يعد القرآن الكريم والسنة النبوية أهم أدوات توجيه وإرشاد الإداري المتميز إلى القرار الصائب، فالتمتع بالمرونة في التعامل والقدرة على قيادة دفة الحديث وإقناع الآخرين بوجهة نظر معينة عوامل لا تكفي لخلق بيئة عمل صحية من ناحية عملية أو نفسية أو حتى اجتماعية.. لأن الدين عماد الرُّقي في كل مكان وزمان، والرغبة في إثبات الذات وتحقيق الإنجازات والسعي إلى الحياة والوصول إلى الغايات يعتمد على الاستعانة بالله عز وجل أولاً ومن ثم العلم النافع والثقة بالنفس وروح الأداء الجماعي والعمل كفريق، كل ذلك من شأنه أن يُعمق الشعور بالمسؤولية تجاه المنافع ذات الأهمية القصوى لجميع العاملين، حيث المشاركة في صناعة القرار الذي يُفعل العملية الإدارية ويُحقق الأهداف المطلوبة ويُمكن المدير الذكي من ملاحظة الأثر النظامي المترتب على صناعة القرار الفردي والجماعي. فالتميز في التعاطي مع الواقع وفق المعطيات يُعظم المصلحة العامة ويقود إلى تطبيق الجودة وتقديم أفضل الأساليب بشأن رفع مستوى الخدمات المقدمة.. وعليه فإن المدير الذي يتبنى سياسة احتكار الصلاحيات ولا يرغب في التفويض ولا يسعى إلى التغيير اعتزازا منه بقراراته وإيمانا كاملا بقدراته ومهاراته!! لا يمكن لمرؤوسيه الاستفادة من خبراته ولا يكتسب الهيكل التنظيمي التابع لإدارته أي نقلات نوعية في الأساليب الإدارية أو التنفيذية أو حتى المهارية.. فالإدارة لديه تعمل تحت شعار(مكانك.. سر)!! بعكس المدير الواعي الذي يُسند الأعمال وفق أهميتها إلى مساعدي مدراء مؤهلين بحيث يتم اختيار الشخص المناسب وتكليفه بالعمل المناسب وفي المكان المناسب مع نظرة مستقبلية ثاقبة للحقائق والأبعاد، فهو بذلك عمل على إتاحة الفرصة لشاغلي المناصب العليا وأتاح فرص التفرغ للأعمال الأكثر أهمية من تخطيط ورسم سياسات وتحقيق أهداف هذا من جانب، وفي الجانب الأخر أكسب المكلفين بواجبات إدارية مؤقتة الخبرة العملية والاحتكاك المباشر بالمواقف حيث ازدادت قدرتهم على مواجهة المشكلات وباتوا أكفأ في اتخاذ القرارات وأصبحت إدارتهم للوقت أشمل بالرغم من تعدد النشاطات، فقد تمتعوا بأحد أهم مقومات النجاح وهي التنمية الذاتية والحافز الشخصي للعطاء... إذاً ما المشكلة في منح شاغلي الوظائف الإدارية وقتاً كافيا لإثبات ذاتهم وفق استراتيجيه تستحدث مسميات مختلفة تعزز من خلالها إجراءات العمل وتزيد الفاعلية في صقل شخصية المديرين حديثي العهد بالإدارة أو المديرين تحت التدريب، فالتحفيز على الإبداع في الأداء والاستجابة لمطالب العمل وتنمية القدرة على تحمل المخاطر وقبول التحدي تُعطي انطباعا بالقوة وتُظهر استعداد الفرد ومبادرته في الاقتناع بالفكرة وقبول السباق في ميدان التجربة. قطر: بيئة العمل الخالية من التعقيدات الإدارية تخلق نوعاً منطقيا من التوازن بين الواقع والمأمول!! العنوان البريدي: مكةالمكرمة ص. ب 30274 - الرمز البريدي: 21955