نظم مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم السبت النادي العلمي الإقليمي للقلب تحت عنوان "تأهيل مرضى القلب" بحضور ما يزيد على 100 كادر طبي من العاملين في رعاية مرضى القلب في القطاعات الصحية الحكومية والأهلية في المنطقة. النادي الذي انعقد في فندق "موفينبيك" بريدة رأس جلسته العلمية استشاري قسطرة القلب في المركز الدكتور عويد الشمري الذي أكد على أهمية انعقاد مثل هذا النادي والتواصل بين الأطباء والإختصاصيين والفنيين العاملين في مجال طب القلب في منطقة القصيم لمواكبة المستجدات العلمية لمناقشتها للاستفادة منها وتطبيقها في الخدمة العلاجية التي تقدم لمرضى القلب، مبيناً أن النادي ينعقد في إطار الأنشطة العلمية والتدريبية المتوالية للمركز. وألقى الدكتور طارق الزمور أخصائي التأهيل والروماتيزم في مستشفى بريدة المركزي محاضرة سلّط فيها الضوء على المقصود بتأهيل مرضى القلب, موضحاً أن حوالي 12.5 مليون أمريكي قبل بضع سنوات كانوا يحتاجون إلى الإنضمام إلى مثل هذا البرنامج ،ولكن لم ينتظم فيه إلا حوالي 15% فقط، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب منها : ندرة المعلومات عن تأهيل مرضى القلب وعدم تفهّم أهميته, وضعف الدافع وقلة المساندة العائلية بالإضافة إلى ندرة التحويل من الأطباء أو التمريض, بالإضافة إلى غياب التثقيف والتوجيه الإعلامي. 100كادر طبي شارك بالنادي العلمي وتطرّق الدكتور الزمور خلال محاضرته إلى مدى انتشار أمراض القلب حالياً، وبيّن أنها أكثر الأمراض المسببة للوفاة على مستوى العالم أجمع، وأن معدل الوفيات بين مرضى القلب قد تناقص بعد انضمامهم إلى برنامج التأهيل من 15.3% إلى 8.2 % وأيضا نسبة ارتداد الإصابة وتكرارها قد تناقص بعد الانتظام في البرنامج التأهيلي من 34.7 % إلى 18.4 %. وبيّن أن تأهيل مرضى القلب تعد أحد أهم طرق العلاج المتاحة لمرضى القلب وتتفوق على كل الطرق الأخرى لرخص ثمنها ونتائجها المبهرة مستشهدا بما أوصى به قسم الصحة في انجلترا عام 2000م بأن 85% من مرضى الذبحات الصدرية و مرض القسطرة القلبية وجراحات تغيير الشرايين التاجية لابد أن يحصلوا على برنامج تأهيلي لأمراض القلب. وأكد بأن تأهيل أمراض القلب علاج أساسي لمرضى القلب على أسس علمية، لافتاً إلى أن فوائد برنامج التأهيل تشمل التحسن الكبير للجوانب النفسية للمريض ونقصان معدل الوفيات وتحسن نوعية الحياة مع نقصان معدل إعادة التنويم ومنع تكرار حدوث أي إصابة قلبية جديدة. ورأى الدكتور الزمور أن تأهيل مرضى القلب يؤدى إلى نقصان الاحتياج للأدوية العلاجية وتخفض من مخاطر الوفاة بنسبة من 20% - 25% ، كما أن التأهيل لمرضى القلب يعد إحدى الوسائل الجيدة و الواعدة لمرضى القسطرة القلبية, إذ يتم تشجيعهم على الانضمام لهذا البرنامج لتغيير و تحسين نمط حياتهم ولكن لسوء الحظ فإن ما نسبته من 5% - 10% فقط تسنح لهم هذه الفرصة. ودعا إلى اختيار المرضى المناسبين لدخول هذا البرنامج بعد إجراء كافة الفحوصات اللازمة وتحديد قدراتهم وإمكاناتهم لوضع البرنامج التأهيلي الخاص بكل منهم خاصة وأن كل الدراسات والأبحاث أجمعت على أن برامج تأهيل أمراض القلب آمنة ولها نتائج باهرة لمرضى الشرايين التاجية والصمامات وحتى بعد عمليات زرع القلب ،وأهمها سرعة عودة المريض للحياة الطبيعية متمتعا بصحة جيدة وحياة سعيدة.