قفزة أخرى فازت بها المرأة السعودية: حق المشاركة في عضوية مجلس الشورى، وحق الانتخاب والترشح للمجالس البلدية. وكان يجب أن تتم هذه الخطوة قبل زمن طويل، إلا أنها خطوة ثمينة ومتقدمة، بفضل جهود الملك الصالح وإمام الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبقاه لنا ولهن ذخراً وفخراً. المرأة تتفوق على الرجل في مناقب عدة، فهي تملك شفافية خاصة، وأكثر أمانة، وأقل جرأة على النفاق، والمحسوبيات، كما أنها الأكثر ذكاء، وأكثر عطفاً، على الرغم من أن التاريخ يورد نساءً بطّاشاتٍ قاسيات مثل إيزابيلا، ملكة قتشالة، التي شنت على المسلمين واليهود، في القرن الخامس عشر، حرب إبادة عنصرية إجرامية في أسبانيا، وأيضاً الإمبراطورة البيزنطية إيرين (القرن التاسع) التي دبرت انقلاباً على ابنها وسجنته وعذبته إلى درجة أنها سملت عينيه كي لا يصلح للحكم، ولا يطالب بعرشه الذي اغتصبته. وكذلك الامبراطورة الصينية «لو» التي قيل أنها كانت تستمتع بتسميم وتقتيل أعدائها السياسيين. وأيضاً كاترينا اسفوردسا الأميرة الإيطالية الحاكمة الصخابة التي حينما أسر خصومها أبناءها وهددوها بقتلهم أطلت من شرفة قلعتها الحصينة وأظهرت لهم فرجها قائلة «هذا سيلد أكثر مما عندكم». وأخيراً انتصرت عليهم وقتلتهم جميعاً مع أبنائهم وزوجاتهم وحتى عشيقاتهم، لكن إلى جانب هؤلاء البطاشات حاكماتٍ كثيرات أدرن حكوماتهن بحنكة ودراية ومهارة قيادية فذة. المرأة متفوقة في الإدارة أيضاً، فعالم السياسة والأعمال نادراً ما يورد نساءً متآمراتٍ أو مدلِّسات. وكانت «اليوم» قبل نحو عقد قد درجت على وضع صندوق في المطارات والمستشفيات والكليات في المملكة يأخذ الراغب الجريدة، ويدفع ثمنها طوعاً وبلا رقيب. وكان الصندوق يأتي من كليات البنات شبه ملآن، ويأتي من كليات الفتيان، خالياً وفاضياً. وهذا يعني أن المرأة تتمتع بخفر و أنَفَه، تمنعها من اغتصاب حق الآخرين. كما أن المرأة أكثر تقيّداً بالنظام والتعليمات العامة. فقد قالت سيدة لبنانية: إنها تقود سيارتها منذ عشرين عاما ولم ترتكب مخالفة مرورية قط. ويرتكب الرجال السائقون حوادث السيارات في العالم أكثر من النساء، لأن الرجال متهوِّرون، ويتجرأون على ارتكاب المخالفات أحياناً لمجرد المباهاة أو تأخذهم العزة بالأثم. والمرأة عملية، تستخدم ذكاءها أكثر من عضلاتها، بينما الرجل يمارس العكس، وسنرى أن أداء السيدات في المجالس البلدية والشورى سيَكنّ أكثر دقة وعملية وتطلعاً بنائياً. وعلى الأقل لن نجد أيّاً منهن في مجلس الشورى، تهمل الكثير من القضايا الوطنية الكبرى، وتركِّز اهتمامها، و«دعك الجبين» وعصارة الفكر، على السماح لأعضاء مجلس الشورى بالزواج من أجنبيات، كما فعل الأعضاء المبجّلون في الشورى. وتر بر الخليج سجل للخطى.. وأمواجه تروي حكاياتِ لياليَ متلألئةَ الأقمار وثريات وسنى.. إذ ترسو المراكب في الشواطىء العذراء ويمد الخليجيون يُمناهم للغرباء.. أهلاً.. أنتَ في الخليج، حيث الدفء من نفس وأمشاج.. [email protected]