إن كان لها مقام في الأرض وفي عالم الأحياء فليكن لخدمتهم وإطاعة أوامرهم والعمل من أجلهم، وإن كان لديها مال فلتقدمه لهم ولا تأخذ منهم شيئا فإذا سولت لها نفسها شيئا ورغبت بمثل ما يرغبون فالويل والنار والعار. ولا يغسل العار إلا نفوسهم القبيحة وهنا يتمنون لو كان بإمكانهم أن دسوها في التراب لحظة ولادتها طالما أنها لا تستجيب. جريمتان في أسبوع واحد يصل إلينا ما ترتب عليهما من أذى يقع على المرأة: في الأولى تدهس مرة وثانية وثالثة من زوجها وتمر الأعوام وهي تحز شفرتها على قلوب محبيها ويأتي الحكم الصدمة فالزوج حكم بالسجن 12 عاما و60 جلدة ليسدل الستار على حكاية وفجيعة وعلى أيتام قتل والدهم والدتهم وخلف لهم جرحا غائرا.. لا يعرف ألمه وحرقته سواهم.. والثانية تلك الفتاة التي قدمت شبابها وقوتها ومالها لأسرتها ولكنهم يرفضون كل حق لها في العيش ويتنكرون لعطائها فيمد صغيرهم يده عليها بلا خجل ولا خوف تخرج وتستنجد بالشرطة فيقبض عليها ولا تسجل قضيتها ويأتي صغيرهم وأمه المسيرة ليرفعوا ضدها قضية عقوق.. وما زال الوجع ساريا. فالمرأة لا تعنف إلا لخطأ فادح حدث منها وعمل قبيح أتته وهذا هو المتكأ لكل منحرف ليخرس من حوله ويقولون: يا له من مسكين فهي منه وفيه كشاربه ولحيته فماذا يفعل إلا ما فعل ليطهر لحيته وشاربه من دنسها!! هنا وهناك تصرخ امرأة وتطلب العون ممن يفترض أنهم أهله فتنقلب الأحوال ويصبح الطالب مطلوبا. وفي كل قضية تعنف فيها المرأة ستجدون عبارة واحدة يرددها الحمقى ويثور لها دم السفهاء. (إن طمنتها في اللحية وإن رفعتها في الشارب). فالمرأة لا تعنف إلا لخطأ فادح حدث منها وعمل قبيح أتته وهذا هو المتكأ لكل منحرف ليخرس من حوله ويقولون: يا له من مسكين فهي منه وفيه كشاربه ولحيته فماذا يفعل إلا ما فعل ليطهر لحيته وشاربه من دنسها!! ويالها من قيمة وصلت لها المرأة عندهم بقيمة شارب ولحية لا بل هما اعز فهي إساءة تلحق بهما ودنس يضطر أن يتخلص منه. أي نماذج بشرية تلك؟ من فعل ومن استجاب لهم.. أي شرع هذا الباطل الذي يزعمون بأنه إسلامي والإسلام منه براء. أي تكريم لسنن المصطفى الذي كانت المرأة في آخر وصاياه (استوصوا بالنساء خيرا). أهذا ما أوصى به سيد الأنام؟ أهكذا هي مكانة المرأة في القرآن. حاشاهما من بعض العقول وتراكمات ثقافات لم يبدلها الدين. ونظرة قاصرة لا تتعدى حدود الجسد والشبهات والخوف منه وعليه ومظاهر الضعف والقوة فيه. قوم تجاوزوا معاني ومفردات الذكر الحكيم بما لديهم من قناعات بشرية واهية غير عابئين بقوله تعالى: {وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} وقوله: {لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم} وقوله: {وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}.