احتشدت في كالسو احدى قواعد الجيش الاميركي جنوب بغداد، شاحنات ضخمة وسط حركة دؤوبة لجنود اميركيين يواصلون اخلاء معداتهم مع اقتراب موعد انسحابهم الكامل من العراق نهاية العام الحالي. وتقع قاعدة كالسو على مقربة من ناحية الاسكندريةجنوب بغداد وتمثل نقطة رئيسية لشحن اطنان من المعدات العسكرية والاف الجنود خلال الشهرين المقبلين. وقال الكابتن مارك الفيرس قائد احدى الوحدات في قاعدة كالسو، ان العملية اللوجستية التي يجب ان تنتهي في 31 ديسمبر المقبل «عملية ضخمة فعلا». وقال الكابتن مارك الفيرس قائد احدى الوحدات في قاعدة كالسو، ان العملية اللوجستية التي يجب ان تنتهي في 31 ديسمبر المقبل «عملية ضخمة فعلا».واضاف «امضينا اكثر من ثماني سنوات هنا، وعلينا اجلاء معدات (استخدمت) خلال ثماني سنوات من موقع واحد». ونظرا لموقعها الاستراتيجي على امتداد الطريق الرئيسي المؤدي الى جنوب العراق، ستكون كالسو احدى اخر خمس قواعد اميركية في العراق، وفقا للفتنانت كولونيل جيسون هايز قائد الكتيبة الثانية من قوات الفرسان في القاعدة. وستقوم القوات الاميركية بتسليم القاعدة الى القوات العراقية مع قسم من العتاد في وقت لاحق لم يحدد حتى الان لاسباب أمنية. وقال الميجور جنرال جيفري بوكانن المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق، انه في غضون اسبوع واحد في مطلع اكتوبر، تحركت 399 قافلة تضم 13 الفا و909 شاحنات. وعند قاعدة كالسو، احتشد عدد كبير جدا من الشاحنات العريضة المخصصة لنقل المركبات فضلا عن عربات اخرى، ناهيك عن ناقلات الجند من نوع ام ار ايه بي المقاومة للالغام والمضادة للكمائن، وتصطف تلك الاساطيل بين جدران اسمنتية مضادة للتفجيرات تحاوط القاعدة من الخارج وتخترق قطاعات فيها من الداخل.وعلى مقربة تكدست حاويات فوق بعضها بانتظار نقلها خارج البلاد على متن شاحنات متعاقد عليها من شركات خاصة.لكن يتم ابقاء اغلب المعدات العسكرية الاميركية بعيدا عن الانظار لاسباب امنية.ويقول الفيرس ان «التحدي الاكبر هو ان هذا الخفض لا يحدث الا مرة في كل حرب، مرة في كل صراع، ومن ثم يمكن ان تخطط وتخطط له لكن الخطة ستبقى في تغير مستمر». ويضيف «يجب ان تبقي عدوك في حالة توجس لذا لا ينبغي ان تكشف له الخطة» التي تنفذها. ويؤكد الميجور فرانك كروز احد الضباط المسؤولين عن العمليات اللوجستية في قاعدة كالسو ان «عمليات الانسحاب الحقيقية بدأت فعليا بأخذ حجم كبير منذ شهر» واحد فقط. ويضيف «انها تجري بحيوية اكبر الآن».واشار بالقول «قمنا باقل من نصف العمل لكننا ضمن الوقت المحدد في الجدول».وبدا الكولونيل هايز مثل جنوده لا يعرف بالتحديد متى سيغادر العراق، او الى اين سيذهب بعدها. لكن اغلبهم يأملون التوجه الى بلد اقل توتر مثل المانيا، ويبقى بالنسبة لهم قضاء عطلة الميلاد مع عائلاتهم هو الخيار الافضل. وما زال نحو 39 الف عسكري اميركي في العراق موزعين في 15 قاعدة بينهم ثلاثة الاف في كالسو، فيما بلغ عدد الجنود الاميركيين في ذروته عامي 2007 و2008، 170 الفا انتشروا في 505 قواعد. ويرى الكابتن رايان ادورد احد الضباط العاملين في القاعدة ذاتها، ان «العراقيين ايضا، يريدون معرفة موعد رحيلنا». اما اللفتنانت كولونيل هايز فيقول «اعتقد ان الجيش والشرطة العراقيين قادران على مواجهة الاوضاع الامنية الحالية، ولكن في حال تصاعد اعمال العنف خصوصا مع تدخل جهات خارجية، فإنني اعتقد عندها ان الاوضاع ستكون اكبر من قدراتهم».