تجسيداً للمعاني الإنسانية السامية وقيم التراحم والتعاطف والتكافل التي تتمسك بها المملكة قيادة وحكومة وشعباً ، طرحت «اليوم» تساؤلا على مائدة نخبة من المسئولين والمثقفين وشخصيات عامة وسياسيين وباحثين في مصر و العالم عن الدور الإنساني للمملكة حول العالم. بداية يقول الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية: إن المملكة تتمتع بخصوصية فريدة بين بلدان العالم الإسلامي. وإن هذه الخصوصية هي بالأساس خصوصية دينية ، تجعل لها وضعا مميزا بين الدول الإسلامية ،أيضا فإن هذه الخصوصية الفريدة فرضت على المملكة مسؤولية كبيرة تجاه المسلمين في العالم كله، تتمثل في التواصل معهم ، وتقديم يد العون لهم ، ويرجع الفضل في ذلك ، إلى التزام المملكة بمنهج إسلامي ، يكفل تحقيق مصلحة المسلمين في العالم كله دينيا وثقافيا واجتماعيا . أضاف مفتي مصر قائلا:فإنه انطلاقا من هذا المبدأ فإن المملكة دائما سباقة ورائدة في مجال العمل الإنساني، والشاهد أن المملكة قدّمت ومازالت تقدم مساعدات إنسانية كبيرة ومشهودة لإغاثة المنكوبين فى العالم كله، مثلما حدث مؤخرا في الصومال ،فقد وجدنا المملكة كانت أول دولة فى العالم الإسلامي والعربي تقدم المعونات الإنسانية الضخمة لإغاثة الشعب الصومالي المنكوب .واختتم مفتي مصر حديثه قائلاً:لم يقتصر دعم المملكة ومليكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للدول ،بل اتّجه إلى المنظمات الإسلامية لتحقيق مزيد من الرفعة للإسلام والمسلمين . أما الشيخ توفيق الشريف المدير العام السابق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، فقد قال :إن المملكة تحتل مكانة الريادة في مدِّ يد العون للمحتاجين في العالم ،وخاصة في البلدان الإسلامية، وذلك انطلاقا من الإدراك العميق لأهمية دور المملكة فى خدمة القضايا الإنسانية في العالم لما حباها الله به من قيم روحية سامية وكونها حافظة لبيت الله ومركز إشعاع لرسالة رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم -استثمرت امكاناتها المادية لدعم الأقليات المسلمة في كافة أرجاء العالم تقديرا من المملكة لمعاناة هذه الاقليات من مشكلات اقتصادية ،فقد اهتمت المملكة بالدول الأفريقية التي واجهت مشكلة الجفاف والتصحر فى السنوات الأخيرة، والمشروعات التي نفذتها لإمداد دول الساحل الافريقى بالمياه العذبة من خلال حفر الآبار وتنفيذ برامج التنمية ، كما أسهمت المملكة في تقديم المساعدات الطارئة والعاجلة لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والحروب الأهلية التي أصابت بعض الدول العربية والإسلامية .أما الدكتور محمد يوسف هاجر رئيس المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبى وممثل رابطة العالم الإسلامي بأمريكا اللاتينية، فقد أكد في تصريح ل «اليوم» على هامش زيارته القاهرة: إن جهود المملكة الإنسانية والثقافية حول العالم تعد علامة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية ومصدراً لفخر واعتزاز المسلمين في أمريكا اللاتينية .وأضاف: هذه الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم ،منها ،مثلاً ما تقوم به حكومة المملكة على المستوى الرسمي ،وهذا الجهد واضح للقاصي والداني، وذلك فإن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ، لا تخفى على أحد ،ففي كل دولة لهم أيادٍ عظيمة ، وجهود كبيرة ، وإسهامات واسعة ، في بناء المساجد والمراكز الإسلامية ، وفي عون المسلمين ، وجمعياتهم وهيئاتهم ،أما على المستوى الشعبي ، فإن المملكة بتوجيه من قادتها ، تحث شعبها دائما ، على التعاون مع إخوانهم المسلمين ومد يد العون لهم ومؤازرتهم ، أينما كانوا ، وتفسح المجال للقدرات والإمكانات الفردية والجماعية ، لخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان ، فتلتقي الجهود الشعبية بالجهود الحكومية ، وتتآزر في أداء الواجب . وهو مظهر من تلاحم الشعب السعودي بقيادته ، واستجابته لنداءاتها وتوجهاتها ، فالشعب وولاة الأمر ، والمسؤولون في الدولة كيان واحد . جهد ضخم تبرزه المملكة في الترابط الأخوي للمسلمين أما الدكتور عبدالحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر فقد أكد أن المملكة ضربت أروع الأمثلة من خلال الدور الانسانى الذي تقوم به حول العالم تلبية لواجبها الاسلامى فهى تواصل جهودها الإنسانية ومساعيها على مختلف الاصعدة العربية والإسلامية والدولية لمد يد العون للذين يعانون من الأزمات والكوارث. وأضاف قائلا: لقد استأثرت المملكة ملكاً وقيادة وحكومة وشعباً بموقف الريادة وتملك زمام المبادرة فيما يتعلق بالدعم الانسانى والإغاثي لكثير من شعوب العالم الاسلامى والعربي فقد وقف بجانب شعب البوسنة فى محنته منذ بداية المحنة عام 1990م وقدمت حكومة وشعب المملكة الكثير من أجل أشقائهم في البوسنة مساعدات عينية ومساعدات مالية مباشرة متصلة في مجالات دعم وإصلاح البنية التحتية وكذلك دعم القطاعات التعليمية والصحية والإنمائية والاجتماعية وغيرها مشيدا بالنداء الإنساني الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتقديم التبرعات للمتضررين في الصومال بعد الجفاف الذى ضرب منطقة القرن الافريقى وحثه الدائم على رعاية المشردين واللاجئين عالمياً بسبب الحروب والنزاعات التي حدثت في أفغانستان والعراق والصومال والسودان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية. وأكد ان هذا الجهد الضخم يبرز الدور الإنساني والحضاري للمملكة والذي ينبع من الرسالة الإسلامية التى هى رسالة إنسانية. وأضاف ان للمملكة حضورا بارزا في دوائر العون الإنساني الإقليمي والدولي نقلها إلى مقدمة الدول التي تأنس برأيها منظمات الغوث العالمية الرسمية منها والطوعية، وتعول على دعمها وتفاعلها في الملمات والكوارث الخطيرة التي تتطلب تحركاً إنسانياً عاجلاً. من جانبه اكد الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي استراليا ونيوزيلاندا فى تصريح ل» اليوم» على هامش زيارته للقاهرة: ان الدور الانسانى الذى تقوم به المملكة حول العالم هو محل اعجاب وتقدير من كل المسلمين فى بقاع الارض فدور المملكة فى خدمة الإسلام والمسلمين في العالم لا يوجد اى دور مساو له فالمملكة اخذت العهد على نفسها بان تقوم على مد يد العون للمسلمين فى كل انحاء العالم، ومعاونتهم على الاحتفاظ بهويتهم الدينية والثقافية، دون تعد على أحد، أو إضرار بالآخرين، أو تنمية روح العداء، أو نوازع التعصب العنصري، في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها. وقال ان المملكة تنطلق في خدمتها للإسلام والمسلمين في العالم من حقيقة عالمية الإسلام، وحق البشر جميعا في سماع دعوته، ومعرفة عقيدته، وقيمه الخلقية وأصوله التشريعية، معرفة صحيحة، ولا يتحقق ذلك إلا بنشر دعوته بين الناس بكل الوسائل المتاحة المشروعة في هذا العصر، مما يفرض التعامل على أسس واضحة وظاهرة مع غير المسلمين، وهي أسس وقواعد وضحتها الشريعة الإسلامية، وألزمت بها المسلم، رعاية لحقوقه، وحفظا لحقوق غيره. تملك استراتيجية العون على المستويين الإقليمي والدولي أما الدكتور سيد رشاد الباحث السياسى ورئيس حزب البلد فقد أكد أن المملكة أول دولة فى العالم العربي والإسلامى تملك استراتيجية لتقديم العون والمساندة على المستويين الإقليمي والدولي الذى يعد في مقدمة أدوارها الإنسانية تجاه المجتمعات قاطبة، وبخاصة المجتمعين العربي والإسلامي . وأضاف: إن المملكة تتصدر قائمة الدول التى تمنح المساعدات للدول النامية وتسهم فى تقديم العون الإنمائى والمادي والإنسانى فى العالم وتنفيذ برامج التنمية من خلال الأممالمتحدة والهيئات والمؤسسات التمويلية متعددة الأطراف / الإقليمية والدولية / والمنظمات ذات البرامج المتخصصة وذلك عبر الإسهام في رؤوس أموالها أو في دعمها إداريا وفنياً ، كما دعمت مؤسسات ومنظمات ذات برامج متخصصة أنشئت لأغراض محددة وتؤدي أنشطة معينة تحظى باهتمام المجتمع الدولي مثل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى / الاونروا / ، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأضاف: لقد سعت المملكة إلى تأكيد أدائها لهذه الرسالة الإنسانية ، إضافة لوزنها الاقتصادي وثقلها الحضاري والثقافي، حيث سجلت المملكة في جبين التاريخ وقوفها مع الشعوب العربية والإسلامية والعالمية في كل المحن والأزمات التى واجهت كثيرا من بلدان العالم الإسلامى والعربي ،فراحت تضمد الجراح، وتوفر الغذاء والكساء والمأوى للمتضررين في مواقعهم داخل بلدانهم، بل وتنقل المصابين الذين تتطلب حالاتهم عناية خاصة أو علاجاً سريعاً إلى مستشفياتها لتوفير العلاج اللازم لهم . أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فقد أكد أن الجهود الإنسانية للمملكة حول العالم لم تتوقف لحظة واحدة بل فى ازدياد كل يوم حيث إن حكومة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لم تأل جهدا في أداء رسالتها التى حملتها منذ أن وحّد الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية ومضت قدما نحو أهدافها التى تنبع من سياستها المرسومة وهى إعلاء كلمة الله والتمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة وإقرار الحق ونصرة المظلوم وعون المحروم وإشاعة العدل والأمن والأمان فى ربوع المجتمع الإنسانى. وأشاد الدكتور عمر هاشم بالدور الكبير الذى تقوم به المملكة فى كفالة طلاب العلم ورعايتهم سواء فى أفريقيا وآسيا ودول الأقليات الإسلامية بالإضافة إلى اهتمام المملكة بتوفير المساجد والمراكز الإسلامية ، في مجتمعات المسلمين في الغرب ، والمسارعة إلى إقامة هذه المساجد والمراكز ، على نفقة المملكة ، بمجرد قيام الحاجة إليها في أي بلد أو مدينة .وتابع الدكتور عمر هاشم حديثه قائلا:لقد اهتمت المملكة بإنشاء المعاهد التي تقوم بتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية ، وتقوم بالبحث في العلوم الإسلامية وحضارة المسلمين وثقافتهم ،كما أن جهود المملكة لم تتوقف على إقامة المراكز الإسلامية والمساجد والأكاديميات فى مختلف قارات العالم فحسب وإنما ارتادت المملكة أفقا أرحب وأوسع بإنشائها كراسي بأقسام الدراسات الإسلامية والشرقية ، ومراكزها في الجامعات الغربية ، فقد قدمت منحة كبيرة لجامعة هارفارد الأمريكية ، لإنشاء قسم الدراسات والبحوث القانونية الإسلامية . وإنشاء كرسي خاص بالدراسات الإسلامية ،كما ترسل المملكة ، مئات الآلاف من المصاحف الشريفة ، وترجمات معاني القرآن إلى المراكز الإسلامية في الغرب ، وكذلك مئات الآلاف من الكتب في الدراسات الإسلامية باللغات الأوروبية ، وذلك لنشر حقائق الإسلام الدينية ومعتقداته الأساسية ، وآدابه الخلقية والاجتماعية ،هذا بالإضافة الى هيئات عديدة تدعمها المملكة سنويا ، للإسهام في هذه المهمة في العالم ، وهي على قدر كبير من الأهلية لأداء رسالتها العالمية ، وتتمتع بقدر كبير من الاحترام والتقدير ، داخل المملكة وخارجها ، تعينها المملكة بميزانيات سنوية لتمكينها من نشر الدعوة الإسلامية في الغرب ، وربط المسلمين بهويتهم الدينية والثقافية .