منذ أسس النادي الأدبي بالأحساء، لم يُجمع أعضاؤه على قرار قَطُّ أكثرَ نجاحا من إجماعهم على اختيار الدكتور يوسف الجبر رئيسا فقد تناسل هذا القرار عن سلالة كاملة من القرارات الناجحة على مدى أربعة أعوام. كان النادي الأدبي توأماً واقعيا لحياته إلى درجة أنَّهُ كلما وضعَ رأسَهُ على المخدَّة لينام، نبتتْ للمخدَّة أجنحةٌ وطارت به إلى النادي الأدبي. هو إنسانٌ غيرُ مستعدٍّ للتسلية أبدا، فلا يكون في مكانه الحقيقيّ إلا حينما يكون منهمكاً في العمل الجادّ. لقد أمسك الدكتور يوسف الجبر بنادي الأحساء الأدبي في مرحلةٍ مفصليَّة من مراحل الحركة الثقافية في الوطن فكان هو الرجلَ/ المرحلةَ بتقدير امتياز. نَظَرَ إلى الثقافة على أنها حلمٌ بالمستحيل وتطلُّعٌ إلى المستقبل، وليست كعكةَ مناصبَ للتقسيم على أفرادٍ معيَّنين. أمسك الدكتور يوسف الجبر بنادي الأحساء الأدبي في مرحلةٍ مفصليَّة من مراحل الحركة الثقافية في الوطن فكان هو الرجلَ / المرحلةَ بتقدير امتياز. نَظَرَ إلى الثقافة على أنها حلمٌ بالمستحيل وتطلُّعٌ إلى المستقبل لذلك، وضعَ عربةَ النادي على عجلتين من الثقافة وحسن الإدارة، ثمَّ شدَّ العربة على حصان الحماسة وانطلق على أرضيَّة الواقع محاولاً أن يصنعَ الفكرة التي تمتلك من القوَّة والمقوِّمات ما تفرضُ به أهدافَها على تلك الأرضيَّة وترسِّخ فيها الجذور، وكان على رأس قائمة الأهداف أن يتجاوز مفهوم النمطيَّة السلبيَّة التي تطغى على سمعة الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية. لقد كان يعلمُ أكثر منَّا جميعاً بأنَّ الأمرَ لا يتطلَّبُ أكثر من خبرٍ إعلاميٍّ كاذبٍ كي تتحوَّل الهالةُ المشرقةُ -التي حاول جاهداً أن يتوِّج بها النادي- إلى مشنقةٍ حادَّة تلتفُّ حول عنق النادي، لذلك، طالما غصَّ ببعضِ (الإعلام) ولكنْ مثلما غصَّ البحرُ – على عَظَمَتِهِ- بسفينةٍ صغيرة عابرة. تأمَّلَ عميقاً في المجتمع ووجد المثقفين فيه -مثلَ بقيَّة أفراده- ما هُمْ إلا أسماكٌ تسبحُ في حوضها الاجتماعي بكلِّ ما يحملُهُ هذا الحوض من سلبيات وإيجابيات، ولكنَّ البعضَ منهم يحاول أن يستصفي بعض المياه العكرة ويدعو الجميع للاستمتاع بالسباحة في الصفاء، والبعض الآخر يحاول أن يعكِّر ما تبقَّى من صفاء كي يصطادَ فيه بشبكة الأنانية. ولأنَّ الدكتور يوسف صافٍ ونظيفٌ كالحسنة، فقد انحاز للصفاء طوال فترة رئاسته للنادي.. بل وعلَّمَنا نحن الأعضاء الإداريين كيف ننحاز إليه وكيف ننتمي إلى العقليَّة الحضارية بعيداً عن النعرات التي تدير شؤون الحياة بعقليَّة (داحس والغبراء).