كشفت مديرة برنامج مكافحة التدخين في المنطقة الشرقية أن البرنامج استقبل خلال السبعة أعوام الماضية ما يعادل سبعة آلاف حالة وأن نسبة المقلعين عن التدخين ارتفع في المنطقة الشرقية بنسبة 30 في المائة. وأوضحت الدكتورة أحلام الدوسري استشارية طب أسرة ومجتمع أن البرنامج نفذ خلال الآونة الأخيرة حملة توعوية عن أضرار التدخين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حضرها نحو ألف طالب مستجد مؤكدة ان مثل هذه الحملات ستستمر في الفترة المقبلة بهدف الوصول إلى العديد من شرائح المجتمع في كافة القطاعات والأنشطة والفعاليات ومن بينها حملات ستكون موجهة لطلبة المدارس خلال الأسابيع المقبلة. وتضيف الدوسري ان الحملات سوف تستقطب أكثر من 30 طالبا للعيادة يوميا لتوعيتهم وشرح طرق العلاج لهم وسيكون التركيز على طلاب المرحلة المتوسطة لكونهم الفئة العمرية التي يكثر انتشار التدخين بينهم. وأضافت أن عددا من المدخنين يحضرون إلى وحدات العلاج دون قناعة إما بدافع من الوالدين أو الأصدقاء أو لمجرد التجربة لكن نظرته تتغير بنسبة 30 بالمائة بعد الشرح له، بينما يفضل الآخرون تجربته مع عدم رغبتهم ترك التدخين نافية عدم إيجابية برامج التوعية التي تطبق في المدارس والأحياء والإعلانات، لكنها أقرت أنها قليلة في ظل تزايد عدد المدخنين ما يجعل الأثر بطيئا لدى المدخن. وشددت على أهمية تفعيل قوانين اتفاقيات مكافحة التدخين والتي وقعت عليها المملكة ضمن 60 دولة في العالم، مشيرة إلى أن بعض القوانين والأنظمة مثل رفع أسعار التبغ وعدم بيعه على صغار السن إضافة إلى منع التدخين في الأماكن العامة لم يطبق بشكل كبير في المملكة إلا في عدد قليل من الأسواق التجارية المغلقة والتي يتم من خلالها ضبط المدخن والاكتفاء بطرده من قبل حراس الأمن. ونوهت إلى أن ضعف تطبيق القوانين والأنظمة يعود لعدم وجود غرامات صارمة تطبق في حق المخالفين مثل ما هو مطبق في المطارات، مطالبة وزارة التجارة والبلديات بتفعيل قرار منع بيع التبغ للأطفال وفرض غرامات على المحلات التجارية التي يثبت بيعها التبغ للأطفال إضافة إلى وضع ملصقات تحذيرية واضحة يكتب عليها «يمنع بيع التبغ لمن هم اقل من 18 سنة» ومن يخالف النظام يتعرض لإغلاق محله والغرامة. وبينت أن منع بيع التبغ للأطفال ورفع سعر العلبة إلى 10ريالات يساعد على إقلاع كثير من المدخنين، مؤكدة أن دور وزارة الصحة وجمعيات مكافحة التدخين دور توعوي تثقيفي غير تنفيذي ولا تصدر القوانين التي يجب تفعيلها بشكل اكبر من قبل الجهات التنفيذية ذات العلاقة. وأكدت أن تجربة منع التدخين في الأماكن المقدسة «مكةالمكرمة والمدينة المنورة» أسفرت عن نتائج ايجابية والحد من التدخين رغم نشوء أسواق سوداء لبعض العمالة لبيع التبغ. وبينت الدكتورة الدوسري أن تجربة بعض الدول التي تضع صوراً لأمراض السرطان والرئة على علب السجائر كانت ناجحة وكان لها تأثير وساعدت في الإقلاع عن التدخين، منوهة في حال تطبيقها في المملكة سيكون لها آثار ايجابية في الإقلاع عن التدخين. وأشارت الدوسري إلى أن برامج مكافحة التدخين في الوقت الراهن تعتمد على العديد من الطرق العلاجية من بينها التي من أبرزها تناول حبوب «شامبكس» واستخدام «لاصقات النيكوتين»، في مدة العلاج تصل في كلتا الحالتين إلى 3 أشهر، بالإضافة إلى اللجوء لاستخدام «علكة النيكوتين» أو «اسبري النيكوتين» وهما يعتبران إلى جانب «لاصقات النيكوتين» من أكثر الطرق استخداما من قبل الكثير من المدخنين الذين يرغبون في التخلص من تلك العادة، لكونها تلائم أكثر الباحثين عن العلاج، خاصة وأن الحبوب لا تصرف أحياناً، لما لها من أضرار جانبية على من تقل أعمارهم عن 18 سنة، وللمدخنين الذين يعانون من الاكتئاب وأمراض نفسية أخرى.