تمكنت سيدة سعودية تعول 7 من أخواتها من الدخول إلى عالم الأعمال، وذلك بعد انخراطها في برنامج الأسر المنتجة التابع لجمعية البر بجدة، بمشروع تغليف الهدايا وتصميم «الكوشات» ومستلزمات الأفراح. وأكدت السيدة عالية المولد من ثول نجاح مشروعها المتناهي الصغر، مشيرةً إلى أن جمعية البر لها الفضل بعد الله في هذا النجاح, كونها بدأت رحلة النجاح عبر الاستفادة من برنامج الأسر المنتجة. وبدأت قصة نجاح عالية بعد أن ضاقت بها السبل في سد حاجة أخواتها من السكن والملابس والطعام وخاصة بعد وفاة والدها ووالدتها، وبحثت عن مصادر تمويل لتقف بنفسها على حاجة أخواتها دون حاجة السؤال من أحد؛ ووجدت لدى جمعية البر بجدة برنامجاً لتمويل الأسر وتحويلهم إلى أسر منتجة من خلال مشاريع متناهية الصغر وهدف البرنامج إلى تحويل المعوزين إلى منتجين، من خلال مشروع الأسر المنتجة استطاعت السيدة عالية المولد من سكان ثول، والأخت الكبرى لسبعة من أخواتها من مواجهة ظروف الحياة بمفردها, وأخذت على عاتقها بناء حياة وعيشة كريمة لها ولأخواتها. وترى عالية أن حرفة في اليد تغني عن الفقر؛ فعالية تتقن فن الرسم وتغليف الهدايا وتصميم الكوشات ومستلزمات الأفراح والحرف اليدوية؛ وكانت تعمل بشكل جزئي وبسيط, مشيرةً إلى أنها قررت أن توسع من عملها في ولكن كانت تحتاج إلى مبلغ من المال لمساعدتها في توسيع عملها. حينها تقدمت عالية إلى برنامج الأسر المنتجة التابع لجمعية البر بجدة، يحذوها الأمل أن تجد دعما بسيطا يساعدها في تمويل مشروعها الصغير، وعلى الفور تم استقبالها في الجمعية والبدء مباشرة في الخطوات العملية ودراسة طلب عالية, وعلى الفور تم تقديم مبلغ 5000 ريال كقرض ميسر لها لمساعدتها في إقامة مشروعها الاستثماري من داخل منزلها، لذا خصصت هادية غرفة في منزلها الخاص لاستقبال الطلبات حتى انتهت فترة السداد. ومع مرور 3 أشهر على مشروعها ازداد لدى عالية الطلب، حيث المنطقة التي تسكن فيها تفتقر إلى وجود محلات تصميم كوشات وأفراح، فرغبت في تطوير المشروع, فعادت وتقدمت بطلب قرض من الجمعية بقيمة 8.000 ريال حتى تطور من عملها وتتوسع فيه. فخصصت غرفة من المنزل جعلته محلا لاستقبال وتنفيذ الأعمال. وعندما زاد عليها الطلب وكثر لديها الزبائن بدأت بالبحث على من يساعدها فلم تستقدم من العمالة, بل أصرت أن توظف بنات وطنها ووظفت عددا من السعوديات. تقول عالية عن نجاحها: «حين كبر مشروعي بفضل الله ثم بفضل جمعية البر أصبح دخلي الشهري أكثر من 4000 ريال, وأطمح إلى أن أتوسع في مشروعي بإذن الله وأنشئ محلا كبيرا وعدة فروع». من جهته قال رئيس برنامج الأسر المنتجة الأستاذ ظاهر الظاهري المشرف العام على مشروع الأسر المنتجة: «إن الجمعية من خلال برنامج الأسر المنتجة، وقفت إلى جانب الإبداع وحب العمل، والقضاء على الاتكالية والتخاذل والاستسلام والكسل، فتولدت قصص رائعة من النجاحات لأشخاص وأسر كانوا في الماضي محتاجين فأصبحوا منتجين». وبيّن الظاهري بأن برنامج الأسر المنتجة التابع لجمعية البر بجدة يسعى لتمكين زيادة دخل النساء اللواتي يملكن مشاريع متناهية الصغر من خلال تقديم خدمات مالية تناسب احتياجاتهن لتحقيق صفة الاستمرارية لمشاريعهن من داخل منازلهن. يُشار إلى أن جمعية البر بجدة هي جمعية خيرية ذات شخصية اعتبارية تأسست عام 1402ه، ورئيسها الفخري صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة، وتعمل تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، وتهدف إلى تقديم المساعدات العينية والنقدية والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية والثقافية والصحية من فتح العيادات الخيرية ومراكز غسيل الكلى والمستوصفات وخلافه مما له علاقة بالخدمات الإنسانية، فضلاً عن إقامة دور ومؤسسات اجتماعية لإيواء ورعاية الكبار والصغار، ونشاطات نوادي البر ومراكز الأحياء التي تضم لجنة إصلاح ذات البين ولجنة الخدمات الاجتماعية ولجنة الشباب واللجنة النسائية وإقامة دورات تدريبية تخدم المستفيدين من خدمات الجمعية وتبني مشروع الأسر المنتجة، وإقامة أسواق خيرية للتعريف بالجمعية وأنشطتها، إلى جانب القيام بالبحوث والدراسات العلمية والاجتماعية وتقديم خدمات الإرشاد والتوعية وعقد الندوات والمحاضرات والأمسيات الخيرية.