فُجعنا هذا الأسبوع بحادثين مأساويين، أحدهما حريق في مدرسة براعم الوطن الأهلية في محافظة جدة، توفّيت فيه معلمتان وأصيبت العشرات من التلميذات والمعلمات، والآخر حادث مروري في حائل سببه حفر في الطريق أودى بحياة 12 طالبة وسائقين.. ما حدث بلا شك هو قضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله ولا اعتراض عليه، ولا نملك سوى أن ندعو الله أن يتغمّد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يجيرهم في مصيبتهم خيراً، ولكن إيماننا بالقضاء والقدر لا يعني بحال من الأحوال أن ندع دماء الضحايا تضيع هباءً، وننتظر ساكنين حتى تتكرّر حوادث أخرى مجدداً – لا قدر الله - لنبكي ضحايا جدداً. ما حدث يكشف عن وجود تقصير لا بد أن يكشف المسؤول عنه، وإهمال يقتضي محاسبة المتسبّب فيه، والأهم من كل هذا التحرّك بشكل عاجل لضمان ألا تتكرر تلك الحوادث مجدداً، بعيداً عن سياسة الأعذار والتبرير، والتنصّل من المسؤولية، وتبادل الاتهامات، لا نريد أن ننتظر مرة أخرى لنرى النيران تندلع في براعمنا وفلذات أكبادنا، بينما هن محاصرات خلف سياج حديدي وضعناه على النوافذ ظناً أننا نحميهن فتحول إلى مصيدة تحول دون إنقاذهن!! فما حدث يكشف عن وجود تقصير لا بد أن يكشف المسؤول عنه، وإهمال يقتضي محاسبة المتسبّب فيه، والأهم من كل هذا التحرّك بشكل عاجل لضمان ألا تتكرر تلك الحوادث مجدداً، بعيدا عن سياسة الأعذار والتبرير، والتنصّل من المسؤولية، وتبادل الاتهامات، لا نريد أن ننتظر مرة أخرى لنرى النيران تندلع في براعمنا وفلذات أكبادنا، بينما هن محاصرات خلف سياج حديدي وضعناه على النوافذ ظناً بأننا نحميهن فتحوّل إلى مصيدة تحول دون إنقاذهن؟ لا نريد أن ننتظر مرة أخرى لنرى التلميذات والمعلمات يلقين بأنفسهن من فوق أسطح المدارس؛ لأنه لم يسبق لأحد أن قام بتدريبهن على خُطط الإخلاء عند الطوارئ؟ لا نريد أن نرى بناتنا وأخواتنا يحترقن أمام أعيننا؛ لأن المدارس تفتقد لشروط الأمن والسلامة؟ وجنباً إلى جنب مع فرض شروط الأمن والسلامة على جميع المدارس والجامعات، يجب أن نؤمّن لطلابنا وطالباتنا طرقاً ممهّدة ووسائل نقل آمنة، لا سيما من يقطن منهم بعيداً عن مقر جامعته، فوفاة 12 طالبة وسائقين في حادث مروري قرب قرية مريفق، بسبب حفرة في الطريق أراد أحد السائقين تفاديها في المسار الذي كان يسير فيه فحدث التصادم، أمر لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، ولقد صُدمت بعد ان عرفت أن هؤلاء الطالبات يقطعن أكثر من 500 كيلو متر ذهاباً وإياباً لجامعة حائل يومياً، تحمّلن كل هذه المشقة ليسلكن طريق العلم، فإذا بطريق الموت يحصد أرواحهن.. فمَن المسؤول عن تمهيد الطرق وضمان توافر وسائل الأمن والأمان بوسائل النقل؟ وبأيّ منطق لا يتوافر لهؤلاء الطالبات فرع قريب للجامعة؟ أو سكن جامعي تقطن فيه من يرغبن منهن؟ وختاماً، الفاجعة كبيرة، والمصاب جلل، ولكن لا شك في أن زيارة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لأسرتي المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة اللتين توفّيتا في حادث حريق مدرسة براعم الوطن، ونقل سموه تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لذوي المعلمتين، إضافة إلى قيام أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بتقديم التعازي لأسر الطالبات المتوفّيات والسائقين المتوفَّين في الحادث قد خفف من وقع مصاب ذوي الضحايا، إلا أن الجميع في انتظار نتائج التحقيقات التي وجّه كل من الأمير خالد الفيصل والأمير سعود بن عبدالمحسن بإجرائها في كل حادث على حدة، حتى ينال المقصّر عقابه، ونثق في أن توجيهات أولي الأمر ستأخذ بعين الاعتبار تلافي حدوث تلك الحوادث مجدداً. [email protected]