عشنا مساء يوم الثلاثاء الأسبوع الماضي تحذير مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية من تسرب غاز الهيدروجين والنيتروجين من أحد المصانع بالصناعية الأولى بالدمام , وأدى تسربه إلى انتشاره في الجو ووصوله إلى بعض الأحياء بشرق الدمام. ولا شك اتضحت الجهود الخيرة لمديرية الدفاع المدني والجهات المختلفة المشاركة ذات العلاقة في مواجهة التسرب بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لضمان سلامة المواطن والمقيم. وتبقى قضية تخطيط المدينة وما تحوي من استعمالات للأراضي وأثرها على منظومة التنمية والبيئة من القضايا التى يجب ان تخضع لمزيد من التقييم والتطوير المستمر للمساهمة في الحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية. ان المتابعة الدقيقة لتنفيذ الأنظمة الخاصة بتخطيط المدن والحفاظ على البيئة أمر مهم في ظل إعلان هيئة المدن الصناعية عن عمل خطة لإنشاء 40 مدينة صناعية بمختلف مدن المملكة. وعالميا تخضع قضية تخطيط المدن واستعمالات الأراضي والبيئة وتلوثها لمعايير صارمة ومتابعة دقيقة وفق سياسات وبرامج وخطط وتقارير. ونشر بموقع منظمة الصحة العالمية الالكتروني بتاريخ 26 سبتمبر 2011م تقرير عن البيئة والتلوث وأشار التقرير الى وفاة أكثر من مليوني شخص حول العالم سنويا بسبب استنشاق الجزيئات الصغيرة الموجودة في الهواء الملوث، والجزيئات عبارة عن جسيمات يقل حجمها عن 10 ميكرومتر ويمكنها أن تخترق الرئتين ودخول مجرى الدم، مما يسبب عددا من الأمراض كالسرطان والقلب والرئة. وحوى التقرير قاعدة معلومات عن جودة الهواء من حيث تلوُّثه بالجسيمات القابلة للاستنشاق تم جمعها خلال الفترة من عام 2003م الى 2010م عن 1100 مدينة تقع في 91 بلداً، واشار التقرير إلى ان تلوث الهواء بلغ في كثير من المدن مستويات تهدد صحة الناس، حيث تعدى معدل الجسيمات المعدل السنوي الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو ( 10 إلى 20 ميكروجرام / م3). ومن المدن المذكورة في قاعدة البيانات ست مدن من المملكة العربية السعودية وهي الرياض بمعدل ( 157 ميكروجرام / م3 )، والدمام بمعدل ( 121 ميكروجرام / م3 )، والهفوف بمعدل (151 ميكروجرام / م3 )، وجدة بمعدل ( 129 ميكروجرام / م3 )، ومكة بمعدل ( 142 ميكروجرام / م3 )، وينبع بمعدل ( 108 ميكروجرام / م3). وبمملكتنا الحبيبة أنظمة ذات علاقة بالتنمية والحفاظ على البيئة تتطلب المزيد من المتابعة والتنفيذ الدقيق والتثقيف بها للحفاظ على صحة الإنسان واستدامة الإنجازات. ان المتابعة الدقيقة لتنفيذ الأنظمة الخاصة بتخطيط المدن والحفاظ على البيئة أمر مهم في ظل إعلان هيئة المدن الصناعية عن عمل خطة لإنشاء 40 مدينة صناعية بمختلف مدن المملكة قبل نهاية 2015 م. وفي مراحل التنمية بمشاريعها الاقتصادية والصناعية والنمو العمراني والزيادة السكانية تبرز أهمية المراجعة الدورية والاستفادة من التجارب العالمية والمحلية في كيفية تخطيط المدن وما تحوي من مناطق صناعية والحفاظ على البيئة وصحة الإنسان من خلال عمل ورش عمل مستمرة يشارك فيها جميع القطاعات المعنية وفي مقدمتها مراكز الأبحاث بالجامعات. واخيرا وليس آخرا نقل سوق الأغنام من وسط أحياء الدمام الى خارج المدينة قرار جميل، وجميل ان يتم دراسة نقل المدن الصناعية من وسط وقرب الأحياء السكنية والاستفادة من أراضيها لعلاج قضية السكن بالتنسيق مع وزارة الإسكان. [email protected]