تُعدُّ الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل إحدى النماذج المشرّفة لمدينة جدة في السعي إلى تطوير التعليم العالي الأهلي من خلال إدارتها لجامعة عفّت - أولى مؤسسات التعليم العالي الأهلي بالمملكة - والتي تصدرت حتى أصبحت رمزًا ريادياً لها؛ تُسهم في إعداد كوادر نسائيّة قياديّة على أعلى مستوى من التميز الأكاديمي والمهني بمنظور محلي وعالمي لمواكبة المسيرة التنموية وتغيرات سوق العمل. ومن خلال جهود الدكتورة جمل الليل أصبح للجامعة ارتباطاتها مع أرقى الجامعات المحليّة والعالميّة، وإبرام شراكاتها مع المؤسسات الرائدة من شتّى أنحاء العالم. علاوة على مساهماتها العديدة التي تركت بصماتها على خريطة العالم إقليميّاً وعالميّاً؛ فقد حصلت على الكثير من الجوائز والشهادات التقديريّة منها؛ جائزة المرأة العربيّة في حقل "إدارة مؤسسة تعليميّة خاصة" في 27 أبريل 2005م، و الترشيح لجائزة نوبل الألفية للسلام عام 2005م، وفي 29نوفمبر 2007م الحصول على وسام جائزة "الأسرة العالميّة" من منظمة القمة العالميّة بمدينة وارسو بولندا، وذلك لجهودها الأكاديميّة ونشاطاتها المتنوعة. *بطاقتك الشخصية دكتورة هيفاء جمل الليل؟ - أنا من مواليد مدينة جدة في العام 1380ه، وبها تلقت تعليمها الابتدائي حتى الثانوي بمدارس دار الحنان بجدة، ومنها إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحصلت فيها على درجة البكالوريوس في إدارة أعمال عام 1400ه، الموافق 1980م، ولمّا لم تكن درجة البكالوريوس هي غاية الطموح، فقد ارتحلت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لانال بغيتها في الحصول على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1406ه الموافق 1985م، ليمتد بها الطموح في ذات الجامعة (جنوب كاليفورنيا) للحصول على درجة الدكتوراة في الفلسفة في الإدارة العامة، وذلك عام 1411 الموافق 1991م.. على أن سقف ركضها خلف العلوم الإدارية تتابع لتحصل على شهادات تفعيل المجالس الإدارية من جامعة هارفارد بوسطن الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضًا. وتتابع الدكتورة هيفاء جمل الليل: من خلال مسيرتي العملية تبوّأت العديد من المهام الوظيفية؛ فقد عُيّنت معيدة في قسم الإدارة والاقتصاد بعد تخرجي عام 1401ه، ثم أستاذة مساعدة بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بعد حصولي على الدكتوراة، ثم وكيلة لكلية الاقتصاد والإدارة منذ عام 1992م وحتى عام 1995م، ثم عميدة بقسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1415-1420ه/1990-1995م، فمستشارة غير متفرغة بكلية عفت الأهلية، فعميدة لكلية عفت الأهلية منذ عام 1421ه 2000م وحتى الآن.. هذا وقد أسهمت في جانب البحوث والدراسات بإصدار العديد منها في هذا الجانب؛ ومنها بحثها حول “المرأة المسلمة بين التقليد والحداثة: النظرة الإسلامية”، ودراسة مقارنة لأدوار وتصرفات القطاع الحكومي والتطوعي نحو سياسات أفضل للاتصال الثقافي في المجتمعات المعاصرة. كما مثلت المملكة في بعض الوفود الخارجية، واختيرت كواحدة من بين ألف سيدة عالمية لجائزة امرأة السلام التي تمنحها مؤسسة (نوبل) العالمية. كما أني عضو في كلية برن مار لصيف عام 2000م لتدريب القيادات النسائية في التعليم العالي. وعضو في لجنة تطوير المناهج في قسم الإدارة العامة - في جامعة الملك عبدالعزيز. وصدر لي العديد من البحوث والدراسات تتناول قضايا المرأة والمجتمعات المعاصرة بشكل خاص، اضافة الى حصولي على جائزة مركز دراسات المرأة العربية في حقل الطب والمجتمع من بين عشر سيدات مشاركات من العالم العربي. بجانب تقديمي لأوراق عمل في منتديات ومؤتمرات عالمية، كما اسهمت في توضيح انجازات المرأة السعودية في مجالات التنمية والتطوير المختلفة. * ما المؤسسات واللجان التي تتمتعين بعضويتها أو شاركت فيها؟ -أنا عضوة في لجنة تطوير التجارة الدولية وهي منبثقة من مجلس الغرف التجارية الصناعية. واخترت لمجلس الشورى كمستشار غير متفرغ وساهمت مع زميلاتي (سلوى الهزاع ونور الملحوق) في الحصول على عضوية البرلمان الدولي بالنسبة لمجلس الشورى السعودي. وعضوية لجنة العلاقات الدولية بالغرفة التجارية بجدة حيث نظمنا مؤتمر الحوار السعودي الامريكي. * ما هي الجهود التي بذلتها الدكتورة هيفاء جمل الليل لتطوير جامعة عفت منذ تسلمها إدارتها وحتى الآن؟ - كانت هناك جهود جبارة وحثيثة متطورة ومتواصلة لافتتاح كليات العمارة، ومعهد عفت للبحوث والاستشارات، ومراكز خدمة المجتمع، وبها حققت الجامعة نجاحات اكاديمية وتربوية واجتماعية وعوامل عديدة متكاملة، لتضم جامعة عفت كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، وكلية الهندسة وتضم اقسام الهندسة الكهربائية والحاسبات الآلية نظم المعلومات، وكلية الاعمال وتضم اقسام المالية والمحاسبة والتسويق وإدارة الموارد البشرية وإدارة العمليات والمعلومات وقسم الريادة في الاعمال، فضلا عن تدريب منسوبات الجامعة، فقد انهت مؤخرا 32 سيدة وفتاة من منسوبات جامعة عفت تدريبهن على طرق اخماد الحرائق واستخدام وسائل السلامة. وتعمل الجامعة على غرس التميز الاكاديمي في طريق رائدات المستقبل ليثمر عن مستوى علمي راق وليزهر في رحلتهن نحو تطوير الذات.