في ظل ظروف معيشية صعبة يحاصرها الغلاء من كل مكان .. أصبحت فواتير الكهرباء والماء حملا ثقيلا على كاهل الأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك رغم الجهود الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين بدعمها المتواصل للأسر الفقيرة .. ورغم اجتهادات وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الخيرية الحكومية والخاصة المنتشرة في مساعدة المحتاجين بكل فئاتهم وحالاتهم، .. ومن هنا يأمل ويتطلع الكثير من المعوزين والمحتاجين أن يتم إعفاؤهم من رسوم الكهرباء والماء بأوامر وطنية جديدة، .. «اليوم » رصدت الآراء وأوجزتها في هذا الاستطلاع : قروض تسديد فهد محمد وهو أحد المنتمين لفئة ذوي الدخل المحدود يتحدث عن معاناته مع فاتورة الكهرباء فضلا عن الحالة المادية الصعبة التي يعيشها فقال :" من كل أعماق قلبي أرجو أن يتم إعفاء الفقراء وأصحاب الدخل المحدود من رسوم الكهرباء، فلكم أن تتصورا حجم ما نعانيه عندما تصدر فاتورة الكهرباء لاسيما إذا كانت بمبالغ كبيرة، فأنا مطالب بتسديد فاتورة بمبلغ 2000 ريال بينما أعمل بشركة ومرتبي لا يتجاوز ال 2000 ريال فقط، ولذا فقد اقترضت من أحد الزملاء لتسديد جزء من المبلغ، وذلك لأن مرتبي هو لي ولعائلتي وهو المصروف الذي نعيش منه، وعندما أقوم بدفعه لن يكون لدينا أي مبلغ نعيش منه، وهذا الأمر أقلقني كثيرا وأصبح مثل الهاجس الكبير خاصة أننا نخشى أن تنقطع علينا الكهرباء، وكما تعلمون أهمية الكهرباء في حياتنا اليومية، وأملنا كبير أن يتم إيجاد حل مناسب لإنصاف أصحاب الدخل المحدود من رسوم الكهرباء". فاتورة كبيرة ومن جانبه يقول عبدالله فزيع :" أعاني كثيرا من فاتورة ورسوم الكهرباء وأحسب لها ألف حساب، فنحن أكثر من 16 شخصا نسكن في بيت واحد وهو بيت أيتام، وأنا أعول أسرتي، ومشكلتي أنني أعمل في شركة ومرتبي 2200 ريال فقط، ويعلم الله أن هذا المرتب لا يكفي مصروف الأبناء ولا العائلة ولا الالتزامات الأخرى، وقد كانت آخر فاتورة وصلت بمبلغ تجاوز ال 6000 ريال، وهو مبلغ كبير جدا علينا ومن الصعب جدا سداده، وقد تم قطع الكهرباء عنا مؤقتا .. إلا أنني ذهبت ووقعت على تعهد بالتسديد وتمت إعادة التيار على الفور، وكل ما نطالب به نحن أصحاب الحالات البسيطة والدخل البسيط أن تتم الموافقة على إعفائنا من رسوم الكهرباء التي أرهقتنا كثيرا وزادت من معاناتنا، ونحن نقدر العطاء والجهد الكبيرين من حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تقدمه للأسر المحتاجة سواء عن طريق الضمان الاجتماعي أو عن طريق الجمعيات الخيرية، إلا أننا ومع ظروف المعيشة الصعبة أصبحت المتطلبات وحاجة الأبناء وطلباتهم أكثر .." لكم أن تتصورا حجم ما نعانيه عندما تصدر فاتورة الكهرباء لاسيما إذا كانت بمبالغ كبيرة، فأنا مطالب بتسديد فاتورة بمبلغ 2000 ريال بينما أعمل بشركة ومرتبي لا يتجاوز ال 2000 ريال فقط، ولذا فقد اقترضت من أحد الزملاء لتسديد جزء من المبلغ، وذلك لأن مرتبي هو لي ولعائلتي وهو المصروف الذي نعيش منهحمل كبير وهذا أحمد العتيبي أيضا يصف الحال يتطلع لإعفاء المحتاجين من رسوم الكهرباء فيقول :" هناك معاناة حقيقية مع رسوم الكهرباء للكثير من أصحاب الدخل المحدود .. حتى وإن كانت هذه الرسوم قليلة، فهؤلاء الناس بحاجة إلى الريال الواحد من أجل سد الحاجة، وأعتقد أن إعفاءهم من رسوم الكهرباء أصبح ضرورة خاصة أصحاب الدخل المحدود وذوي الاحتياجات الخاصة، وأركز على ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك كبار السن من المرضى ممن هم من الأسر البسيطة لأنهم أحوج كثيرا إلى استخدام الكهرباء والأجهزة الكهربائية الطبية التي يستخدمونها والتي تعتبر من العلاجات الهامة لهم، وكلنا أمل أن يتم إعفاء هذه الفئة من رسوم الكهرباء والماء من قبل حكومتنا الرشيدة حفظها الله " في غرفة واحدة وعن همه في هذا الموضوع تحدث عبدالله السبيعي فقال:" أحد الزملاء حالته بسيطة جدا، ولديه عدد كبير من الأبناء، ومرتبه بسيط جدا، وقد عانى كثيرا من رسوم الكهرباء، فلم يجد حلا إلا أن اضطر لجمع أبنائه في غرفة واحدة من أجل التكييف، وأثناء النوم فقط، ويقول هذا المسكين بحسرة : من أين أتحمل كل هذه المصاريف وأنا دخلي بسيط بالكاد يكفي إطعامهم وملبسهم؟" ويردف السبيعي :" بلا شك مثل هذه الحالة صعبة جدا حتى على حال الأبناء الذين ربما يتعرضون لحالات نفسية واضطرابات بسبب ما يعيشونه من حرمان حتى وهم في أبسط حالاتهم، كما أن هناك أسرا تقوم بعملية استهلاك الكهرباء من أجل المحافظة على توازن المعيشة من خلال إضاءة الشموع والفانوس لأنهم بحاجة إلى المال". معاناة حقيقية رئيس جمعية العيون الخيرية الشيخ خليفة عبدالله الثواب .. تحدث حول محور الموضوع فقال :" من أهم برامج الجمعيات الخيرية المساهمة في مساعدة المستحقين والفقراء في دفع قيمة الفواتير المختصة في الكهرباء وبنسبة محددة، وأشير إلى أن أصعب ما تمر فيه العائلات الفقيرة والمحتاجة وذات الدخل المحدود هي مشكلة فواتير الكهرباء لعدم استطاعتهم دفعها، خاصة عندما تكون الفاتورة كبيرة، ومن خلال الشكاوى التي يقدمها المستفيدون وجدنا أن الأغلبية وبنسبة كبيرة جدا يعانون من فواتير الكهرباء التي تستقطع منهم الشيء الكثير رغم أنهم في أمس الحاجة لها، وهناك الكثير من المواقف الحرجة للمستفيدين خاصة ممن تقطع عليهم الكهرباء وهم لا يملكون ما يمكنهم من سداد الفاتورة، وبلا شك فإن إلغاء هذا الحمل من دفع رسوم الكهرباء والماء عن هذه الفئة من فقراء ودخل محدود وذوي احتياجات خاصة سيخفف العبء الكبير عليهم وسيجعلهم أكثر ارتياحا" البديوي : لنا أمل في مناقشة «الشورى» إعفاء المعنيين من فواتير الكهرباء والماء من جهته ذكر المستشار القانوني أمين طاهر البديوي .. أنه سبق وأن تقدم بخطاب ودراسة إلى مجلس الشورى تتعلق بإعفاء الفقراء وذوي الدخل المحدود من المواطنين من دفع قيمة استهلاك الكهرباء والماء، وقال البديوي :" هذه الدراسة تقدمت بها من أجل دعم المحتاجين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود من أبناء الوطن، ومازال لدي الأمل الكبير في أن تتم مناقشة هذه الدراسة من قبل مجلس الشورى الذي يقوم بدور كبير وملموس تجاه هذا الوطن ومصلحة أبناء الوطن، فيما لم تزل معاناة المواطنين من الكادحين والفقراء ومحدودي الدخل مستمرة, ولكن مازال المجال مفتوحا لتخفيف الأعباء المالية والاقتصادية التي تقع على عاتق هؤلاء المساكين, ومن بعض هذه الأعباء رسوم استهلاك الكهرباء .. فمعاناة المواطنين منها معاناة مستمرة, وكلنا أمل أن تتحمل الدولة استهلاك الكهرباء عن المواطنين الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود والمعاقين الكادحين، خاصة في ظل الأوضاع المتردية لبعض الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود في السعودية والتي يشكل استهلاك الكهرباء والماء بالنسبة لهم عائقا كبيرا جدا وثقلا على معيشتهم، وأدعو مجلس الشورى إلى النظر في أوضاع المواطنين من هذا الجانب, متمنيا أن تجد هذه الدراسة الفرصة، ومؤكدا في الوقت ذاته أنها ستكون بمثابة الفرحة الكبيرة في حال الموافقة عليها خاصة لمن يخصهم هذا الأمر " .