عندما تبحث عن كلمات ومعان في معاجم اللغات ، قد يصعب التعبير في رجل طالما رفرف في أجواء العالم، وعن طود عالٍ لامس الغيوم !! ولكنها لحظات الأسى التي خيمت وألقت بظلالها واجمة على أجواء المملكة ، بل والوطن العربي والإسلامي، في جو يسوده الحزن والأسى، وتعتصر القلوب حزنا بفراق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) . فكان رحمه الله .. انسانيا في العطاء ، وكريما في الخير ، جوادا في هباته ، حانيا في أخلاقه ، يعيش فعل الخير في ذاته , سياسيا باقتدار وقائدا فذا حكيما .. كلها صفات سطرها تاريخ عطائه وشهد بها القاصي والداني من داخل بلادنا الحبيبة والدول الشقيقة والصديقة وتابعنا خلال اليومين الماضيين ما سطر في مناقبه وخصاله وصفاته الحميدة. فلم يترك مساحة في خريطة مملكتنا الغالية بل والبسيطة إلا وضع بصماته الادارية القيادية والخيرية عليها ، فهناك صروح للعلم والتعلم ومستشفى متخصص ومركز آخر للخير ، مساكن ، ودعم للمعاقين والأيتام ، صديق للمحتاجين حتى استطاع أن يعنون للخير اسمه ، فربط وصالا وثيقا مع المجتمع .. فهو قائد فريد بتوجيهاته وإنجازاته المتعددة والمتنوعة في المجال الإسلامي والاقتصادي والصناعي والاجتماعي والتعليمي والصحي والتنظيمي والأعمال الخيرية العديدة التي لا تحصى , ونعم أهلنا في الأحساء بوضع يديه الكريمتين لحجر أساس جامعة الملك فيصل وتدشين سموه – رحمه الله – لمركز الامير سلطان بن عبدالعزيز لجراحة وطب القلب. فالأمة الاسلامية قاطبة فقدت رجلا نقش على التاريخ أجندة الفداء والبذل ، وسطر بين الكلمات حروف الكرم والشجاعة ، فكانت تعلو الابتسامة محياه أينما حل وارتحل ، فهو متواضع في هيبته ، قائد محنك ، صارم في الحق وشهم في بيان الحقائق فهو رجل السياسة الواعي، الذي طالما أعطى من نفسه ولم يبخل على هذا الوطن، وسهرالليل ، وتكبد المصاعب في سبيل راحة أبناء هذا الوطن العزيز، بكل حكمة وعناية كافح فولج إلى قلوب الشعب دون استئذان .. وبعميق الأسى أرفع التعازي القلبية الى سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي النائب الثاني والاسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل وببالغ الحزن نرفع ايادي الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته .. وعزاؤنا في سموه - رحمه الله – «لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار وانا على فراقك سيدي (ابي خالد) لمحزونون» . • محافظ الأحساء