العالم المتحضر اليوم مازال حتى هذه اللحظة يعرض علينا في قنواته الفضائية أولئك البشر المتخلفين الذين يأكلون أطراف آبائهم المسنين.. ويمدون شفاههم الشرهة بأطباق صغيرة توضع تحت الشفاه ويطبخون الغرباء على قرعات الطبول ومواقد النار ويمارسون تلك الأعمال البشعة في القتل كعادة قومية افريقية وآسيوية لدى بعض القبائل المتوحشة.. وبرغم ان هؤلاء لا ينفردون وحدهم بحرق موتاهم فهناك الهنود يفعلون ذلك كأحد الطقوس الدينية الهامة لديهم ولكن الأغرب ان هذا العالم المتحضر ايضا وفي بلدان أكثر تقدما يحرق البشر احياء ويمزقهم اربا ويخترع اشد وسائل الدمار فتكا ورعبا وهو يفخر بمنجزاته الفتاكة هذه. ما هو الفرق إذا بين الذي يشعل الحرائق ويقتل الأبرياء وبين زعيم تلك القبائل البدائية العاري الجسد الذي يضرب بقدمه الحافية الأرض احتجاجا ويمسك بيده ذراعا آدمية ودماؤها تسيل على شفتيه هذا العالم المتحضر الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ما هو الفرق بينه وبين أولئك القوم البدائيين من قبائل (الملغاش) او (الساموييد) كما يسميهم الغرب على الاقل هؤلاء المتوحشون يقتلون ويقتلون ويأكلون بعضهم وهم لا يفهمون ولا يدركون ولا يعلمون لانهم جهلة.. اما أولئك القتلة (المتحضرون) في إسرائيل فهم يدركون تماما أهمية قيمة الإنسان وبقائه على هذه الأرض لإعمارها ومع هذا يعملون على فنائه.. هؤلاء اليهود يقتلون الأطفال وهم يعلمون وأولئك يقتلون أبناءهم وآباءهم بفعل الجوع وهم لا يعلمون ان في ذلك إثما عظيما. ما هو الفرق إذا بين الذي يشعل الحرائق ويقتل الأبرياء وبين زعيم تلك القبائل البدائية العاري الجسد الذي يضرب بقدمه الحافية الأرض احتجاجا ويمسك بيده ذراعا آدمية ودماؤها تسيل على شفتيه.. ما هو الفرق بين من يأكل البشر وبين من ينشر جثث الموتى في الطرقات ويقتلع الزرع ويهدم البيوت ويمارس أبشع أنواع الجرائم والإبادة في فلسطين.. وهذه هي حضارة إسرائيل وزعماؤها ولا أزيد.