أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن المسعى الفلسطيني الأسبوع المقبل لانضمام دولة فلسطينية لعضوية الأممالمتحدة ليس له أي فرصة للنجاح وأن الفلسطينيين لن يجدوا في النهاية من سبيل سوى العودة مرة أخرى للمفاوضات. وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الوزاري الأسبوعي «إن مسعاهم للقبول بهم كعضو في الأممالمتحدة سيفشل. سيفشل هذا المسعى إذ لابد من مروره عبر مجلس الأمن». وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وعد بالسعي لعضوية كاملة لدولة فلسطينية من مجلس الأمن الجمعة المقبل رغم المعارضة القوية من جانب إسرائيل وأمريكا، اللتين قالتا إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لتسوية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. كما أعلنت واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، أنها ستستخدم الفيتو لإجهاض المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن. وقال نتنياهو «نتيجة لأفعال أمريكا، التي تعمل عن كثب معنا، ولأفعال حكومات أخرى نعمل نحن والأمريكيون معها، أتوقع فشل هذا المسعى». وتابع «في النهاية بعد أن ينقشع الدخان وينفض أمر الأممالمتحدة سيعود الفلسطينيون إلى رشدهم، أو هكذا آمل، وسيتخلون عن تلك الخطوات للالتفاف على المفاوضات وسيعودون إلى الطاولة حتى يتسنى إحلال السلام لنا ولجيراننا». وقال نتنياهو إن مجلس الأمن بمثابة حكومة للأمم المتحدة بينما الجمعية العامة أشبه ببرلمان. وأضاف «فيه يمكن تمرير أي قرار.. يمكن مثلا أن يقرروا أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق. ولكنه ليس له نفس الثقل ولا الأهمية كمجلس الأمن». وقال نتنياهو إنه هو أيضا سيتجه إلى الأممالمتحدة ليشرح الموقف الإسرائيلي تجاه التحرك الفلسطيني. وصرح مسؤول بالحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو سيلقي كلمته أمام الأممالمتحدة في 23 سبتمبر في نفس اليوم الذي يلقي فيه عباس كلمته. ويقول البيت الأبيض إنه من المرجح أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك. وكانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد توقفت قبل نحو عام بسبب نزاع حول مواصلة إسرائيل بناء مستوطنات يهودية في الأراضي المحتلة. وعلى الصعيد الأمريكي، يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولة دبلوماسية ماراثونية هذا الأسبوع في الأممالمتحدة حيث يسعى لاحتواء الطموحات الفلسطينية تجاه إعلان دولة مستقلة من جانب واحد. ويقول بن رودز نائب مستشار الأمن القومي إن أوباما «سيعرب عن دعمه لحل الدولتين بين الطرفين والقائم على التفاوض». ومن المعتقد أن أجندة أوباما ستتوقف عند تلك الأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط حيث يسعى الفلسطينيون في خطوة غير مسبوقة للحصول على اعتراف بدولة مستقلة في الأممالمتحدة، في الوقت الذي أكدت أمريكا أنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن لإحباط هذا المسعى معززة بذلك دعمها الثابت لإسرائيل. ومع توقع فشل المسعى الفلسطيني لدى مجلس الأمن ستتجه القيادة الفلسطينية إلى الجمعية العامة الأكثر تعاطفا إزاء الخطوة الفلسطينية. ويقول جون الترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن «أمريكا ستجد نفسها في وضع مستحيل». ويشرح ذلك بالقول إن إدارة أوباما «سينتهي بها الحال مرة أخرى على الجانب الخطأ من نتيجة تصويت ترجح اتجاها معاكسا ما يؤدي إلى شكاوى بأن تلك الإدارة لم يعد لديها مصداقية على الصعيد الدولي». من جهتها، طالبت حركة حماس، أمس، خلال جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني في غزة بالتوجه بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية «على كامل التراب الفلسطيني» .