يغادر لواء من القوات الأمريكية كان من المقرر أن يبقى في العراق حتى أغسطس 2012 إلى الولاياتالمتحدة في غضون أسابيع، وفقا لتقرير بثته شبكة «سي ان ان» الإخبارية الأمريكية مساء السبت. ويأتي هذا التطور عقب تقارير أفادت في وقت سابق أن الحكومة العراقية ربما لا تمنح الحصانة للقوات التي تبقى بعد ديسمبر، وهو شرط أساسي لواشنطن لإبقاء قوات هناك بعد الموعد النهائي المتفق عليه من الجانبين لانسحاب القوات الأمريكية في نهاية العام. وتم الإعلان عن أن اللواء القتالي الرابع، الفرقة الأولى المدرعة، في فورت بليس بولاية تكساس سيعود إلى الولاياتالمتحدة بعد أسابيع فقط من وصوله إلى العراق في شهر أغسطس الماضي. وجاء ذلك في اجتماع بين أسر الجنود الأمريكيين ومسئول عسكري حضره مراسل «سي ان ان». ونقلت الشبكة عن المسئول قوله «في الأساس، ما حدث.. هو أن الولاياتالمتحدة والعراق لم يتوصلا إلى اتفاق». وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد قال في الأسبوع الماضي إن الساسة العراقيين وافقوا على إبقاء 5000 جندي أمريكي في البلاد بعد انتهاء عام 2011 كمدربين، دون منحهم الحصانة، حسبما ذكرت صحيفة «الصباح» الرسمية يوم الثلاثاء الماضي. وقال طالباني إن الحكومة العراقية تنتظر ردا رسميا من الولاياتالمتحدة على الاقتراح. وأوضح طالباني إن كل وحدات الجيش العراقي كانت قد أبلغت أنها غير قادرة على تشغيل أسلحة حديثة جرى استيرادها في الآونة الأخيرة ، الأمر الذي يتطلب بقاء بعض الجنود الأمريكيين للعمل كمدربين. لكن مقتدى الصدر هدد مرارا من استهداف المدربين العسكريين الامريكيين اذا بقوا في العراق بعد نهاية العام الجاري وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الامريكية. وقال الصدر في بيان نشر على الانترنت «سوف يعامل كل من يبقى بالعراق كمحتل غاشم يجب مقاومته بالقوة العسكرية». واشنطن لم تتخذ قرارات بعد بشأن وجود قواتها في العراق وفي واشنطن نفت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تقريرا اخباريا السبت بأنها اتخذت قرارا نهائيا بسحب كل القوات الامريكية تقريبا من العراق بحلول موعد نهائي للانسحاب في نهاية العام. ونفى كل من البيت الابيض ووزارة الدفاع تقريرا لوكالة اسوشييتدبرس نقل عن مسؤولين امريكيين لم تنشر اسماءهم قولهم انهم تخلوا تماما عن فكرة احتمال الاحتفاظ بقوة كبيرة في العراق كمدربين لقوات الامن العراقية بعد 2011. ويتفاوض المسؤولون الامريكيون والعراقيون بشأن احتمالات بقاء ما يصل الى عدة الاف من الجنود الامريكيين ولكن النقطة الرئيسية العالقة هي رفض العراق منح هؤلاء العسكريين حصانة قانونية مثلما تطالب واشنطن. وهذه القضية قد تؤدي الى انهيار اتفاق ولكنها مسألة حساسة بالنسبة للعراقيين الذين شهدوا انتهاكات من قبل الجنود الامريكيين والمتعاقدين خلال اكثر من ثماني سنوات منذ الغزو الذي قادته امريكا واطاح بصدام حسين. ولكن ادارة اوباما تصر على انه لم يتم التوصل لقرار بشأن علاقة التدريب مع العراق او عدد الجنود الامريكيين الذين قد يبقون بعد الموعد النهائي في 31 ديسمبر اذا كان اي منهم سيبقى اصلا وقال تقرير اسوشييتدبرس ان نحو 160 جنديا فقط ملحقين بالسفارة الامريكية في بغداد سيبقون. وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس اوباما اوضح مرارا اننا ملتزمون بالحفاظ على اتفاقنا مع الحكومة العراقية على سحب كل قواتنا بحلول نهاية هذا العام. في الوقت نفسه نقوم ببناء شراكة شاملة مع العراق بموجب اتفاقية الاطار الاستراتيجي تشمل علاقة امنية قوية والمناقشات مع العراقيين بشأن طبيعة هذه العلاقة المستمرة. وأصدرت وزارة الدفاع الامريكية بيانا شبه متطابق ولكن المتحدث جورج ليتل قال ايضا ان الاشارات التي تتحدث عن التوصل لقرار نهائي بشأن علاقتنا التدريبية مع الحكومة العراقية خطأ. وينتشر نحو 44 الف جندي امريكي في العراق حاليا بعد أن كان عددهم قد بلغ 170 ألفا عقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 ومن المفترض أن يغادر جميع الجنود الامريكيين العراق بحلول نهاية العام الجاري بمقتضى اتفاق جرى التوصل إليه بين واشنطن وبغداد.