لقد وضع نظام تقديم الخدمات العامة في بلادنا على أساس توفيرها من قبل الدولة للمواطن حيث تقوم الإدارات الحكومية بهذا الدور حسب تخصصها مثل الصحة والبلدية والتعليم والمطارات والطرق وغيرها ، وهذا النوع من نظام تقديم الخدمات غالباً يكون بدون مقابل أو برسوم مالية بسيطة لا تغطي تكلفة الخدمة ، ولكن في نفس الوقت يلاحظ على مثل هذه الخدمات المقدمة بيرقراطية العمل وتواضع الجودة . إن المتتبع لواقع العمل في الإدارات الحكومية التي ترتبط بتقديم خدمات للمواطنين يلاحظ تباينا كبيرا جدا في جودة وتطوير العمل في الإدارة وأسلوب تعاملها مع المراجع أو المستفيد ، رغم أن النظام واحد والمرجعية الحكومية واحدة وطبيعة عمل الإدارة واحدة (مثل صحة أو بلدية أو تعليم ) ولكن يجد المواطن المستفيد من الخدمة فرقا كبيرا فيما يطلب منه من وثائق ومستندات وكذلك النماذج الورقية التي تعبأ بالإضافة إلى أسلوب العمل بالإدارة كتنظيم ونظافة وتوفر مكان مناسب للمراجع وفوق ذلك كله سرعة إنجاز المعاملة أو إتمام حاجة المواطن --- والسؤال المطروح: لماذا يحصل هذا التباين والاختلاف رغم تطابق الحالة من حيث طبيعة العمل والمرجعية والنظام . إن الإجابة على هذا السؤال واضحة جدا وهو أن الإدارة الحكومية تعتمد على المسئول (المدير ) إذا كان نشيطا ومخلصا في عمله ومنفتحا إدارياً للتطوير فسوف نرى حسن الأداء وسهولة الإجراءات ، والعكس صحيح في تخلف العمل وسوء الإنتاج والبيرقراطية إذا كان المدير مهملا وغير مؤهل إدارياً . إن الإجابة على هذا السؤال واضحة جدا وهو أن الإدارة الحكومية تعتمد على المسئول (المدير ) إذا كان نشيطا ومخلصا في عمله ومنفتحا إدارياً للتطوير فسوف نرى حسن الأداء وسهولة الإجراءات ، والعكس صحيح في تخلف العمل وسوء الأنتاج والبرقراطية إذا كان المدير مهملا وغير مؤهل إدراياً ، ولكن السؤال المهم والحساس هو لماذا تترك الأمور وخدمات المواطنين بهذه الصورة غير الواضحة والمتباينة بحيث أفرزت تخلفا في العمل وتباطؤا في التطوير بالإدارات الحكومية ، أحياناً تراجع في الجودة والإنتاجية عندما يتغير المسئول من مدير نشط وحريص إلى مدير مهمل وغير كفء ---- لذا فالأمر يتطلب من الوزارات الحكومية وضع إجراءات وأنظمة واضحة ومفصلة ليس فيها مجال للتأويل أو التفسير من موظف إلى آخر وكذلك أهمية متابعة وضبط جودة عمل كل إدارة ترتبط بخدمة المواطنين للتأكد من أن الجميع يسير بنفس الخطى وعلى نفس الطريق الذي يحرص عليه ولاة الأمر لتطوير بلادنا وراحة شعبنا وإلى الأمام يا بلادي .