تسعى بلادنا إلى التحوُّل المدروس نحو نظام التنقل الجماعي عبر تنفيذ شبكة واسعة من القطارات السريعة التي تربط أرجاء الوطن، بتكلفة تتعدّى المليارات من الريالات، ويبدو لي أن شركة (النقل الجماعي) بدأت تسبق الحدث بالدور الحيوي المهم الذي بدأت تلعبه، وذلك من خلال محاولاتها الاحترافية الجريئة في إدارة وسائل المواصلات الجماعية والمتمثلة في تسيير رحلات (مكوكية) بحافلاتها إلى مختلف مدن المملكة، في خطوط سير متواصلة، تصل في بعض الأحيان إلى (20) رحلة يومياً من الدمام إلى الرياض، وفي نظري أننا في حاجة إلى المزيد من المبادرات والبرامج المماثلة من قبل الجهات التي لها ارتباط بالنقل والمواصلات الجماعية مثل القطارات والمترو والنقل البحري والجوي وغيرهم من وسائل النقل الجماعي.. بل نحن نستحق ما قامت به شركة النقل الجماعي، وهو بالفعل جاء في وقته، بعد أن قصر الناقل الجوي في تأمين الحدّ الأدنى من الخدمات التي تستحقها بلادنا الشاسعة التي تحتوي على عدد سكان يقترب من (30) مليون نسمة. نحتاج إلى سياسات نقل حديثة متكاملة مع بعضها، ونحتاج إلى تواصل مع هيئات ومؤسسات النقل العام والجهات المشغّلة وصُناع القرار والمعاهد العلمية وجهات توريد النقل العام؛ حيث لها تاريخ طويل في النقل العام يمكّننا من نقل وتبادل المعرفة وأن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، كما نحتاج إلى مؤتمرات ومحاضرات وندوات ودورات وورش عمل ومعارض.من المعلوم أن تطوير البنية التحتية لمنظومة النقل العام سيُسهم في جعله أكثر توفيراً للوقت وأكثر أماناً من استخدام المركبات الخاصة، ومن المعلوم أيضاً أن بلادنا لا تمتلك تراثاً في مجال النقل العام مقارنة مع الدول المتقدِّمة، ولكي يرقى العمل إلى أعلى مستويات الاحترافية في تشغيل وسائل النقل الجماعي، ولكي تترسخ لدينا قاعدة تراثية للنقل العام، ولكي نعزز استدامة أنظمة النقل الشامل الآمنة والحديثة ونجعلها عالية الكفاءة، ولكي نحدث نقلة نوعية في المواصلات على مستوى المنطقة، فإننا نحتاج إلى التكامل والترابط بين كافة جهات النقل العام ليتم التناغم في حركتها، ونحتاج إلى سياسات نقل حديثة متكاملة مع بعضها، ونحتاج إلى تواصل مع هيئات ومؤسسات النقل العام والجهات المشغلة وصُنّاع القرار والمعاهد العلمية وجهات توريد النقل العام، حيث لها تاريخ طويل في النقل العام يمكّننا من نقل وتبادل المعرفة وأن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، كما نحتاج إلى مؤتمرات ومحاضرات وندوات ودورات وورش عمل ومعارض في جميع المجالات المتخصّصة بالنقل والمواصلات، على أن ترادفها ثورة حقيقية في الترويج لفكر استخدام وسائل النقل الجماعية المختلفة من قبل المواطنين والمقيمين، وذلك من خلال حملات توعوية متكررة ومكثفة - بعد تأمين البنية التحتية المتطوّرة – تهدف هذه الحملات إلى حث مختلف شرائح المجتمع على الإقبال على تلك الوسائل الجماعية لكون استخدامها أمراً طبيعياً في كل أنحاء العالم المتقدّم، فاستخدام وسائل النقل الجماعي في تلك الدول أسهم في حلِّ العديد من المشكلات كالازدحام والاختناقات المرورية، كما أن له دوراً كبيراً في المحافظة على البيئة ومنع تلوثها أو التخفيف من التلوث، وأيضاً له دور كبير في الحدِّ من الحوادث المرورية التي تعاني منها طرقاتنا حتى وصلت معدّلاتها إلى قتيل وأربعة مصابين كل ساعة، وأيضاً إن استخدام وسائل النقل الجماعي سيخفف من الضغوط على المستشقيات في استقبالها للمصابين من الحوادث المرورية، وسيخفف كذلك على الدولة في المصروفات الطائلة التي تتكبّدها بسبب علاج هؤلاء المصابين، ويخفف من حجم الخسائر التي تتكبّدها بلادنا حيث يبلغ حجم الخسائر الناجمة عن حوادث السيارات في المملكة حوالي (13) مليار ريال سنوياً، كما أن الاستخدام الرشيد والمنظم لوسائل النقل الجماعي سيعمل على تخفيف الاعتماد شبه التام على المركبات الخاصة في التنقل، وسيسهم ذلك بشكل فعَّال في ازدهار مختلف الانشطة؛ لأنه سيسهّل حركة انتقال الافراد، وهذا بدوره يؤدي إلى ازدهار الاقتصاد. [email protected]