تتزايد القضايا والمواضيع المتعلقة بالمستهلك وحمايته، ويبدو ان هذه القضية فتحت الشهية لمواضيع عديدة واصبح المستهلك هو محور متغيّر في الممارسات اليومية للسوق، ونتجاوز في اغلب الاحيان ان المستهلك ببساطة شديدة يتطلع فيها الى توافر السلع والخدمات بشكل ميسّر وبأسعارها العادلة، وقد يبدو ان تصاعد هذه القضية نتج عنها ان أركان طموح المستهلك البسيط اهتزت واصبح فيها خلل، وبالتالي تسرّب عبر هذا الاهتزاز مجموعة من المفاهيم والمبادرات والقرارات الداعمة لحماية المستهلك. ومع هذه المتغيّرات يظل موضوع توعية المستهلك بحقوقه وواجباته اقل من المتوقع، ووسط هذه التفاعلات ترك المستهلك وحيداً يتأرجح وسط امواج التفاؤل بالتطوير او التجاهل بالتصحيح، وهنا يبرز عنصر توعية المستهلك والحقيقة ان هذا الموضوع لن يتحقق بمبادرة منفردة او لفترة زمنية محدودة، واعتقد المطلوب هو وضع استراتيجية واضحة ومحدّدة لتثقيف وتوعية المستهلك، تمكّن المستهلك في نهاية المطاف من التعامل مع السوق والحصول على السلع والخدمات في ظل الوعي الكامل للحقوق والواجبات. اعتقد المطلوب هو وضع استراتيجية واضحة ومحدّدة لتثقيف وتوعية المستهلك، تمكّن المستهلك في نهاية المطاف من التعامل مع السوق والحصول على السلع والخدمات في ظل الوعي الكامل للحقوق والواجبات. ولأهمية هذا الموضوع بالحياة والمجتمع فقد يتطلب ذلك برامج توعوية متنوّعة وعلى سبيل المثال، هناك دول عديدة قامت بوضع برامج تعليمية تتعلق بتوعية المستهلك من ناحية التعامل مع السلع لضمان سلامتها وتجنّب اساليب الغش والتقليد المحتملة، كذلك البرامج التوعوية عبر وسائل الاعلام المختلفة ودورها الريادي والمجتمعي في التعامل مع هذه القضية الهامة، ويبقى العنصر الأهم في هذا الموضوع وهو المستهلك نفسه والدافعية الذاتية في توعية ذاته للعمليات المتعلقة بسلوك المستهلك، وفي اعتقادي ان خير ضابط لممارسات السوق يعتمد بالدرجة الاولى على وعي وادراك المستهلك نفسه. ومن الواضح ان جميع الأطراف ذات العلاقة بمحور المستهلك في حالة تفاعل دائم، وقد يكون هذا التفاعل يقتصر فقط على الناحية الإجرائية دون التركيز على الجوانب الاخرى، والمأمول هو تفاعل كافة الأطراف سواء من الحكومة او القطاع الخاص او المؤسسات المجتمعية او المستهلك نفسه لخلق مستقبل جديد ونحو مجتمع واعٍ. [email protected]