خطا نادي الأحساء الأدبي خطوة مهمة باتجاه ردم الفجوة، بينه وبين بعض المثقفين الذين اختلفوا معه وقاطعوا نشاطاته في وقت سابق، إذ سعى النادي بإدارة الدكتور يوسف الجبر، إلى دعوة عدد من هؤلاء المثقفين وتنظيم فعاليات لهم، مثل الكاتب عبدالله الملحم، الذي تحدث في ندوة عن الوثائق، والدكتور محمد الهرفي، الذي قدم ورقة حول «عولمة الثقافة والإعلام». واعتبر الملحم «أن الاختلاف سنة لا مناص منها... والأندية الأدبية بيوت المثقفين ومقاطعتها نوع من الضعف في المواجهة». وأوضح «لم أعلن قط الامتناع عن الذهاب لأي من الأندية الأدبية، التي انتقدتها مثل نادي الدمام الذي انتقدت أعضاءه ومع ذلك أقمت فيه ندوة» مضيفاً «والحال ينطبق على أدبي الأحساء الذي انتقدته وانتقدني رئيسه الجبر، ومع ذلك أقمت فيه الندوة الأخيرة». معتبراً دعوة الجبر له «إعلاء من شأن النقد كقيمة ثقافية لا ينبغي أن تقمع، ولعل الجبر بهذا أراد أن يقول للمشهد نحن لا نعاقب المثقف على نقده لنا، ولا ندني آخر لتملقه». وتمنى من «أدبي الأحساء» أن «يفتح أبوابه للمختلفين معه ودعوتهم للمشاركة من دون تجاهل أو تهميش» مضيفاً أن التعامل مع المعطى الثقافي، «بموضوعية لا ذاتية أهم ما يحتاجه النادي إلى تجاوز ما يعترضه من عقبات». وعما إذا كان قبوله لهذه الدعوة هو انشقاق عن زملائه المقاطعين، قال: «ليس انشقاقاً بقدر ما هو استقلالية قرار» مضيفاً: «هم أصدقاء ولكن لو اتفقنا على كل شيء فتلك كارثة»، مبدياً في الوقت نفسه استغرابه «من الذين قاطعوا أدبي الأحساء لوجود بعض خصومهم الثقافيين فيه، مع تلبيتهم لدعوة أدبي الدمام، في ظل وجود خصوم لهم فيه أيضاً». وخاطب الملحم هؤلاء بقوله: «إذا كان ارتياد أدبي الأحساء خطيئة فالمثقف كما التائب من الخمر، لا ينبغي أن يتوب من نوع ويعاقر نوعاً آخر». أما الدكتور محمد الهرفي فقال إنه مقاطع لجميع الأندية: «عطفاً على زوال نظام الانتخابات والذي أثر في سياسة جميع الأندية، حتى في توجه الدعوات الخارجية وحكرها على تيار من دون آخر». وأرجع تلبيته لدعوة النادي إلى «كثرة اتصالات الدكتور الجبر وهو رجل عاقل ويعمل من أجل المصلحة العامة... إضافة إلى ما ذكره لي من وجود تغيرات جذرية سنسهم معه في تحقيقها». وكشف بأن هناك محاولة للقيام بمصالحة «بين النادي ممثلاً برئيسه وبين بقية المقاطعين، ليلتف الجميع حول النادي» متمنياً تحقق ذلك عما قريب. وعلى رغم هذه الجهود في ردم الفجوة بين النادي وبعض المثقفين في الأحساء، الذين يختلفون معه، فإن هناك من يرى هذه الدعوات ليست سوى «زوبعة وتضخيم لأمر لن يقدم ولن يؤخر شيئاً من سياسة النادي، وأن من لبّوا الدعوة يتحملون تبعاتها، فالعبرة في النهاية، إذ سيصح الصحيح ويزول الخطأ» على حد تعبيرهم.