أعواماً طويلة ونحن نقرأ ونسمع بوجود أدونيس على قائمة ترشيحات نوبل وقرأنا هذا العام في صحف عربية وغربية ما يؤكد هذا الترشيح لدرجة ان البعض بات متأكدا من ذلك..ولم يتوقع أحد فوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الذي ترجم ادونيس له العديد من قصائده وقدم له عربيا منذ 5 سنوات عندما استضيف في سوريا. نقول لأدونيس الترشيح لنوبل شرف ولكننا على أية حال لا نعرف على وجه التحديد كيف يتم الاختيار، فالآراء كثيرة وعديدة، والهجوم والدفاع يحمل كل منهما مبرراته، ولكن المرارة تكون أحيانا غالبة ،والبعد السياسي يكون أحيانا واضحا، ولعلنا نتذكر ما حدث في الجائزة الأولى عام 1901 ،وتلك الموجة العارمة من السخط والاستغراب التي عمت الأوساط الثقافية العالمية (في السويد بشكل خاص وهي موطن نوبل والجائزة). لعلنا نتذكر ما حدث في الجائزة الأولى عام 1901 ،وتلك الموجة العارمة من السخط والاستغراب التي عمت الأوساط الثقافية العالمية (في السويد بشكل خاص وهي موطن نوبل والجائزة). فبينما كان العالم يترقب إعلان فوز الكاتب الروسي الشهير ليوتولستوي ،إذا به يفاجأ بفوز شاعر فرنسي متوسط الموهبة هو سولي برودوم. ومهما كان دفاع لجنة الجائزة، فالقناعة بتولستوي كانت أكبر، وقد ترجمها أدباء السويد ومثقفوها، إذ قدموا اعتذارهم نيابة عن الأمة السويدية إلى الكاتب الكبير! وهناك محطات كثيرة مؤلمة في عمر الجائزة نستطيع أن نتوقف عندها كثيرا، فالمد الغربي كان اتجاهها الواضح رغم أن الفريد نوبل لم يحدّد في وصيته مكانا.. ما.. أو جنسا.. ما.. أو شخصا.. ما.. فقد كانت عباراته واضحة (تمنح حصة للشخص الذي أنتج في الآداب نتاجا هاما ذا وجهة مثالية).. ورغم أن نوبل لم يعرف المثالية في حياته التي بدأت في السويد وترعرعت في روسيا وانطفأت في ايطاليا دونما صديق . لقد أوصى الرجل لمن يقدّم عملا هاما له بعده الواضح وأثره البيِّن في الأخذ بيد الإنسانية نحو المُثل العليا، هذا هو شرطه الوحيد ،فكيف ترجم هذا الشرط وكيف أخذت الجائزة أبعادها الحالية؟ إن الإجابة هنا لا تأخذ شكلا محددا ولا رؤية واضحة ،فالمطروح على لسان القائمين عليها شيء ،وترشيحاتهم شيء آخر، فهل يمكن لأحد أن يقتنع بإجابة السيد غلينستين -سكرتير اللجنة -في تبريره عدم حصول (جراهام جرين) على الجائزة رغم أنه أحد أشهر من رشحوا لها. فهل عدم الاحتياج المادي يبدو تبريرا مقنعا لاستبعاد جرين؟ أعتقد أن تلك وجهة نظر أخرى. يتبع