نظم مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم مساء أمس النادي العلمي الإقليمي للقلب والذي كان تحت عنوان "تأهيل مرضى القلب" بحضور ما يزيد ... على 100 كادر طبي من العاملين في رعاية مرضى القلب في القطاعات الصحية الحكومية والأهلية في المنطقة. النادي الذي انعقد في فندق "موفينبيك" بريدة رأس جلسته العلمية استشاري قسطرة القلب في المركز الدكتور عويد الشمري الذي أكد على أهمية انعقاد مثل هذا النادي والتواصل بين الأطباء والإختصاصيين والفنيين العاملين في مجال طب القلب في منطقة القصيم لمواكبة المستجدات العلمية التي ترد من دولا متقدمة في هذا المجال كأمريكا وكندا ومن ثم مناقشتها للإستفادة منها وتطبيقها في الخدمة العلاجية التي تقدم لمرضى القلب، مبيناً أن هذا النادي ينعقد في إطار الأنشطة العلمية والتدريبية المتوالية للمركز. وقبل أن تتوالى المناقشات العلمية والمداخلات من المشاركين التي أثرت النادي ألقى الدكتور طارق الزمور أخصائي التأهيل والروماتيزم في مستشفى بريدة المركزي محاضرته التي سلط فيها الضوء على المقصود بتأهيل مرضى القلب والهدف منه وبيان أهميته وعدم تجاهله كما هو متعارف عليه سابقاً, موضحاً وكمثال أن حوالي 12.5 مليون أمريكي قبل بضع سنوات كانوا يحتاجون إلى الإنضمام إلى مثل هذا البرنامج ولكن لم ينتظم فيه إلا حوالي 15% فقط وأرجع ذلك إلى عدة أسباب منها : ندرة المعلومات عن تأهيل مرضى القلب وعدم تفهم أهميته, وضعف الدافع وقلة المساندة العائلية بالإضافة إلى ندرة التحويل من الأطباء أو التمريض, وجاء من ضمن الأسباب أيضا التعارض بين وقت العمل وميعاد برنامج التأهيل بالإضافة إلى غياب التثقيف والتوجيه الإعلامي. وتطرّق الدكتور الزمور خلال محاضرته إلى مدى انتشار أمراض القلب حالياً وبين أنها أكثر الأمراض المسببة للوفاة على مستوى العالم أجمع. وأن معدل الوفيات بين مرضى القلب قد تناقص بعد انضمامهم إلى برنامج التأهيل من 15.3% إلى 8.2 % وأيضا نسبة ارتداد الإصابة وتكرارها قد تناقص بعد الانتظام في البرنامج التأهيلي من 34.7 % إلى 18.4 %. وخلص الدكتور الزمور إلى العديد من التوصيات والنتائج المهمة التي اعتبرت أن تأهيل مرضى القلب أحد أهم طرق العلاج المتاحة لمرضى القلب بل تتفوق على كل الطرق الأخرى برخص ثمنها ونتائجها المبهرة. واستشهد بما أوصى به قسم الصحة في انجلترا عام 2000م بان 85% من مرضى الذبحات الصدرية و مرض القسطرة القلبية وجراحات تغيير الشرايين التاجية لابد من أن يحصلوا على برنامج تأهيلي لأمراض القلب وعند الوصول إلى هذا الهدف فان هذا البرنامج لابد وأن يمتد ليشمل كل مرضى القلب ماعدا المرضى ذوى الذبحات الصدرية الغير مستقرة، مضيفاً أنه بعد مراجعة كافة الأدلة العلمية من قبل العلماء والخبراء المختصين كانت النتيجة واحدة وهى أن تأهيل أمراض القلب هو علاج أساسي لمرضى القلب على أسس علمية، لافتاً إلى أن فوائد برنامج التأهيل تشمل التحسن الكبير للجوانب النفسية للمريض ونقصان معدل الوفيات وتحسن نوعية الحياة مع نقصان معدل إعادة التنويم ومنع تكرار حدوث أي إصابة قلبية جديدة. ورأى الدكتور الزمور أن تأهيل مرضى القلب يؤدى إلى نقصان الاحتياج للأدوية العلاجية وتخفض من مخاطر الوفاة بنسبة من 20% - 25% ، كما أن التأهيل لمرضى القلب يعد أحد الوسائل الجيدة و الواعدة لمرضى القسطرة القلبية, إذ يتم تشجيعهم على الانضمام لهذا البرنامج لتغيير و تحسين نمط حياتهم ولكن لسوء الحظ فان ما نسبته من 5% - 10% فقط تسنح لهم هذه الفرصة، داعيا إلى أن يتم اختيار المرضى المناسبين لدخول هذا البرنامج بعد إجراء كافة الفحوصات اللازمة وتحديد قدراتهم وإمكانياتهم لوضع البرنامج التأهيلي الخاص بكل منهم خاصة وأن كل الدراسات والأبحاث أجمعت على أن برامج تأهيل أمراض القلب آمنة ولها نتائج باهرة لمرضى الشرايين التاجية والصمامات وحتى بعد عمليات زرع القلب وأهمها سرعة عودة المريض للحياة الطبيعية متمتعا بصحة جيدة وحياة سعيدة .