تعطرت سماء الرياض للأسبوع الثاني على التوالي بسيرة حبيب الشعب الملك عبدالله وفاح عطر القصيد بمشاعر الحب والولاء لشعراء جمعهم حب الملك في جو تنافسي مثير في برنامج “شاعر الملك” الذي تنظمه وتبثه قناة المرقاب وفاء من رئيس مجلس إدارتها والعاملين فيها لهذا الملك الإنسان, حيث وقفت جماهير المسرح الغفيرة التي ضاقت بها مقاعد مسرح الأمير سلمان بمدارس الرياض وكذلك أعضاء لجنة التحكيم مندهشين من غزارة المعاني ونصاعة الصور وصدق الكلمة التي حملتها قصائد عشرة من المتسابقين في الحلقة الثانية من المرحلة النهائية للمسابقة، عندما أبدع الحرف في ليلة من ليالي الوفاء، فحضرت “دجلة والفرات والنيل” و”سهيل والجدي والثريا” و”غيث العرب ونصرة الفقير”، لتكون من ضمن الصفات العظيمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز. لم تجد لجنة التحكيم في الحلقة الثانية من المسابقة التي أقيمت مساء أول أمس، خياراً سوي مجاراة الإبداع الشعري الذي قدّمه شعراء الحلقة الثانية، فأظهروا درر المعاني وروعة الصور الشعرية في قصائد المتسابقين لمآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مستغرقين في التحليل وتفسير المعاني وتحليل الصور التي استطاع الشعراء نسجها من حرائر الكلمات. واستمتع حضور مسرح المسابقة الذين فاقوا الألفي شخص في قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مدارس الرياض، بغوص أعضاء اللجنة في عمق القصائد الحماسية الوصفية، وصفقوا كثيراً مع كل بيت يصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن رصّع الشعراء قصائدهم بصفات الكرم والنبل والشجاعة والعدل والمعاني الفضيلة. الدور الحماسي للجمهور دفع عضو لجنة التحكيم الناقد الشعري راشد بن جعيثن، إلى اعتبار الجمهور هو لجنة التحكيم، موضحاً أن تصفيقهم الحار مع بيت الشعر الرصين، يجعل الأمر سهلاً على اللجنة. وأجزل الشعراء المشاركون العشرة الوصف في قصائدهم.. فمنهم من وصف خادم الحرمين الشريفين في عطائه مثل (دجلة والفرات والنيل) وآخر وصفه في عزته وشموخه مثل (الجدي وسهيل والثريا)، بعد أن بدأ قصيدة بالرعد واختتمها بالمطر الذي هو سمة من سمات الخير. وقال عضو لجنة التحكيم البروفسور محمد المريسي الحارثي إن قصائد الشعراء لهذه الليلة “لها طعم ولون ورائحة” وأنها تليق بالمنجز الملكي، ومع ذلك لم تسلم قصائد المتسابقين من بعض النقد والملاحظات. ولم يمنع وقوف الشاعر عبدالله عبيان اليامي بين يدي لجنة التحكيم من مجادلة عضو لجنة التحكيم الدكتور سعود الصاعدي حول تفسير معاني بعض أبياته خصوصاً دمعة الشيخ ما بين شاربه ولحيته، مما جعل المنصوري يعطي الشاعر الحق في تأويل أبياته الشعرية وتفسيرها كصورة للمتلقي. صفق الجمهور مع كل بيت يصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن رصّع الشعراء قصائدهم بصفات الكرم والنبل والشجاعة والعدل والمعاني الفضيلة. الدور الحماسي للجمهور دفع عضو لجنة التحكيم الناقد الشعري راشد بن جعيثن، إلى اعتبار الجمهور هو لجنة التحكيم..واعتبرت لجنة التحكيم أن قصائد الحلقة الثانية ثرية بالسياسة والثقافة والأدب الشعري الرفيع، فيما أطلق عضو لجنة التحكيم الدكتور جريدي المنصوري على إحدي القصائد “القصيدة المثقفة”، ومنح الشاعر عبدالعزيز الشهيل لقب “شيخ الشعراء” معتبراً قصيدته تصف الملك عبدالله على أنه نهر من الإحسان، خصوصاً عندما تطرّق للتوسعة الضخمة في الحرم المكي، وأنه بهذا العمل الجبار يصافح الحاج في داره. وأشاد المنصوري بالشعراء مؤكداً أنه كوكبة تنتج معاني شعرية جديدة، متوقعاً أن يكون لهم أثر واضح في الساحة الشعرية السعودية. من جهته، أبدع فايز المالكي ضيف شرف الحلقة، في حضوره وتحوّل إلى مغنٍ ذي صوت عذب مردداً كلمات الشاعر نايف معلا مدير المسابقة الذي صاغها قبل الحفل بوقت وجيز ووجد من الفنان المالكي سرعة بديهة عالية في الحفظ وحسن الغناء. الجمهور تفاعل مع المالكي ورفع الأعلام المضيئة للوطن إلى جانب الأوشحة والأعلام التقليدية. وشكر الفنان المالكي الشيخ مسعد بن سمار راعي المسابقة، معتبرها نموذجاً رفيعاً من المواطنة واللحمة، مؤكدا أن الشعب السعودي البالغ أكثر من 25 مليوناً هم أسرة واحدة كبيرة تطلع عليها أسرة آل سعود. وحاور مذيع قناة المرقاب الفضائية الفنان المالكي حول حياته ومواقفه الطريفة والجوانب الشعرية لديه، حيث أكد أنه “قارض” للشعر من الدرجة الأولى، وأن الفن هو نوع من أنواع الشعر الإبداعي، ولم يترك المالكي قفشاته الفنية فداعب لجنة التحكيم وأيضاً الجمهور وأضفى على المسرح أجواء فنية شيقة. وكانت الحلقة قد هزت خشبة المسرح في انطلاقتها تحت وقع أقدام فرقة أنور مهدي لفنون جازان، وهم يؤدون رقصتهم الشعبية الشهيرة (العزاوي)، مع تفاعل كبير من جمهور الحضور. واستطاع شبان جازان صغار السن أن يجيدوا التناغم مع وقع طبولهم لترتسم علامات الإعجاب على مُحيا الجمهور حيث جاءت هذه الفقرة ضمن خطط اللجنة المنظمة لإبراز ثقافات وحضارات أبناء المملكة في برنامج يتابعه ملايين العالم عبر شاشتي قناة المرقاب وروتانا خليجية. وجاءت نتائج متسابقي الحلقة على النحو التالي: عبدالله عبيان اليامي 93.00، ضيف الله عماش العتيبي 92.33، عبدالعزيز إبراهيم الشهيل 90.66، عايض ناصر العتيبي 88.66، عبدالعزيز سلمان الفراج 87.66، عبدالله رمضان الرسلاني 87.50، عبدالله زويبن الحربي 86.33، عبدالله سماح المجلاد 85.66، عبدالله محمد آل منصور 85.00، وأخيراً الشاعرة خزنة عايد الشمري 82.00. وعقب الحلقة الثانية أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة ترتيب ال 19 شاعراً الذين شاركوا في الحلقتين الأولى والثانية، ليتضح للجمهور احتفاظ الشاعر زياد البقمي بالمركز الأول حتى الآن بفارق بسيط جدا عن عبدالله عبيان وهو 0.3 مئوية فقط، وحل ثالثاً ضيف الله العتيبي بفارق ضئيل عن متسابق الحلقة الأولى حمد العصيمي 0.33 في المائة. وتبوأ المركز الخامس الشاعر عبدالعزيز الشهيل، وهكذا مع بقية الشعراء حتى ذيل القائمة الذي تقبع فيه الشاعرة الوحيدة المشاركة حتى الآن خزنة الشمري ب82.00 من مائة. الجمهور لم يخرج من المسرح إلا بعد السحب على جوائز نقدية قدرها خمسون ألف ريال، وزعت على عشرة من الحضور عبر سحب إلكتروني يظهر على شاشة المسرح الرئيسية. وتعد اللجنة الجمهور كل أسبوع بجوائز نقدية تسلم فوراً للفائزين منهم، حتى نهاية المسابقة ليبلغ حجم الجوائز 400 ألف ريال سعودي.