تمثل جامعة الملك فيصل جهة مساندة للأخذ بأيدي الطلاب المخترعين والارتقاء بأفكارهم الإبداعية باتجاه الإنتاج الإبداعي والتميز، فهي توفر مقومات الابتكار لطلابها ومنسوبيها بما يحقق أهدافها في رعاية المواهب الإبداعية وما تنتجه من ابتكارات علمية فضلا عن تزويدهم بالإمكانات المادية والمعنوية،.. وتعمد الجامعة في رعاية مخترعيها ومواهبها من خلال نادي الموهبة الذي احتضن ولم يزل الكثير من الطاقات الإبداعية المتميزة علميا من طلابها على مستوى عالمي، .. وفي هذا التقرير نقرأ عن إنتاج أعضاء نادي الموهبة في جامعة الملك فيصل من المخترعين .. فإلى التفاصيل: تسويق الاختراع حول محور الموضوع .. تحدث رئيس نادي الموهبة و الإبداع بالجامعة البراء آل عثمان فقال :» ليست المشكلة اليوم هي تعليم المجتمع كيف يخترع؟ بل علينا تعليمه كيف يطبق ما يخترع؟ وحتى نستطيع التوجه والانطلاق علينا أن نعرف أهم النقاط التي يرتكز عليها الاختراع .. ، وكذلك معرفة التجارب السابقة والاستفادة منها, وكذلك أهم الحلول المقترحة لكي نصل إلى الغاية المرادة وهي ضمان تسويق الاختراعات عن طريق إنشاء أندية للاختراع، كذلك فإن مخترعينا بعد التخرج لا يتركون النادي, وحالياً أنا خريج ولكن كثيرا من تحركاتي باسم النادي، حيث ألقي محاضرات في علم الاختراع للأطفال وطلاب الجامعة على مستوى المملكة، ونطمح أن يكون أثر النادي على مستوى الخليج وأكبر من ذلك بإذن الله تعالى, وحتى الآن ألقينا محاضرات لأكثر من 1500 طالب, وقمنا بمساعدة 20 طالبا في إيصال فكرتهم إلى تصميم براءات الاختراع، ونطمح بإذن الله بإيصالها إلى السوق, كما نسعى أن يكون النادي هو أساس الأندية التي نطمح أن تتكون في جميع جامعات المملكة، وكل ناد داخل الجامعة مسؤول عن الاهتمام بالمدارس والمنطقة التي يتواجد فيها، فنادي الموهبة والإبداع بجامعة الملك فيصل بالأحساء مثلا مسؤول عن تثقيف المجتمع والمدارس بمنطقة الأحساء «.. مبادئ ودعم وحول عمل النادي وقيمة إنتاجه يقول البراء :» النادي يتحرك على مراحل وخطى ثابتة, ومن مبادئ النادي أنه يهتم بالكم في إرسال رسالته بتثقيف المجتمع في علم الاختراع, كما يهتم أكثر بالكيف في تنميه مواهب المخترع وصقلها ومساعدته إلى أن يوصلها إلى السوق، وتتلخص أهداف النادي في أمرين أولاً : تثقيف المجتمع من خلال إلقاء محاضرات، وثانياً : اكتشاف المخترعين من خلال المحاضرات وتواصلهم معنا فنقوم بتنمية مواهبهم على قدر الإمكانات المتوفرة، ولأن الاختراع مدر للمال وهو الإقتصاد في المستقبل .. فإننا نطمح لأن تكون مخرجات مخترعينا بإنشاء الحاضنات والمصانع والتي بدورها بإذن الله تعالى سوف تقوم بتشغيل الأيدي العاملة وإعالة الأسر وإثراء اقتصاد الدولة»، « .. وعن دعم النادي قال البراء :» ولله الحمد القادة والمسؤلون قاموا بدعمنا دعما كبيرا، فمعالي مدير الجامعة الدكتور يوسف بن محمد الجندان وفر لنا صلاحيات كبيرة جعلتنا نتحرك بحرية, وهو أول شخص ساهم في جعلنا نتجاوز الأمور الروتينية، كذلك عمادة البحث العلمي - الدكتور مرزوق العكنة كان متفهما ومرشدا وداعما حتى لو كان ذلك من حسابه الخاص، كذلك الدكتور محمد بن رفدان الهجهوج (عميد شؤون الطلاب) وكادره المبدع المتفهم للمخترعين والمسهل لإجراءاتهم حيث نتواصل فيما نحتاجه وفي أي وقت داخل وخارج عملهم الرسمي» نطمح لأن تكون مخرجات مخترعينا بإنشاء الحاضنات والمصانع والتي بدورها بإذن الله تعالى سوف تقوم بتشغيل الأيدي العاملة وإعالة الأسر وإثراء اقتصاد الدولة
تطوير وإبداع في سياق الموضوع يقول أحد أعضاء النادي المخترع راشد الشهراني :» بداية المشوار مع الاختراعات لي بالجامعة كانت في عمادة البحث العلمي برئاسة الدكتور مرزوق العكنة الذي كان له الجهد الأكبر في بداية المشوار لدعم الفكرة وتبنيها من توفير الإمكانات العينية والمالية, ولم تتوان عمادة شئون الطلاب في دعم تسجيل طلب البراءة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والاختراع الأول عبارة عن مولد للطاقة الكهربائية معزول المصدر, ولا يعتمد على عمله على الطاقة العضوية أو الطاقة الحركية الناتجة من الهواء, أو جريان الماء, أو الطاقة الشمسية, وقد نشأت الفكرة منذ حوالي 8 سنوات, ولقد أنجزت نموذجا أوليا تحت إشراف الدكتور محمد سليمان, وقد أعطى النموذج الأول بداية لنجاح الجهاز, ويتم العمل الآن على النموذج النهائي،أما الاختراع الثاني فهو فيما يعالج التكاليف الباهظة عند توصيل الطاقة الكهربائية .. وكذلك الانقطاع الناتج عن الحمل الزائد على المولدات الكهربائية،.. فهو مرشد للطاقة الكهربائية, وهو نفس فكرة الأول وطريقة عمله, ولكنه مرشد للطاقة الكهربائية ومنتج لطاقة أعلى مما كان يستهلك سابقا « فوائد اقتصادية ويحدثنا مخترع آخر من النادي وهو عبدالرحيم عيسى عطية .. نبذة عن ابتكاره ( الإسفنجة المهبلية( فيقول :» هذا الابتكار عبارة عن إسفنجة توضع داخل مهبل الحيوان، والهدف منها تحفيز دورة الشبق .. وبالتالي تزامن الحمل في الحيوانات المجترة، وقد قمت بتجربته على الأغنام فأعطى نتائج إيجابية إذ قضى على مشكلة الالتهابات والسوائل الناتجة عن الاحتكاك المباشر بين الإسفنجة والجدار الداخلي للمهبل، ولهذا الابتكار فوائد اقتصادية، وذلك لأنه ينظم عملية الولادة باستخدام التقنية المبتكرة لتزامن الحمل نظرا لقلة تكلفته مقارنة بال CIDR ( لولب ) غالي الثمن وضمان حماية الحيوان من الالتهابات المصاحبة لاستخدام التقنية القديمة لهذه الإسفنجة, ومن ثم تكون الولادة في فترات متقاربة جداً ما يضمن توحيد الجهد والوقت وبالتالي تربية أفضل واهتمام بشكل أفضل وإنتاجية أكبر بالنسبة للمواليد الذكور المعدة لإنتاج اللحوم أو المواليد الإناث والتي بدورها ستستخدم لإنتاج الألبان»، وعن حجم الدعم الذي تلقاه عبدالرحيم قال :» أبدت جامعة الملك فيصل كل التعاون، فسهلت كل السبل وسخرت كافة الإمكانات لإنجاح الأفكار المبتكرة سواء على صعيد الدعم المعلوماتي والإرشاد الأكاديمي المبني على أسس علميه، أو الدعم المادي، وقد كان لإشراف عميد البحث العلمي الدكتور مرزوق العكنة فضل كبير جدا في توجيهي أكاديميا وعلميا ناهيك عن الاستشارات والمعلومات المرتبطة بتخصص التناسليات والولادة، كذلك تمت المشاركة بإعمالنا من قبل الجامعة في المؤتمر العلمي الثاني بعد أن قاموا بكافة الدعم والتوجيه، ومن الرجال الذين دعموني معنويا خارج إطار الجامعة ياسين القاسم مدير الشئون الإعلامية بإمارة منطقة جازان والذي تكفل بإبرازي للمجتمع وإتاحة الفرصة لمقابلة صاحب السمو الملكي أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي أبدى سعادته وإيمانه بمواهب ودور الشباب في بناء المجتمع، كما حثني سموه على مواصلة العمل ودعمني بتسجيل بحثي لدى خدمات المنطقة وشجعني على استمرار العطاء والإنتاج البحثي « .
د. الهجهوج : يعمل النادي على احتواء المبدعين ودعمهم وتطبيق أفكارهم في هذا الإطار تحدث عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن رفدان الهجهوج فقال :» نشجع الإبداع والابتكار، ودعمنا قوي لنادي الموهوبين بالجامعة، وتهتم الجامعة ممثلة في عمادة شؤون الطلاب بتوفير أكبر درجات الدعم الفني والمادي والمعنوي لجميع طلاب وطالبات الجامعة، وذلك على اعتبار أن الاهتمام بالطلاب المبدعين والمبتكرين أحد الأهداف الرئيسة لعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك فيصل، وتتعدد الإنجازات التي حققها الطلاب المبتكرون بالجامعة، ومن هذه الإنجازات فوز أحد طلاب الجامعة بالمؤتمر العلمي الثاني للطلاب والطالبات على مستوى المملكة الذي عقد بمدينة جدة العام الحالي، وكان تحت رعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى، هذا بالإضافة إلى حصول العديد من الطلاب على براءة اختراع في مجالات علمية مختلفة، هذا بالإضافة إلى إنشاء نادي للموهبة والإبداع الذي يعمل على احتواء الطلاب المبدعين وتوفير الدعم الفني والمادي لهم لإنشاء المشاريع الابتكارية، وتحويل الأفكار الإبداعية إلى نماذج صالحة للتطبيق، مع حث الطلاب على المشاركة في المسابقات والمؤتمرات العلمية، كما تتعدد مهام نادي الموهبة والإبداع وأدواره، ومن هذه المهام اكتشاف المواهب وتنميتها، وعمل البرامج المختلفة لتنمية هذه المواهب، هذا بالإضافة إلى إرشاد الطلبة الذين تم تطوير أعمالهم الإبتكارية إلى اختراعات علمية وذلك لحصولهم على براءة اختراع معترف بها في المملكة، مع تعيين أحد المتخصصين القانونيين وذلك لحفظ حقوق الطالب القانونية من تسجيل المنتج وحصوله على براءة اختراع وحقه في التسويق إذا أراد، فضلا عن توفير مستشار نفسي بالنادي لإرشاد الطلاب وحل مشاكلهم النفسية ودفعهم للابتكار والاختراع وكيفية مواجهة المشكلات التي قد تعيقهم».