تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – تنطلق اليوم الثلاثاء فعاليات سوق عكاظ في نسخته الخامسة بمشاركة الأدباء والمثقفين والأكاديميين والحرفيين من داخل المملكة وخارجها وذلك بموقع السوق بمحافظة الطائف. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية أن سوق عكاظ سيواصل هذا العام أداء رسالته الإنسانية والحضارية والتنموية التي تنطلق للعالم برؤية مستقبلية من أرض الحرمين ومهد الحضارتين العربية والإسلامية، ترعاه قيادة حكيمة رشيدة، آمنت بأن العلم والإيمان لا يختصمان إلا في النفوس المريضة، وتعهدت بالعمل بلا كلل ولا ملل، لصناعة الغد السعودي المشرق بالرفاه، المزدهر بالمحبة والتسامح، الفخور بعقيدته وإيمانه. وبين سموه أن سوق عكاظ يستمد نهجه من رؤية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – التي جسدتها دعوته الصادقة والمخلصة إلى تبني التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام، للدفاع عن الإنسانية في مواجهة التطرف والكراهية، عبر تبنيه تلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية. وقال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ «إن تنمية الثقافة والفكر والأدب وتشجيع العلوم والمعارف الحديثة ورعاية الموهبة وتشجيعها طريقنا نحو بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، لنؤكد للعالم أجمع أن الإسلام دين ودنيا، وأن المسلم جهاده الأول في بناء الإنسان وتعمير الأوطان، سلاحه العقل والقلم، وشعاره : (اقرأ باسم ربك الذي خلق) «. وشدد سمو الأمير خالد الفيصل على أن سوق عكاظ هو محفل للفكر ومنتدى للحوار، وحاضنة للإبداع والتميز للمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء، داعياً إياهم ورجال العلم والمعرفة إلى احتضان سوق عكاظ ورعايته، كما يجهد هو لاحتضانهم ورعايتهم، من خلال حرصهم على المشاركة في أنشطته وبرامجه، وإثرائه بعطاءاتهم وإبداعاتهم المتميزة، مؤكداً أن نجاح السوق سيحسب للمشاركين فيه من الأدباء والشعراء والمبدعين والحرفيين قبل أن يحسب للعاملين على تنظيمه وإعداد أنشطته وبرامجه. وعبر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة عن ترحيبه وجميع اللجان العاملة في السوق بجميع المشاركين في أنشطة وبرامج سوق عكاظ من داخل السعودية وخارجها، كما رحب بجميع زوار السوق من أبناء محافظة الطائف أو من القادمين من مختلف مناطق المملكة. تنمية الثقافة والفكر والأدب وتشجيع العلوم والمعارف الحديثة ورعاية الموهبة وتشجيعها طريقنا نحو بناء الحضارة الإسلامية الجديدة. فيما بين أمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الدكتور سعد بن محمد مارق أن السوق يجسد تطلع سمو الأمير خالد الفيصل بأن يكون لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية وإستراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة المرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة في العالم الأول، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية. قال «إن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده بلادنا في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية». مستطرداً: «بدأ سوق عكاظ اليوم يستعيد دوره التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بإقامة العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه، كما بدأ في مد جسوره للغد عبر برنامج «عكاظ المستقبل» الذي يسعى إلى نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيهما لزوار المهرجان والمهتمين بهما «. ونوه أن سوق عكاظ مشروع إنساني حضاري تنموي، يهتم بتنمية الإنسان والمكان، ويسهم في الارتقاء بالثقافة والأدب والتراث والفنون بأنواعها، وحتى بالنشاط التجاري، من خلال توفير فرص عمل للشباب أو رعاية الحرفيين والأسر المنتجة والمزارعين، وغيرهم، وتشجيع وتنمية العمل التطوعي وتأصيله في المجتمع، مؤكداً أن السوق يتطور مرحلياً عاماً بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء القدرات البشرية، واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقع السوق، وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وأفاد ابن مارق أن سوق عكاظ سيقدم لزائريه في هذا العام برنامجاً متكاملاً يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، من خلال مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مشيرا إلى تكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، مؤكداً حرص جميع هذه الجهات على تطوير القديم وتقديم الجديد كل عام، لإثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معاً.