هناك ضحيتان لنجاح الفلسطينيين في الانضمام الى منظمة اليونسكو ورد اسرائيل الفوري الانتقامي هما عملية السلام وادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما. وأدى هذا الاقتراع فيما يبدو الى اطالة أمد الخلافات المتعلقة باستئناف محادثات السلام التي انهارت قبل أكثر من عام رغم جهود الرئيس الامريكي. وتسبب فيما اعتبره بعض المحللين رد فعل مبالغ من اسرائيل التي أعلنت خططا لتسريع البناء الاستيطاني وحجب ايرادات الجمارك ولو مؤقتا وغيرها من الرسوم التي تجمعها لصالح الفلسطينيين. وأكبر طرف خاسر فيما يبدو هو الولاياتالمتحدة وأملها في تحقيق أمر بعيد المنال هو اقناع الجانبين بالعودة مرة أخرى الى طاولة المفاوضات. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين: هناك تداعيات فيما يتعلق بمناخ اعادة هذين الطرفين إلى مائدة المفاوضات.. وهي تسير في الاتجاه الخطأ. وتمثل الخطوات الدبلوماسية الفلسطينية ورد فعل اسرائيل سلسلة من الخيارات غير الجذابة بالنسبة للبيت الابيض قبل انتخابات الرئاسة في 2012 والتي يفضل خلالها عدم اثارة استياء الناخبين اليهود وبعضهم بالفعل غير راضٍ عن أوباما.وقال مسؤول أمريكي اخر إن البيت الابيض غير مستعد لخوض مخاطر على الصعيد الداخلي ومخاطر السياسة الخارجية في اطلاق مبادرة سلام جديدة وذكر أن التطورات الأخيرة جعلت مثل هذه الخطوة مستبعدة أكثر. وأضاف: ليس لان الوضع ميئوس منه تماما لكن ليس هناك سبب يذكر يدعو للتفاؤل على المدى القصير. وقال المسؤول ان ادارة أوباما فوجئت بشدة الانتقام الاسرائيلي. وقال دانييل ليفي وهو مفاوض سلام اسرائيلي سابق في حكومة رئيس الوزراء السابق ايهود باراك وهو موجود حاليا في مؤسسة أمريكا الجديدة وهي مركز أبحاث في واشنطن: الاستراتيجية الفلسطينية الحالية تضر بأمريكا أكثر مما تضر باسرائيل. وتمثل الخطوات الدبلوماسية الفلسطينية ورد فعل اسرائيل سلسلة من الخيارات غير الجذابة بالنسبة للبيت الابيض قبل انتخابات الرئاسة في 2012 والتي يفضل خلالها عدم اثارة استياء الناخبين اليهود وبعضهم بالفعل غير راض عن أوباما. وتضامنا مع اسرائيل وجدت واشنطن نفسها وسط أقلية تمثل 14 صوتا عارضت العضوية الفلسطينية في اليونسكو مقابل 107 دول وافقت و52 دولة امتنعت عن التصويت منها حلفاء مقربون مثل بريطانيا. واضطرت ادارة أوباما بموجب القانون الامريكي قطع التمويل عن اليونسكو في خطوة قالت وزارة الخارجية انها ليست في المصلحة الوطنية لامريكا وربما تؤدي الى تداعيات خطيرة اذا حذت هيئات أخرى للامم المتحدة حذو اليونسكو. وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن :في عام تجرى فيه الانتخابات فان دعم الاممالمتحدة على حساب اسرائيل سيكون خيارا سياسيا خاسرا بشدة. وقال الترمان أيضا ان رد الفعل الاسرائيلي بتسريع البناء في المستوطنات والذي دفع البيت الابيض الى القول بانه يشعر بخيبة أمل بالغة يباعد بين الولاياتالمتحدة واسرائيل في وقت تحتاج فيه الاخيرة بشدة للدعم الامريكي لمحاولة وقف الجهود الفلسطينية للحصول على العضوية في هيئات الاممالمتحدة. كما أن الادارة الامريكية في وضع صعب في الوقت الذي تحاول فيه اقناع أعضاء الكونجرس بالاستمرار في تمويل السلطة الفلسطينية خاصة القوات التي تحفظ الامن في الضفة الغربيةالمحتلة بعد ان هدد أعضاء الكونجرس بقطع الاموال اذا سعى الفلسطينيون لعضوية الاممالمتحدة كما فعلوا في 23 سبتمبر. وقال برايان كاتوليس من مركز التقدم الامريكي: نحن الان في فترة الخطوات التصعيدية المنفردة التي تتخذ دون تنسيق من جانب الاسرائيليين والفلسطينيين. هذا هو ما قالت ادارة أوباما ان عليها تجنبه لكن لم يكن لديها استراتيجية لتجنبه بالفعل.