وصف رئيس تحرير الموسوعة العربية العالمية د. أحمد الشويخات رحيل ولي العهد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز: خسارة كبيرة للعمل الخيري والإنساني داخل المملكة وخارجها، كما هو فقد لأحد رعاة المعرفة والثقافة، وقد أرسى سمو ولي العهد الراحل نموذجا يحتذى به للميسورين في الالتفات إلى العمل الثقافي، إذ وهب سموه كل ما يخصه في مشروع الموسوعة العربية العالمية الى مؤسسة الأمير سلطان الخيرية وبدا جلياً تبنيه على مواصلة مؤسسة الأمير الخيري عمله والسير على خط الراحل وتعميق نهج المؤسسة في العمل الخيري والإسهام الثقافي والمعرفي وهو بالتأكيد عبء كبير خاصة ونحن نفتقد القائد هو في حد ذاته نموذج في القيادة كما هو نموذج في العطاء والبدل في تقديم كل ما هو خير للإنسانية، وعلى القائمين على مؤسسة الأمير الخيرية مواجهة التحديات الكبيرة والاستمرار في النهج والتقييم المستمر والتطوير إلى الأفضل خاصة وهي تحمل اسما كبيرا بحجم سمو الأمير الراحل. ويضيف الشويخات عن متابعة الراحل لمشروع الموسوعة: لقد كان الراحل حريصاً جداً على انجاز المشروع وكان يتابع العمل ويوجه باستمرار لانجاز العمل بصورة تليق بالثقافة العربية والإسلامية، وكان يعامل العاملين على المشروع الثقافي بحس أبوي مع صارمة مهنية أسهمت في تحقيق المواصفات التي كان يصبو إليها، وهي مواصفات الاتقان والدقة العلمية والتوازن وعدم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات والثقافات والشعوب. ويضيف الشويخات: وبالتأكيد كان للدعم المعنوي والسياسي إضافة الى الدعم المالي والمعنوي أكبر الأثر بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في تحقيق هذا المشروع العملاق ولدوره في خدمة الثقافة والمثقفين في العالمين العربي والإسلامي. وعن لحظات صدور الطبعة الورقية الأولى يقول الشويخات: فور صدور الطبعة الورقية الأولى عام 1996م كان ولي العهد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز في غاية السرور والفرح، وقد عبر سموه عن ذلك في الفلم التوثيقي الذي عرض في حفل صدور الطبعة الأولى، مشيرا إلى أن الحلم الكبير قد تحقق. وعن العمل في بناء المشروع الكبير للموسوعة العربية العالمية وخاصة بعد الانتقال من الورقي الى النشر الرقمي يقول الشويخات: لكي نصل إلى أعمال الموسوعة «الجهة الناشرة» الى مشارف هذا الإصدار الرقمي «الالكتروني» للموسوعة وتنجزه كان لابد من استثمار جهود سابقة والبناء على نتاج أكثر من عقد من الزمان من العمل المتواصل وعبارات سريعة عن هذا التاريخ قد تكون في السياق المناسب. ويؤكد الشويخات: انه لأول مرة في تاريخ اللغة العربية وتاريخ التعليم العربي والإسلامي يكون بين أيدي منسوبي ومنسوبات التعليم العام والعالي وفئات وشرائح المجتمع من متعلمين ومثقفين وإعلاميين ومهنيين، مرجع علمي «ورقي» و»الكتروني» شامل ومتنوع وعام باللغة العربية في نحو نصف مليون صفحة حاسوبية. ويتابع الشويخات: فمند عام 1990م توالى العمل حثيثا بصمت دون ضجيج إعلامي إنتاج موسوعة عربية إسلامية عالمية كبرى معاصرة وعامة وشاملة فكان إصدار الطبعة الورقة الاولى كاملة في 30 مجلدا عام 1996م بتمويل كريم ومشكور من سمو الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ثم صدرت الطبعة الورقية الثانية عام 1999م وبتحديثات وتنقيحات وإضافات على الطبعة الأولى في نحو 10000 موضع بين مقالة جديدة وفقرة وصورة. وعن متابعة المستجدات الجديدة في العالم يؤكد الشويخات: بالتأكيد هناك مزيد من التحديثات والتنقيحات ومزيد من المواءمات العربية والإسلامية للمواد والتطوير التقني بتصميم قواعد البيانات المناسبة وباستحداث محرك بحث خاص لمواد الموسوعة، وتجهيز البيانات «نصوصاً وصوراً وخرائط وجداول وإيضاحات ورسومات تعليمية ووسائط أخرى» وإدخالها ومراجعتها،والتحسينات الجمالية الإخراجية، والاختبارات والتجريبات الفنية، وعلى صعيد التحرير والتحديثات والتنقيحات.