نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- افتتح معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية، الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز في المدة من 13-15 من محرم الجاري بمشاركة مائة باحث وباحثة من 35 دولة. وأكد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا أن المؤتمر العالمي الأول يعدّ مناسبة تاريخية تجتمع فيها كوكبة وصفوة طيبة في المدينةالمنورة يستشعرون دور المملكة في خدمة أمتها الإسلامية، كما أنها مناسبة تاريخية تحتضن فيها الجامعة مؤتمرًا وثائقيًا تاريخيًا يوثق فيه 100 باحث ومتخصص من أكثر من ثلاثين دولة جهود المملكة. وقال في كلمته في الحفل الافتتاحي للمؤتمر الذي نقل على الهواء مباشرة على عدة قنوات فضائية منها القناة الثقافية السعودية والجزيرة مباشر وقناة المجد الفضائية: إننا في هذا المؤتمر لا نغمط أحد حقه وجهوده، فلكل جهوده ودوره والأمة تحتاج إلى الجهود كلها، ولكننا فقط نوثق للتاريخ بعض ما قامت به هذه الدولة المباركة من جهود المملكة في خدمة الحرمين والقضايا الإسلامية وخدمة شباب الأمة وخدمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبناء المساجد والمراكز العلمية والأكاديمية، وخدمة التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي، وإغاثة الشعوب وإيصال المساعدات للمنكوبين، ونشر ثقافة فكر الوسطية والاعتدال في المحافظة على التراث الإسلامي إلى غير ذلك من الجهود المتواصلة، التي كانت فيها المملكة سباقة إلى البذل والعطاء، وكيف لا وقرآننا المجيد يدعونا إلى الاعتصام ونبذ الفرقة وكيف لا والملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبناؤه من بعده يدعون إلى التضامن الإسلامي. ورفع د.العقلا شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته للمؤتمر، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على جهودهم في دعم الجامعة والإسهام في خدمة الأمة. كما شكر العقلا صاحب المعالي وزير التعليم العالي على افتتاحه للمؤتمر وجهوده المباركة في دعم الجامعة بصفة خاصة والتعليم العالي بصفة عامة. من جانب آخر قال معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين دارة الملك عبدالعزيز: إن الهدف الأسمى من المؤتمر ليس المنة بالعطاء ولا التباهي بشعارات جوفاء إنما المراد منه إلقاء الضوء على بعض المنجزات المهمة، التي تبذلها المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، وقال: إن الدارة حرصت على تنظيم المؤتمر وتشجيعه إيمانًا منها بأهمية تعريف العالم بصفة عامة بالجهود التي تبذلها المملكة، مقدّمًا شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة على ما تلقاه الدارة من دعم وتشجيع من سموه. وأضاف السماري إن من نعم الله على البلاد أن وفقها لولاة أمر يحكمونها بالشرع وبروح مؤمنة تحب الخير للجميع، وإن المتتبع لمسيرة هذه القيادة الرشيدة وهذا الشعب المسلم في المملكة يدرك ضخامة حجم الجهود المبذولة لخدمة إخوانهم المسلمين ونصرة قضاياهم العادلة والوقوف إلى جانبهم في مآسيهم وأفراحهم. وقال السماري: إن جهود المملكة تميزت بأنه لا يُراد منها هدف دنيوي ولا مصالح متبادلة بل هي خالصة لوجه الله تعالى، ولذا اتصفت بالنفع العظيم وعمّ خيرها القاصي والداني وحقنت مساعيها الحكيمة دماء أبرياء المسلمين ونفع الله بالمنظمات المقامة على أرضها كثيرًا من عباده. ثم ألقى كلمة ضيوف المؤتمر معالي وزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمد علي محجوب الذي قال: إنه من حسن الطالع أن ينعقد هذا المؤتمر عن جهود المملكة العربية السعودية وقد منّ الله على خادم الحرمين بالشفاء من تلك الوعكة الصحية التي ألمّت به وهزّت قلوب المسلمين، داعيًا الله أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية. وقال محجوب: إن من هدي نبيّنا أن نشكر كل من قدم إلينا معروفًا أو أسدى إلينا جميلًا، ومن هنا يأتي انعقاد هذا المؤتمر، مقدّمًا تحية تقدير للجامعة الإسلامية العريقة وعلمائها ومنسوبيها على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر، وللدكتور محمد العقلا على قيادته للجامعة بفكر العلماء المستنيرين، حتى أصبحت مركزًا عالميًّا تنعقد فيه المؤتمرات العلمية لمناقشة قضايا الإسلام والمسلمين. وشهد حفل الافتتاح حضور نخبة من المسؤولين والعلماء والمفكرين من دول مختلفة، أمثال فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ أحمد المرابط مفتي موريتانيا، كما حظي بتغطية إعلامية واسعة بحضور مندوبي الصحف والقنوات الفضائية المحلية والعربية. **************** العنزي: المؤتمر يطلع العالم كله على جهود المملكة قال معالي مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي إن رؤية انعقاد المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة تنبثق من عمق اهتمام ودعم المملكة للإسلام وقضاياه في مختلف أقطار العالم من أدناها إلى أقصاها، وتعد الجامعة الإسلامية حاضنة هذا المؤتمر، ذاتها غرساً لهذا الاهتمام وإحدى ثماره والتي يعم نفعها، بإذن الله، كافة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها لأنها جامعة وإن كانت عالمية الرسالة فهي سعودية الهوية، وتنشر نورها من أرض الإسلام ومهبط الوحي، من الأرض التي كرّم الله، عز وجل، ملوكها وأهلها بخدمة الحرمين الشريفين. وأوضح معاليه بأن الجامعة عندما تتيح للعلماء والمفكرين الفرصة للالتقاء والحديث عن جهود المملكة في خدمة الإسلام وقضاياه؛ فإنها تقوم بإطلاع العالم كله على هذه الجهود التي كانت ولا تزال مضرب مثل في كل محفل، وتعبّر عن الأسس المتينة التي قامت عليها هذه البلاد، سواء من خلال رسالتها الإنسانية النابعة من تعاليم الإسلام في التعامل مع الأحداث داخلياً وخارجياً. **************** تنظيم المؤتمر واستقطاب شخصيات كبيرة فاجأ الحضور فاجأت اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية بالجامعة الإسلامية الضيوف والمشاركين في فعاليات المؤتمر بتنظيمات مغايرة للمؤتمرات والندوات التي نظمتها في وقت سابق. وتميز هذا المؤتمر بسلاسة تدفق الضيوف والمشاركين إلى موقع الاحتفال برحاب الجامعة في حين تهافتت القنوات الفضائية لنقل وقائع الافتتاح على الهواء مباشرة. وشكل استقطاب اللجنة المنظمة للمؤتمر عدداً من الشخصيات الإعلامية في تغطية وتقديم برامج الحفل الذي ظهر بصورة متميزة وبفارق إيجابي كبير. وبرزت التقنيات المستخدمة في عرض وتقديم برامج الحفل المترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية في إظهار ما حققته الجامعة من تطور خلال الفترة الأخيرة بشتى المجالات. وتوافد الإعلاميون من جميع وسائل الصحافة والإعلام إلى المركز الإعلامي المخصص لنقل فعاليات المؤتمر في حين تشرف المركز بزيارة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء ومعالي الأمين العام لمجلس التعليم العالي الدكتور محمد الصالح ومعالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري وعدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر. **************** الجلوي: استمرار في نهج المؤسس قال نائب أمير المنطقة الشرقية جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله أخذوا على عاتقهم الاستمرار بنهج المؤسس (رحمه الله) بالاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية والوقوف مع احتياجات المسلمين والأقليات المسلمة في العالم بشكل دائم من خلال المتابعة الدائمة والمساندة الدولية والإقليمية. وثمّن بن جلوي الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة منذ إنشائها في نشر العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفهم السلف الصالح، حيث خرجت آلافاً من طلبة العلم من مختلف بلدان العالم الإسلامي فكان له الأثر البالغ في نشر علوم الشريعة والدعوة إلى الإسلام. **************** دعوة لإيجاد أرشيف لحفظ الوثائق الرسمية لجهود المملكة نقاشات تركّز على الاختراق الإسرائيلي لدول أفريقيا الإسلامية ركّز المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر العالمي الأول على المبادرات التي قدمتها ودعت إليها المملكة، في جانب إنشاء المنظمات والهيئات والمؤسسات الإسلامية التي تُعنى بخدمة قضايا المسلمين في مختلف دول العالم، وبناء المساجد وخدمة الدعوة إلى الله تعالى وحل المشكلات التي تواجه الأٌقليات الإسلامية ونصرتهم في مختلف الدول والقارات، والزيارات التي قام بها الملك فيصل رحمه الله لدول أفريقيا لدعمها في جوانب اقتصادية وسياسية. وكان لافتاً في الجلسة الأولى إسهاب الباحثات والباحثين المشاركين في تحليل دور المملكة في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي رابطة العالم الإسلامي والهيئة الإسلامية العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وبعد انتهاء عرض الأبحاث المقدمة للمحور الأول الذي تناولته الجلسة، شارك عدد من الحاضرين بمداخلات حذروا خلالها من تنامي خطر الكيان الإسرائيلي وتغلغله في دول القارة السوداء، واختراقه للحكومات والشعوب في دول أفريقية عدة، ودوره الخفي فيما يتعلق بأزمة جنوب السودان، ومحاولات تقسيمه. ففي أولى مداخلات المؤتمر تطرق الدكتور محمد بن يحيى النجيمي إلى زيارة وزير خارجية إسرائيل قبل أيام لدول أفريقية، وأهمية إيجاد دور فاعل للدول الإسلامية في قارة أفريقيا تحديداً والدول الإسلامية الفاعلة دولياً من أجل التصدي للسياسة التي تنتهجها إسرائيل لمحاولات تقسيم الأٌقطار والشعوب المسلمة، وأكد النجيمي على أهمية دور المنظمات والهيئات الإسلامية في هذا الجانب. كما امتدح الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية تجاه كافة القضايا الإسلامية في مختلف المجالات، ودعا القرضاوي إلى تضمين دور المملكة في محيطها العربي مع ما قدمته للشعوب الإسلامية كافة، مشيراً إلى أن الباحثين غاب عنهم جهود بذلتها المملكة تمثلت في تنظيم مؤتمرات تاريخية متخصصة، حضرها شخصياً قبل أربعة أو ثلاثة عقود من بينها المؤتمر الأول للفكر الإسلامي، المؤتمر الأول للتعليم العالمي، والمؤتمر العالمي الأول للتوجيه ودعوة الدعاة، والمؤتمر العالمي الأول لمحاربة المخدرات والتدخين والقات، والمؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي، فكل تلك المؤتمرات وضعت اللبنات الأساسية لإيجاد تنظيمات لعمل إسلامي مشترك في عدة مجالات متخصصة. من جهته دافع أحمد ولد المرابط مفتي موريتانيا المشارك في المؤتمر عن دور بلاده في التصدي للاختراقات الصهيونية لبلدان ودول أفريقيا معلّقاً على منع مواطنيها من السفر إلى إسرائيل ودونت في جوازات سفر مواطنيها آنذاك عبارة ثابتة "يمنع من الدخول إلى دولة إسرائيل". وأكد محمد عمر "مصري" خلال الجلسة على أممية المعونات التي قدمتها ولازالت تقدمها المملكة لمختلف المنظمات والهيئات الإسلامية لمواصلة عملها في خدمة القضايا الإسلامية مشيراً في حديثه إلى أن مجموع ما قدمته المملكة لتلك المؤسسات والهيئات والمنظمات خلال السنوات العشر الماضية بلغ 32,5 مليار دولار. ودعا الباحث الدكتور محمد فهمي إلى إيجاد أرشيف لحفظ المخطوطات والوثائق الرسمية التي تؤكد دور المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، واقترح أن تتبنى "دارة الملك عبدالعزيز " هذه الخطوة. فيما أكدت الدكتورة الباحثة دلال الحربي على أن الملك فيصل يعدّ أول زعيم إسلامي تفهم عملياً الوضع الإسلامي في أفريقيا والخطر الإسرائيلي الذي يحدق به، وقالت إن جهود الملك فيصل حشدت تأييداً نتج عنه قطع 15 دولة إسلامية علاقاتها بإسرائيل بعد حريق الأٌقصى عام 1969م. **************** السفير الباكستاني: انتشار الوسطية والاعتدال قال السفير الباكستاني لدى المملكة عمر خان شيرزي: إن المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية يأتي في الوقت المناسب تمامًا ويحمل أهمية كبرى لما يقدمه من فرصة للمشاركين لتسليط الضوء على مختلف القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية. وأضاف: إن المؤتمر سيبرز الدور الريادي لقيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين وتقديم خدمات اجتماعية ودينية لا حصرلها للمسلمين حول العالم. وأشاد السفير الباكستاني بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان التي قال: إنها خطوة مهمة في نشر الوعي بالإسلام ورسالته السمحة بين الأمم الأخرى. وأثنى على جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين وقال: إنها محل تقدير المسلمين حول العالم، وخاصة ما قُدّم في حج هذا العام من جهود نالت احترام الجميع، كما أشاد السفير خان بجهود المملكة في نصرة قضايا المسلمين العادلة كقضية فلسطين وكشمير ولبنان والعراق والبوسنة، مؤكدًا أن المملكة تؤدي دور قيادة الأمة. وعبّر السفير الباكستاني عن تقديره لجهود الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة التي تحمل دائمًا راية التعاليم الإسلامية السمحة في كل مكان من العالم، إذ أسهمت في الجهود الدعوية بتقديم المنح للآلاف من أبناء المسلمين حول العالم، وقال: إن ما نلمسه اليوم حول العالم من انتشار للوسطية والاعتدال ما هو إلا نتيجة للجهود العظيمة للجامعة في هذا الجانب، متمنيًّا للجامعة التوفيق والنجاح في تنظيم هذا المؤتمر. **************** المؤتمر تظاهرة عالمية تؤكد دور المملكة الرائد في خدمة الإسلام أكدت الدكتورة نوال بنت عبد العزيز العيد . أستاذ الحديث وعلومه المساعد في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أن المملكة العربية السعودية تبوأت مكانة متميزة ورائدة في خدمة القضايا الإنسانية على وجه العموم والإسلامية على وجه الخصوص، وضربت أروع الأمثلة على ذلك، وقد أكد التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن المملكة تصدرت دول العالم في مجال التبرعات لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية عام 2008م. كما أسهمت المملكة بمبلغ مليار دولار في صندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي إضافة إلى مساهمتها في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية وتجاوز ما قدمته المملكة من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة المنصرمة 100 مليار دولار استفاد منها 95 دولة نامية ويمثل هذا المبلغ 4 في المائة من إجمالي الناتج الوطني للمملكة وهى نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأممالمتحدة. وأنشأت لهذه الغايات النبيلة مؤسسات وصناديق ومنظمات تضطلع بمهام التنمية والبناء والإعمار، وما رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية لشباب العالم الإسلامي، ودعم مسيرة البنك الإسلامي إلا شواهد على أعمالها الخيرية الجليلة. وصرفت اهتماما كبيرا لبناء الفكر والمعرفة، فكانت الجامعة الإسلامية الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس مؤسسة إسلامية عالمية تهدف لنشر الوسطية، وتبليغ دعوة الإسلام عن طريق التعليم الجامعي، ونشطت فيها الحركة البحثية التي أثرت المكتبة العالمية لا الإسلامية فحسب، وخرجت العلماء المتخصصين والفقهاء الربانين الذين أسهموا إسهامات جليلة في خدمة الإسلام وأهله، ولعل هذا المؤتمر العالمي والتظاهر العلمي الحافل أكبر دليل على دور المملكة الرائد الحي في خدمة القضايا الإسلامية، وما يؤكد دور المملكة الرائد وقوفها بجانب الأقليات المسلمة في العالم كله، وتبني قضاياها على الصعيد المحلي والعالمي، ودعم مواقفها على أساس الأخوة الإسلامية، وتقديم المساعدات المعنوية والمادية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والتعليمية والسياسية، وقد لمس آثار هذا الدعم الكبير كل من له صلة بهذه الأقليات في الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية والأمريكية. **************** وقوف المملكة مع ضحايا العدوان الإسرائيلي قالت الدكتورة دليلة حمو مباركي أستاذة محاضرة - بجامعة باتنة - الجزائر من دواعي سروري أن أشارك في هذا المحفل العلمي بهذه المساهمة التي تبرز دور المملكة في خدمة القضايا الإسلامية بمبادرة مثمرة من الجامعة الإسلامية صاحبة الجهود الواضحة في اختيار الموضوع الهام للمؤتمر وهو تسليط الضوء علي جهود المملكة، حيث تعودنا من المملكة العربية السعودية الوقوف إلى جانب إخوانها الأشقاء في السراء والضراء.فقدمت مساهمات في مجالات التعليم والصحة وتحقيق الأمن الغذائي. ولعل أبرز مثال على هذه الجهود الوقفة البطولية للهلال الأحمر السعودي مع ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وما خلفه من دمار في البنية التحتية في القطاع فضلًا عن الجروح المعنوية، التي طالت كل بيت فلسطيني فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي، وأعطت لنا أحسن الأمثلة في التضامن المطلوب بين الشعوب الاسلامية فبارك الله في قيادته الرشيدة، مؤكدة المباركي أن المملكة أولت اهتماما كبيرا لنصرة القضايا العربية والإسلامية ماديا ومعنويا من خلال العمل الإنساني الذي تقوم به وتتولاه جمعياتها الخيرية وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي لم يتوان عقب العدوان الإسرائيلي على غزة مطلع هذا العام من تقديم العون لضحايا هذه المأساة التي هزت الضمير العام العالمي، ما جعلني أؤكد من خلال بحثي (دور هيئة الهلال الأحمر السعودي في تقديم العون لضحايا النزاعات المسلمة) تسليط الضوء علي جهود المملكة في هذا الجانب الإنساني، مشيرة إلى أن تاريخ العمل الإنساني السعودي في الأراضي العربية المحتلة، وبالخصوص دور هيئة الهلال الأحمر السعودي يكشف عمق التعاون بينها وبين الشعوب. (رعاية خادم الحرمين يمثل تشجيعًا للمشاركين) • أما الباحثة عزيزة لكحل أستاذة تعليم ثانوي - مادة العلوم الشرعية الجزائر، قالت: إن المؤتمر العالمي الأول من نوعه الذي سيرعاه خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه والموسوم بجهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية يؤكد بلا شك دعم خادم الحرمين ورعايته ومساندته لرعاية هذا المؤتمر، الذي يمثل تشجيعا كبيرا لكثير من قادة الفكر والثقافة والحضارات المختلفة لمزيد من الانفتاح على العالم والتواصل مع شعوبها لأجل طرح الكثير من قضايا العالم العربي التي تحتاج إلى النقاش والتحليل والطرح والبحث. ويبرز المؤتمر دور المملكة في توضيح بصماتها في دعم أشقائها في العالم العربي والوقوف على قضاياهم ومعالجتها، في وسط دعوة شاملة لطرح قضايا متنوعة تصب كلها في مصب واحد وهو ما قدمته المملكة من جهود كبيرة في خدمة القضايا العربية والإسلامية، التي انطلقت من محاور عدة ومختلفة، منها خدمة التضامن الإسلامي إلى قضايا المسلمين في العالم إلى دعم المنظمات أو الجامعات والجمعيات العربية والإسلامية إلى خدمة القضايا الإسلامية والتعريف بالإسلام إلى طرح قضية مهمة جدا وهي مصير الكثير من أبناء المسلمين في تعليمهم إلى جهود المملكة في التنمية في دول العالم الإسلامي، وكلها دعوة عالمية لخدمة قضايا المسلمين. وفي ضوء ذلك فالمؤتمر تجسيد لهذه الدعوة وترسيخ لقيم التضامن على واقع الأرض، إضافة إلى تجسيده للعلاقة بين دول العالم الإسلامي كافة في إطار جديد خالٍ من التعقيد، وفرصة أخرى لبلورة علاقات أوثق وتفاهم أكبر بين دول العالم العربي والإسلامي لأجل خدمة القضايا العربية المشتركة والموحدة. حيث تقوم الدبلوماسية السعودية بجهد كبير لتخفيف الاحتقان في الأزمات وجمع أطراف الصراع أو النزاع كما في حالة لبنان وهو ما لقي قبول الأطراف ورضاها على الوساطة السعودية، ما حفزني لتناول ذلك في بحث يؤكد نجاح المملكة في هذا الجانب بعنوان جهود المملكة العربية السعودية في فض النزاعات الأهلية المسلحة في الوطن العربي - حالة لبنان أنموذجًا-. (المملكة ضليعة في مجال الدعوة الإسلامية) • فيما اعتبرت الباحثة زكية منزل غرابة من جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية قسنطينةالجزائر أن المملكة العربية السعودية من بين الدول الإسلامية، التي لم تتخلف عن القيام بواجب الدعوة إلى الله باعتباره واجبا شرعيا لا يحتاج إلى إقناع ويبرز اهتمامها بهذا الشأن من خلال إنشائها لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتضطلع بهذه المهمة الجليلة. وقد بدا واضحا أن هذه الوزارة من خلال عملية استقراء متأنية سواء على مستوى موقعها على شبكة الإنترنت، أو ما قامت به من أنشطة قد قامت بمهام جليلة في مجال الدعوة إلى الله داخل المملكة وخارجها. وهذا ما جعلني أتقدم ببحث بهدف التعرف بالجهد الدعوي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية عبر (الإنترنت). (مؤتمر الجامعة ملتقى عالمي) • من جانبها قالت الباحثة وحيدة بوفدح بنت الطاهر بديسي من جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينةالجزائر: يعد اختيار موضوع جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية اختيارا صائبا وموفقا ذلك أن المملكة ومنذ توحيدها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود كانت قريبة من هموم المسلمين ومتابعة لمشاكلهم وراعية لقضاياهم، مما يجعل الإلمام بكل هذه الجهود في مؤتمر عالمي واحد أمرا صعبا رغم كل التنوع الذي نلاحظه على الأوراق البحثية المقدمة في جلسات عمل المؤتمر، حيث إن كل محور من محاور هذا المؤتمر يصلح لأن يكون موضوع مؤتمر عالمي مستقلًا بذاته، ولا غرابة في ذلك فإن أيادي الخير والعطاء الممدودة من طرف ملوك الخير الذين تعاقبوا على حكم وإدارة شؤون المملكة منذ توحيدها قد امتدت لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وإن السياسة الحكيمة التي تعاملت بها المملكة مع مختلف القضايا الإسلامية الهامة والشائكة قد أفضت إلى نتائج إيجابية جلبت الخير لملايين المسلمين ومسحت آلام الكثير منهم وساقت الهدى والنور إلى الحيارى الباحثين عن الدين الحق دين الوسطية والتسامح. إن مؤتمرا يتناول جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية لجهد مبارك يستحق أن يتحول إلى ملتقى عالمي دوري يعقد كل سنتين على الأقل، لإلقاء الضوء على الجهود الإيجابية للمملكة وتثمينها مع تدارك النقائص والهفوات الطبيعية التي قد تشوب أي عمل بشري مهما بلغ من محاولات الرقي والكمال.