من مكان إقامتها لكي تتيح لأبنائها وبناتها فرص دراسة وفرصة توظيف ملائمة لهم هي المشكلة !؟؛ وهل رغبتنا جميعاً بأن تكون بجوار منازلنا مدارس إبتدائية ومتوسطة وثانوية وجامعة للبنين والبنات ومقر وظيفة لهم برواتب مجزية هي المشكلة !؟. آلمنا جميعاً ما حدث لكل هؤلاء الضحايا من أبنائنا وبناتنا؛ مما يستوجب العمل بجدية على تحقيق توازن حقيقي في تحقيق طموحات أبناء وبنات الوطن في الدراسة وفي الفرص الوظيفية بخطط يتم تنفيذها لتحقيق ذلك وتحفظ لهم سلامتهم وليس بتصريحات وقرارات ترى النور بعد الكوارث وقد لا تتحقق !!. كل الجهات المعنية قالت فيما يتعلق بهذه الكوارث انها قامت بواجباتها مع تلميح خجول بتقصير جهات أخرى ورغم كل الصخب الإعلامي والاجتماعي عند حدوث مثل هذه الكوارث فإننا سننساها نحن وهم وأقصد المسئولين عن منع حدوثها خلال أيام أو أسابيع. قبل ثلاثة أسابيع شاهدت بألم جريمة قتل موظف ساهر في فيديو مصور بعد حدوثها وكان هناك أكثر من عشرين سيارة وقف أصحابها يتفرجون على سيارة ساهر وهي تحترق ولم يصدر منهم أي تصرف ينطلق من إحساس أو قيمة للسلامة بمحاولة إطفاء حريقها؛ ولربما لأنه ليس لديهم طفايات حريق في سياراتهم مع أنها ضمن متطلبات ترخيص المرور!!. دعونا نعترف بأن السلامة في منازلنا وأماكن عملنا وفي كل حياتنا ضعيفة وضاعت في فكر وثقافة اجتمع فيها تقصير مسئولين عنها وإهمال منا وترسيخ خاطئ لمبدأ عظيم بأن ما يحدث لنا من كوارث لا يخرج من دائرة القضاء والقدر مع أننا نحن من نتسبب فيه !!!. كل عام وأنتم بخير وسلامة. [email protected]