تصريحات المسؤولين في السلطة الفلسطينية بعزمهم المضي قدما في طرح مسألة إقامة الدولة الفلسطينية على الأممالمتحدة والحراك العربي حول الفكرة مؤشر على تحرر السلطة الفلسطينية والمسؤولين العرب من الضغوطات الأمريكية ومن عبثية دهاليز اللجنة الرباعية التي استهلكت الفلسطينيين في اجتماعات لسنين عديدة بقيادة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير المنحاز أصلا لإسرائيل والتصريحات العدائية التي يطلقها باستمرار في وجه الفلسطينيين. ندرك أن تصريحات إدارة اوباما بمعارضتها لو طرحت في مجلس الأمن هي جادة وجاءت نتيجة إصرار العرب على المضي بالفكرة حتى النهاية وكل هم الإدارات الأمريكية السابقة والحالية واللاحقة هو تأمين حماية إسرائيل وتعزيز وجودها في قلب الشرق الأوسط وكل من يراهن على تزحزحها عن مواقفها إنما يعمى عن مشاهدة الحقيقة الساطعة. أمريكا قادت مفاوضات عديدة بين الفلسطينيين وإسرائيل ابتداء من جيمي كارتر وبوش الأب وبوش الابن وإدارة اوباما الحالية وانحازت بوضوح لإسرائيل ولم تمارس أي ضغوط عليها بل ساهمت في تضليل العرب سنوات عديدة وأحدثت شرخا كبيرا بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حين وضعت فيتو على مشاركة حماس في العمل السياسي. إن التحرك الجاد هو الأمل الوحيد للخروج من متاهات فتات الحلول المعروضة على العرب وعدم الخضوع لضغوط دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا يحرر القضية الفلسطينية من المساومات والاستفراد بالدول العربية وتقسيم الفلسطينيين بين معتدل ومتطرف وان كنا تمنينا أن يدرك العرب والفلسطينيون وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية ابومازن أن الوقوع تحت تأثير الضغوطات يضيع الحقوق ويهضم حقوق الأجيال القادمة من الفلسطينيين. آمالنا كعرب كبيرة أن ينتصر العرب على ضعفهم ويعيدوا استراتيجيتهم في الصراع العربي الإسرائيلي وان يتحرروا من أوهام العدالة التي قد تأتي بها الدول الكبرى وان يدركوا أن المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية لا يجوز التهاون فيها أو المساومة عليها وان العمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لبلوغ الغايات النبيلة وغاية كل مواطن عربي وفلسطيني هي دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 وكذلك عودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات العالمي لأرضهم وهي غاية ليست صعبة أو مستحيلة اذا أحسنا إدارة صراعنا بعيدا عن المصالح الضيقة التي تكاد تطيح بأحلامنا الكبيرة في عودة فلسطين لأصحابها.