يا وليدي وانا امك أمس كنت معزومة عند أم صالح وشفت عندهم بنيّة وش حليلها ما شا الله ذربه وجمال ودلال وحشمة، ودّي اخطبها لك، بس يا اميمتي انا توّي متوظف، وما بعدت جمعت لي دراهم. « والعرس يبي له مصاريف وانتِ خابرة بنات هالوقت يبون مهر، ويبون شبكة وتجهيز الشقة والأثاث والسفر، وخبرك كل شيء مرتفع هالوقت.. والحياة صارت أصعب وما كل شيء يجي على الكيف، ما يخالف يا وليدي.. ربك ان شاء الله بيسر الأمور، يا اميمتي.. ونعم بالله.. بس الموضوع ما هوب بهالبساطة.. الواحد بعد لازم يبذل الأسباب ويشوف وش ممكن يصير أو لا، يا وليدي أنا ودي أشوف عييلك وأستانس بهم.. ودّنا نفرح فيك بيوم عرسك. يا بنيتي شفتي ولد أبو صالح ما شاء الله عليه.. توه جاي متخرّج من أمريكا وما عليه قاصر وتراهم يدورون له وفيه ناس ذاكرينك له لا تردّينه مثل اللي رديتيهم قبل هذا.. ولد ناس ومن عايلة طيبة وما ينعاب فيه شيء.. بس يا يمه ما تكفي هالاشياء.. لازم انا اكون مقتنعة بالزواج أساساً، بعدين أفكر من هو الشخص المناسب، بس يا بنيّتي العمر يمشي وودي أشوف عييلك وبصراحة ودنا نفرح فيك بيوم عرسك». غالباً مواضيع الزواج محل مدٍّ وجزر.. غالباً تكون ضغطاً من الأهل ورفضاً من الولد أو البنت ونادراً العكس، فمجرد الاقتناع بفكرة الزواج يعدّه البعض هاجساً كبيراً، وكما قلت يبقى بين مد وجزر في الإقناع والتبرير، وأحياناً يتمطط هذا المد والجزر ليصل إلى سنوات احياناً بأعذار مقبولة وغالباً بأعذار شكلية لمجرد - التسكيت - وتمشية الحال. القصتان أعلاه تتكرران دائما في مجتمعنا.. فالوالدان «جزاهما الله عنا كل خير» يبحثان عن السعادة لنا بأي وسيلة كانت، ومهما كانت، وينظرون إلى الأمنيات بغض النظر مهما كانت الوسائل لتحقيقها.. فهم على أهبة الاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل أن نبتسم، فأسأل الله أن يرزقنا برّهما على الدوام. غالباً مواضيع الزواج محل مدٍّ وجزر غالباً تكون ضغطاً من الأهل ورفضاً من الولد أو البنت ونادراً العكس.. فمجرد الاقتناع بفكرة الزواج يعدّه البعض هاجساً كبيراً.. وكما قلت يبقى بين مدٍّ وجزر في الإقناع والتبرير، وأحياناً يتمطط هذا المدّ والجزر ليصل إلى سنوات احياناً بأعذار مقبولة وغالباً بأعذار شكلية لمجرد - التسكيت - وتمشية الحال. فتاة تايوانية وهي من تايوان.. ويبدو أن ما ذكرته أعلاه في مجتمعنا قد وصل لها ولا اعلم بأي طريقة ولا تهمني فقد وصلت وانتهى الأمر..صديقتنا التايوانية تبلغ 28 عاماً تحمل شهادة الماجستير وناجحة في حياتها العملية نجاحاً باهراً سئمت كثيراً من ضغط والدتها عليها بالزواج وترديد (نبي نفرح فيك بيوم عرسك..بالتايواني طبعاً) المهم.. صاحبتنا صبرت وصبرت كثيراً.. مرة تقول إنها تود إكمال دراستها، ثم انها تبحث عن وظيفة، ثم توضح 99 عيباً في كل رجال العالم.. وما اشطر نسائنا وأمهرهن في هذا المجال، المهم أن السبب الرئيسي يبدو لي حينما قمت بتحليل الوضع أن (ما احد ما لي عينها) من الرجال، فهي ترى أن طلبها فوق كل العروض المتاحة في سوق الرجال ويبدو انها لم ترني بعد.. صاحبتنا انتقلت للعيش في مدينة أخرى بعيداً عن أهلها حيث تمت ترقيتيها وظيفياً، وظنت أنها سترتاح من ضغط والدتها الدائم بخصوص الزواج إلا أن الوضع لم يتغيّر، فكل يوم تتصل الوالدة عليها وتقول: (نبي نفرح فيك بيوم عرسك.. بالتايواني طبعاً) بل إن الموضوع تطوَّر إلى رسائل الإيميل وهذا يعدُّ تفوُّقاً للأمهات التايونيات على نظيراتهن في العالم العربي. قرّرت هذه الفتاة التايوانية الماكرة أن تنهي هذا الموضوع بإقامة حفل زفاف بدون عريس ووزعت بطاقات الدعوة على كل معارفها وحين علمت والدتها بذلك قامت (تلولش..بالتايواني) وجهّزت امتعتها وسافرت لحضور زفاف ابنتها ومن أجل أن (تفرح بها بيوم عرسها) وما كان من الوالدة والحضور إلا أن فوجئوا بأن الزفاف بدون عريس!! وأن الفتاة عملت ذلك لمجرد أن تفرّح والدتها بالعرس والصجة واللجة.. وضربت عصفورين بحجر، أفرحت أمها وطبّقت كلامها حرفياً.. وسوّت اللي برأسها.. «أخ بس من هالتاوينات....» ألقاكم الجمعة القادمة.. في أمان الله . [email protected]