وردتني بالأمس رسالته الثالثة مُشعرة بتغيير رقم هاتفه الجوال، وانتقاله إلى ثالث مزودي الخدمة في أقل من عامين، أجبته : كلهم في الهم شرق، وسعيد أخو مبارك، وما ثم إلا سيئ أو أسوأ، واختلافات يسيرة لن ترضي طموحك ولن تبلغ تطلعك، أيدني وقال أوافقك ولكني بالفعل أبحث عن أفضل السيئين، وأقل الخسائر، تنهد وقال : الله يرحم يا بن سعيد - يريد أحد أشهر المطربين الشعبيين - سألته : ما دخل ابن سعيد في الموضوع، قال : هذا الفنان أسطورة، لن تصدق إذا ما قلت لك إنه من دفعني إلى التحول عن الشركة السابقة إلى الحالية، سألته كيف؟ قال : استمعت لإحدى أغانيه مُصادفة، فرأيتني كمن يستمع إليها لأول مرة،صدقني كنت وقتها كنائم وصحوت، أو غافل وتنبهت، أو ناس وتذكرت، فلما قال: اللي شبكنا يخلصنا يكفيني اللي حصل ما استحمل زيادة أقسمت أن لا يبقى رقمهم عندي أكثر مما بقي ! قلت وكيف وجدت الشركة الجديدة وقد جربت الجميع، قال : تذكر الأنشودة القديمة التي كنا نرددها في المراكز الصيفية : «تفرق شملهم إلا علينا» هذا واقعهم للأسف الشديد، ولكن بعض البلاء أخف من بعض ! قلت : وكيف وجدت الشركة الجديدة وقد جربت الجميع، قال: تذكر الأنشودة القديمة التي كنا نرددها في المراكز الصيفية :» تفرق شملهم إلا علينا» هذا واقعهم للأسف الشديد، ولكن بعض البلاء أخف من بعض ! من الصور المُهينة التي اشتركوا فيها بلا استثناء يقول: تجاهلهم لاتصالات العملاء، وتبجحهم بخدمتنا بالطريقة الأسهل والأسرع، رغم أنهم لا يعرفون شيئا اسمه جودة الخدمة، أو فن التعامل مع عملائهم، الذين لا يضعون لهم أي اعتبار يمكن أن يدل على شيء من ذلك، وإن مثلوا دور احترامهم لنا، كأي ممثل يقوم بدور الإنسان المثالي دون أن يكون في واقعه كذلك . ولو كانوا صادقين فيما يدعون لزادوا عدد موظفي الرد على خدمة العملاء، لا يمكن أن أقتنع باحترامك لي وأنا ألح في مناداتك وأنت تُصر على تجاهل نداءاتي، وهذا ما تفعله تلك الشركات، البطالة قتالة، والمؤهلون من شبابنا كثير، وهذه الشركات لم تتحمل مسؤولياتها نحوهم، فإما أن تحترم التزاماتها معنا، أو لتلزم الصمت دون مُزايدة على مسرحية احترامها لنا. [email protected]