كي نعرف كيف نحتفل باليوم الوطني، يجب أن ندرك أولاً عدداً من الأمور ستحدّد طريقة وشكل وحجم احتفالنا، يجب أن نعي أنه ليس احتفالاً بيوم، إنه احتفال بتاريخ كتب سطوره من نور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، إنه احتفال بسجل إنجازات وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة المسيرة من بعده. وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إنه احتفال بذكرى زاخرة بكل الدروس والعبر، القيم والمبادئ، المعاني والدلالات، لذا يجب أن يكون احتفالنا مختلفاً، فلا يجب أن يكون احتفالاً ليوم ترفع فيه الأعلام والرايات وتعجّ الصحف بالتهاني والتبريكات، ثم نأتي في اليوم الثاني وكأن شئياً لم يكن.. يجب أن يتجاوز الاحتفال شاشات التلفزة وصفحات الصحف وساحات الاحتفال، ليتسلل إلى نفوسنا ووعينا وعقلنا وإدراكنا، وهنا سيكون الاحتفال ممتداً على مدى الزمان، شاملاً مختلف مناحي الحياة، في المدارس والجامعات، في المصانع والشركات، في الشوارع والطرقات، في المنازل والبيوت.. سيكون الاحتفال باجتهاد التلاميذ في دراستهم من أجل مستقبل أفضل لهم ولبلدهم.. سيكون بإخلاص العمال والموظفين وتفانيهم في أعمالهم للنهوض باقتصاد الوطن.. سيكون احتفالنا في الشوارع والطرقات بالحفاظ على نظافتها وحماية مرافقها لنقدّم صورة راقية حضارية للوطن.. سيكون الاحتفال داخل الأسر بتأكيد قيم الانتماء للوطن والولاء للقيادة وترسيخ معاني الوحدة والحب في نفوس الأبناء والأخوات والأزواج والزوجات، وهنا سيتجذر في أعماقنا جميعاً كل القيم والمبادئ التي تجسّد معنى الوطن والمواطنة، البذل والعطاء، الولاء والانتماء، الحب والتفاني، الجد والاجتهاد. يجب أن يتجاوز الاحتفال شاشات التلفزة وصفحات الصحف وساحات الاحتفال، ليتسلل إلى نفوسنا ووعينا وعقلنا وإدراكنا، وهنا سيكون الاحتفال ممتداً على مدى الزمان، شاملاً مختلف مناحي الحياة، في المدارس والجامعات، في المصانع والشركات، في الشوارع والطرقات، في المنازل والبيوت.. يأتي اليوم الوطني هذا العام وقد حققت بلادنا المباركة قفزة كبيرة ونوعية من التطوّر والنماء في مختلف الميادين وشتى المجالات، ثم توّجت هذه الإنجازات بصدور سلسلة قرارات وأوامر ملكية صدرت خلال الفترة الماضية، منح فيها الملك فأجزل العطاء، قرارات شملت كافة مناحي الحياة، قرارات تحارب البطالة والفقر.. تخفف عن كاهل المواطنين أعباء المعيشة.. قرارات توقر العلماء وتعلي كلمة الحق وترفع راية الدين.. قرارات تضخ دماء جديدة في شرايين الحركة الاقتصادية.. وتسهم في الاستقرار الوظيفي، قرارات شملت: إعفاء المقترضين.. عفواً عن مساجين.. دعماً لمبتعثين.. إعانةً للعاطلين.. دعم النوادي الأدبية والرياضية.. والجمعيات المهنية، تثبيت كافة المواطنين والمواطنات المعينين على كافة البنود ويتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة، لذا وجب علينا أن يكون احتفالنا مختلفاً. إن احتفالنا بذكرى مسيرة التأسيس والتوحيد التي قادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وتوّجت بإعلان توحيد البلاد يوم 23 سبتمبر من عام 1932م/1351ه، تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، تأتي وقد أصبحت بلادنا واحة أمن وأمان ورخاء وازدهار، بفضل الله «سبحانه وتعالى» ثم التوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، الذين قادوا مسيرة الرخاء ونهضوا بالبلاد، حتى أصبح وطننا يتبوأ مكانة مرموقة بين دول العالم، فوجب علينا الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة للحفاظ على مقدرات هذا الوطن وتنمية ثرواته البشرية والمادية، وفق الله أولي الأمر إلى ما يحبه ويرضاه وأدام علينا نعمة الأمن والأمان. [email protected]