تظاهر مئات الأشخاص السبت وسط العاصمة التونسية للمطالبة باستقالة الحكومة التي يهيمن عليها رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويتظاهر العديد من التونسيين يوميا للمطالبة باستقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها الاثنين بعد ثلاثة أيام من فرار ابن علي. وللمرة الأولى انضم شرطيون للمتظاهرين في تونس والعديد من المدن الأخرى الجمعة. وشوهد شرطيون السبت بالزي أو باللباس المدني بين المتظاهرين وقد وضعوا أشرطة حمراء على سواعدهم. وقال شرطي شاب (28 عاما) طلب عدم كشف هويته: «نحن أيضا كنا لسنوات طويلة ضحية ظلم ابن علي». وأضاف: «اليوم حياتنا مهددة والمواطنون يعتبروننا قتلة. الشعب يريد أن ينتقم لكن نحن هنا لضمان الأمن». وطالب كما هو شأن العديد من الشرطيين في العديد من المدن الجمعة، بتأسيس نقابة للدفاع عن حقوق الشرطيين. وأعاق شرطيون بالزي وباللباس المدني كانوا يتظاهرون أمام مقر الحكومة، لفترة وجيزة تقدم سيارة الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع قبل إبعادهم بلطف من شرطيين آخرين في الخدمة. وانضمت مجموعة من الشرطيين المتظاهرين إلى مجموعة أخرى من المحتجين معظمهم من موظفي البلدية، للمطالبة بظروف عمل أحسن وباستقالة الحكومة. استبعد فيليب كراولي، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أن تشهد المنطقة تطورات متداعية على شكل «كرة ثلج» بسبب أحداث تونس، تطيح بحكومات وأنظمة أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال: إن الحكومة التونسية الأخيرة قامت بخطوات ممتازة على صعيد ضمان الانفتاح السياسي وإطلاق سجناء الرأي كراولي: دعمنا الاحتجاجات من جهته أكد فيليب كراولي، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أن بلاده لم تتردد في دعم الاحتجاجات بتونس، رغم العلاقات التي تجمعها بالرئيس السابق، زين العابدين بن علي، ودوره في ما يعرف ب«الحرب على الإرهاب». ورأى أن ما جرى يرتبط بالظروف المحلية للبلاد، ولكنه أقر بوجود «ظروف مماثلة في المنطقة الممتدة من الخليج إلى شمال أفريقيا»، وإن استبعد امتداد الأحداث مثل «كرة ثلج». وأضاف كراولي، في المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية الأمريكية: «نريد أن نرى دولاً مستقرة وآمنة في المنطقة، ونريد أن نراها تنضم إلى التحالف الدولي المواجهة للإرهاب، ولكننا نرغب بشدة برؤية بروز حكومات ديمقراطية ومزدهرة ومجتمعات توفر الفرص والاحترام الكامل لأفرادها، لذلك، ما من تناقض لدينا». لا تداعيات على أنظمة أخرى ونفى كراولي أن تكون بلاده قد تعاملت مع الأحداث في تونس ببرود، قائلاً: إن واشنطن شجعت الشعب التونسي، وطالبت الحكومة بالإصغاء لمطالب الناس وقلقهم من الطغيان السياسي والفساد وانعدام فرص العمل. واستبعد كراولي أن تشهد المنطقة تطورات متداعية على شكل «كرة ثلج» بسبب أحداث تونس، تطيح بحكومات وأنظمة أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال: إن الحكومة التونسية الأخيرة قامت بخطوات ممتازة على صعيد ضمان الانفتاح السياسي وإطلاق سجناء الرأي. وتابع: «نريد أن نرى المزيد من الخطوات على هذا النهج، وقد أبلغت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، زعماء المنطقة بأن عليهم العمل لتوفير المزيد من الفرص السياسية والاقتصادية في دولهم، خاصة وأن شعوبهم شابة ولديها تطلعات كبيرة، وهي تستحق وجود حكومات يمكنها أن توفر ذلك لها». من جانبه تعهد رئيس الوزراء التونسي في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة محمد الغنوشي باعتزال العمل السياسي بعد إجراء الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية. وقال الغنوشي في لقاء مع التلفزيون التونسي إن دوره هو الخروج بالبلاد من هذه المرحلة الانتقالية التي ستقود إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، مؤكداً أنه حتى لو رُشح لخوض الانتخابات فسيرفض ويترك الحياة السياسية. انتخابات شفافة وتعهد بإجراء انتخابات «شفافة وديمقراطية» تكون الأولى منذ استقلال البلاد عن فرنسا عام 1956، مضيفاً أنه «سيتم إلغاء جميع القوانين غير الديمقراطية» خلال مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، ومن بينها قوانين الانتخابات ومكافحة الإرهاب والإعلام. وأقر في أول خطاب مباشر بأنه «مثل جميع التونسيين» كان «خائفا» في ظل حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، مضيفاً أن الحكومة الجديدة نفذت انعطافة 180 درجة، وأن لديها رجالا على قدر كاف من الكفاءة والقدرة على إدارة البلاد. من جانبه أكد المفكر والسياسي التونسي المعارض المنصف المرزوقي، أن الثورة التونسية نشبت دون تدخل من النخبة، ودون قيادات لها، ولكن النخبة هي التي فتحت أبواب الشارع للشعب، قائلا: إن «ما حدث في تونس ثورة، وليست حراكا أو اضطرابا». وقال المعارض التاريخي لنظام الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، لصحيفة «المصري اليوم» المصرية المستقلة في عددها الصادر أمس: «أسقطنا ابن على وسنسقط الحزب والبرلمان ومجلس المستشارين.. نحن نقضي على دولة الحزب الواحد الذي استمر 50 عاما بالديمقراطية المزيفة، والثورة الشعبية انتصرت وهي الآن بصدد تصفية الديكتاتورية بعد أن قضت على الديكتاتور». وأعلن المرزوقي رفضه الدخول في الحكومة الحالية ل«أن فيها رموز الحزب الحاكم» ووصفها بأنها «حكومة غير شرعية»، وقال: إن «كل الحركاتة الوطنية لن تقبل بالمشاركة إلا في حكومة وحدة وطنية حقيقية، ليس فيها نظام الحزب الحاكم، ولن نجلس مع من أداروا وخدموا الديكتاتورية، ولا نجلس مع أي نظام ديكتاتوري». وشدد المرزوقي على ضرورة عودة ابن على ومحاكمته لأن الشعب التونسي يعتبره «رئيس عصابة، ومجرما، مدانا بجرائم في حق المواطنين وسرقات كبيرة لأموال الشعب، وسوف تطالب الحكومة التونسية المنتخبة من الشعب، (الشرطة الدولية) الإنتربول بتوقيفه هو وزوجته، كي لا يعتقد الطغاة، أنهم يستطيعون الهرب بأفعالهم في حق الشعوب». وعن إمكانية انتقال ما حدث في تونس إلى باقي الدول العربية، أجاب المرزوقي: «سأتحدث عن الشعب المصري، ويجب أن أقول إن التوانسة تشجعوا في بداية حراكهم وأخذوا المثل من الشعب المصري وتحركاته خلال السنوات الماضية، وغدا يمكن أن يأخذ الشارع المصري المثل من الحراك التونسي، وكل الظروف مهيأة في كل البلدان العربية الآن، لأن النظام العربي واحد، والاستبداد واحد، والحكم الأمني واحد، والفساد واحد، والتوريث واحد». استعادة مزرعة استعاد مزارعون تونسيون مزرعة واقعة شمال غرب العاصمة تونس كان استولى عليها ابن أحد أخوة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال التلفزيون: إن حوالى عشرة مزارعين يعتصمون في المزرعة الواقعة في مدينة باجة الزراعية التي تبعد حوالي 105 كيلومترات شمال غرب العاصمة كان استولى عليها سفيان بن علي ابن منصف بن علي شقيق الرئيس التونسي المخلوع. وهم يطالبون باستعادة الممتلكات التي صادرها ابن شقيق الرئيس التونسي المخلوع. وقال أحدهم بغضب: إن «سفيان سارق يأخد ولا يعطي». وأضاف: إن المعتصمين احتجاجا على مصادرة المزرعة «تعرضوا للضرب بالسيوف وتمت محاصرة المزرعة من قبل رجال الأمن واستعمال القنابل المسيلة للدموع لتخويفنا وتفريقنا لكننا صمدنا للحفاظ على المزرعة». وعرض التلفزيون التونسي لقطات للمزرعة التي قال أحد المزارعين: إنها تحوي حوالي 760 ثورا بعضها تم جلبها من بلد أجنبي ونحو 230 عجلا».