قال مسؤولون باكستانيون ان طائرات هليكوبتر تابعة لحلف شمال الاطلسي هاجمت نقطة تفتيش عسكرية شمال غرب باكستان يوم السبت مما أدى الى مقتل 28 جندياً ودفع باكستان الى اغلاق طريق الإمداد الحيوي لقوات حلف شمال الاطلسي التي تقاتل في افغانستان. ووقع الهجوم في وقت تشهد فيه بالفعل العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان حليفتها في الحرب على الإرهاب توتراً بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة على يد قوات خاصة امريكية في غارة سرية على بلدة ابوت اباد الباكستانية في مايو الماضي. ووصفت باكستان الغارة بأنها انتهاك سافر لسيادتها. واكد متحدث عسكري هذا الهجوم عبر الحدود الذي وقع قبل فجر السبت في منطقة مهمند القبلية الباكستانية وقال انه تم الابلاغ عن وقوع ضحايا ولكنه لم يذكر تفاصيل. واضاف المتحدث لرويترز: طائرات لحلف شمال الاطلسي قامت باطلاق نار لم يسبقه استفزاز وبشكل عشوائي على موقع تفتيش باكستاني في منطقة مهمند وافادت انباء بوقوع ضحايا وننتظر التفاصيل. وقال مسؤولان عسكريان ان ما يصل الى 25 من القوات الباكستانية قتلوا واصيب 14 في الهجوم على نقطة تفتيش سالالا على بعد نحو 5ر2 كيلو متر من الحدود الافغانية. أثارت الغارة الجوية موجة من الغضب في البلاد حيث تتزايد بالفعل المشاعر المناهضة للامريكيين. وأدانت الاحزاب السياسية المعارضة تلك الغارة أيضاً. وقال متحدث عسكري في بيشاور: لقد سمعنا بشأن العدد الكبير من القتلى والجرحى لكن لا نستطيع امدادكم بالعدد المحدّد للخسائر البشرية في صفوف قواتنا اذ ان الموقع بعيد جداً في الجبال ومن الصعب الوصول اليه في الحال. وقع الهجوم حوالي الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي (2100 بتوقيت جرينتش) في منطقة بيضائي في مهمند حيث تشتبك القوات الباكستانية في قتال مع متشددي حركة طالبان. وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير آخر رفيع إن جهوداً تجري لنقل الجثث الى منطقة غالاناي مقر قيادة منطقة مهمند القبلية. وأضاف طالباً عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث لوسائل الاعلام: أحدث هجوم شنته قوات حلف شمال الاطلسي على نقطة التفتيش ستكون له عواقب وخيمة اذ إنها هاجمت موقعنا دون سبب وقتلت جنوداً وهم نيام. وذكرت مصادر عسكرية ان نحو40 جندياً باكستانياً كانوا متمركزين في الموقع. ووردت انباء عن وجود ضابطين بين القتلى. وذكر مسؤولون أنه تم ايقاف شاحنات وناقلات الوقود المتجهة الى أفغانستان في بلدة جمرود في منطقة خيبر القبلية قرب مدينة بيشاور بعد ساعات من الغارة. وقال مطهر زيب المسؤول الحكومي البارز لرويترز: أوقفنا الامدادات وعادت نحو40 شاحنة وناقلة من نقطة التفتيش في جمرود. وأوضح مسؤول آخر أن الامدادات توقفت لأسباب أمنية. وقال متحدث باسم حلف الاطلسي ان باكستان طريق بري حيوي لما يصل الى 49 في المائة من إمدادات الحلف المتجهة الى قواته في افغانستان. وصرح متحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي في كابول ان القوة هناك على علم بوقوع حادث قرب الحدود وتجمع المزيد من المعلومات. وقد احتجت باكستان «بأشد العبارات» لدى الحلف الاطلسي والولاياتالمتحدة على الغارة الجوية وقالت الخارجية الباكستانية ان «رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أدان بشدة هجوم الحلف الاطلسي وايساف (القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان) على الموقع الباكستاني وأمر بأن تثير وزارة الخارجية تلك المسألة بأشد العبارات لدى الحلف الاطلسي والولاياتالمتحدة». وفي وقت سابق قال مسؤول عسكري باكستاني لوكالة فرانس برس «لقد قتل 25 عسكرياً على الاقل بينهم ضابطان». وأثارت الغارة الجوية موجة من الغضب في البلاد حيث تتزايد بالفعل المشاعر المناهضة للامريكيين. وأدانت الاحزاب السياسية المعارضة تلك الغارة أيضاًً. وقالت قناة «جيو» التليفزيونية الباكستانية إن القائم بأعمال السفير الباكستاني في واشنطن عفت جارديزي قدّم احتجاجاً قوياً لدى وزارة الخارجية الامريكية بشأن الهجوم. وتعتبر الولاياتالمتحدة المناطق القبلية الباكستانية المحاذية للحدود الافغانية معقلاً لحركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة ومنطلقاً لهما في شن هجمات على القوات الغربية المنتشرة في أفغانستان المجاورة. وتشهد المناطق القبلية في شمال غرب باكستان منذ سنوات عدة تمرداً تقوده حركة طالبان بالتعاون مع حلفائها من تنظيم القاعدة رفضاً لما تعتبره اصطفافاً من جانب اسلام اباد خلف الولاياتالمتحدة في «الحرب على الارهاب». الناتو يعترف بوقوع اشتباك مع القوات الباكستانية أكدت قوات بقيادة حلف شمال الاطلسي (الناتو) أن اشتباكات وقعت مع القوات الباكستانية عند موقع حدودي لكنها رفضت التعليق في انتظار نتائج التحقيقات. وقال المتحدث باسم قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) الليفتنانت كوماندر بريان بادورا «إننا ندرك أن هناك حادثاً في المنطقة الحدودية». وأضاف: «نجمع الآن تفاصيل وسوف نبدأ تحقيقاً لمعرفة ملابسات وقوع الحادث».