مشاعر الحزن والأسى قد تجلت على أحد المنازل في مدينة حائل بعد أن ساد الصمت وبعيون شاخصة ترمق لحظة الاستقبال الكبير لجثمان فقيد الامة سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز ليوارى الثرى في الرياض، سقطت دموع غالية من حبيب " سلطان الإنسانية " والمقرب إلى قلبه الطفل عبدالله عادل الجريد الذي لم يمهله القدر لتحقيق أمنيته بلقاء ثالث يجمع بينه وبين الأب الحنون الذي احتضن الطفل في لقائه الأخير به في مكتب سموه الخاص عندما أصر- يرحمه الله- على استقبال عبدالله ليطمئن على صحته بعد إجراء سلسلة من العمليات الجراحية له ، بعد أن تكفل يرحمه الله بعلاجه على حسابه الخاص ، وجاء اللقاء عفويًا في كل كلماته ، بعد أن طلب يرحمه الله أن يحمل الطفل بيديه الكريمتين ، إلى حضنه بأبوية حانية وما أن شعر" عبدالله" بحنان الأب المحب إلا وأطلق وبكل براءة الطفولة كلمته التي استحوذت على قلب أمير الإنسانية " أبوي أنا أحبك" فرد الأمير بضحكته المعهودة وابتسامته الدائمة : " وأنا أحبك " لتبقى هذه الكلمات في وجدان الطفل عبدالله الذي واصل علاجه في ألمانيا وتشرف بكريم متابعة الأب الحنون في اتصال هاتفي بابنه " عبدالله " لمعايدته والاطمئنان على صحته ، ما زاد من شدة تعلق الطفل " عبدالله " بالوالد الراحل ، وبعد أن تحسنت حالة الطفل الصحية وأشار الأطباء إلى أنه بات قريبًا بالإمكان أن يسير على قدميه ، وهي أمنيته التي لم تتحقق برؤية " سلطان الخير" وهو يسير على قدميه ، وقد بكى عبدالله بحرقة الابن على أبيه في يوم هو العصيب في حياته بعد أن حولها أمير الخير إلى حياة التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق بعد العناية التي منحها له ، ما جعل عادل الجريد - والد عبدالله – يعبر بكلمات ارتقت إلى عنان السماء في ابتهاله بالدعاء لأمير الخير بالرحمة والمغفرة ، ويقول : رحل أمير الإنسانية الذي شملنا بعطفه ، نبله ، كرمه ، صاحب المقولة التي يعجز أمامها كل من له مطلب وهو يقول : ( وش تأمرني فيه ؟ ).