اعلن زعيم حزب النهضة الاسلامي الفائز في الانتخابات الاخيرة في تونس عن بداية تبلور «نواة تحالف ثلاثي» يجمع حزبه بحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل الديموقراطي، لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال الغنوشي لوكالة فرانس برس اثناء زيارة للدوحة ان «نواة تشكلت لتحالف حكومي مقبل يتمثل في حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية، بالاضافة الى حزب التكتل الديموقراطي وهو قابل للتوسع»، مؤكدا ان «المفاوضات لا تزال في بداياتها». وشدد الغنوشي في مقابلته مع فرانس برس على ان «المجال الذي يستوجب البدء بالاصلاح الفوري في تونس هو مجال القضاء». وقال «شأنه شأن القضايا الكبيرة، ينبغي ان يخضع القضاء الى حوار وطني واسع يحدد مكامن اصلاحه». وقال ان حركته ترى ان المحسوبين على النظام السابق «ينبغي ان يعاملوا كافراد بعيدا عن الانتقام الجماعي». «سنعمل على قاعدة المسؤولية الفردية ومن ثبت انه ارتكب جريمة كنهب الثروات او غيرها فأمره موكول الى القضاء اما البقية فهم مواطنون عاديون».واضاف في هذا الصدد «سنعمل على قاعدة المسؤولية الفردية ومن ثبت انه ارتكب جريمة كنهب الثروات او غيرها فامره موكول الى القضاء اما البقية فهم مواطنون عاديون». والى جانب القضاء، شدد الغنوشي على ان «التعليم والثقافة والاعلام والتشغيل هي ايضا ملفات كبيرة تحتاج الى حوارات وطنية واسعة بغرض اصلاحها». وعن السياسة الخارجية التي تعتزم حركة النهضة اتباعها وما اذا كانت ستعطي الاولوية للتيارات الاسلامية الصاعدة في الدول المجاورة، قال الغنوشي «سنتحدث مع دول وليس مع تيارات سياسية». واضاف «للاحزاب علاقاتها وللدول علاقاتها والانتخابات نقلتنا للتفكير بمنطق الدولة ولم نعد نفكر بمنطق الحزب». ونوه الشيخ راشد الغنوشي الى انه سيعمل على ان تكون تونس «قريبة من النموذج التركي مع خصوصيات تونسية». وقال «سنعمد الى نظام ديموقراطي اسلامي» مشيرا الى ان افكاره التي ضمنها في كتبه كانت «مصدرا من مصادر التجربة التركية» التي ينظر اليها في العالم العربي باعجاب. وفي شان آخر بدا الغنوشي غير متأكد مما راج عن اعتزامه عدم الترشح الى اي منصب في صلب حزب النهضة خلال مؤتمره المرتقب في شهر يناير المقبل. وقال ردا على سؤال ان «المؤتمر هو الذي سيقرر ذلك». واضاف «سبق لي ان اعربت عن رغبتي في التخلي منذ اكثر من مؤتمر ونحن الآن مشغولون بموضوع الدولة بحيث ان اجندة المؤتمر القادم لحركة النهضة لم تتحدد بعد». واقبل التونسيون بكثافة على التصويت في انتخابات 23 اكتوبر التي فاز فيها حزب النهضة ب 90 مقعدا من مقاعد المجلس.