شهدت أسواق العبايات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي ارتفاعا حادا في مبيعاتها، تجاوز 40 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما خطط له تجار العبايات، ويبدو أنهم نجحوا فيه، وسط انتعاش كبير لحركة الأسواق والمراكز التجارية في الأحساء قبيل عيد الفطر، الذي ودعنا أخيراً، فبعد الانتهاء من صلاة التراويح مباشرة، ازدحمت الشوارع والطرقات، ودبت الحياة في الأسواق والمحال كافة، خاصة تلك المختصة بتفصيل وبيع العبايات الخليجية، التي تعد عنصراً مهماً وجزءاً لا يتجزأ من ثقافة المرأة ومظهرها الخارجي. ويؤكد صالح خياط عبايات بأحد محال بيع وتفصيل العبايات أنه «لا شك في أن دخول ثلاثة مواسم سعيدة، هي رمضان والعيد والمدارس في وقت واحد، ضاعف من حركة البيع والشراء»، مضيفاً «شهدنا في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك ضغطاً كبيراً لملاحقة الطلب على تفصيل العبايات، فمتوسط طلب كل زبونة هو ثلاث عبايات دفعة واحدة، ما يجعلنا نرفض أحياناً قبول مزيد من الطلبات، لعدم وجود وقت كاف لتلبيتها». وشكت نساء من الأسعار، ورأين أنها شهدت ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع العام الماضي، متهمات محلات تفصيل العبايات بأنها تغالي في أسعارها. وابتكرت الفتيات أفكاراً جديدة في خياطة العبايات، فبدأت المحلات التي تنتشر في كافة الأسواق بتلبية رغباتهن في مسايرة موضات العصر في تفصيل العبايات. وتقول فاطمة: «مع هذه النقلة، أصبحت الأسعار خيالية، تفلس الجيوب بما يبهر الأنظار». وقالت: «بالرغم من أن بعض المحلات تنفرد بخياطة أشكال وتصميمات من العبايات، إلا أنها بالغت في أسعارها، ليصل سعر العباية الواحدة إلى 1500 ريال، والحد الأدنى للعباية المميزة بقليل من التطريز على الأكمام، يصل سعرها إلى 1000 ريال، حتى باتت معظم الفتيات يتجهن إلى المحلات غير المشهورة، لتفصيل عبايات تتناسب مع ميزانيتهن»، مؤكدة «تبدأ سمعة المحل بالانتشار لرخص أسعاره، وما أن يبدأ الزحام على المحل، حتى يقوم هو الآخر برفع أسعاره، تماشيا مع الموجة المنتشرة في زيادة الأسعار». وترى نورة عبد العزيز أن «العباية واجهة لكل فتاة، تميزها في مظهرها الخارجي في العيد، لذلك تسعى الفتاة إلى الاهتمام بعباءتها التي تمثل لها الستر والاناقة». ولكنها تستنكر الأسعار المرتفعة التي باتت تقصم الظهور، وتقول: «العباية السادة يصل سعرها إلى 250 ريالا، ووضع بعض التطريز على الأكمام يضاعف السعر، ليصل إلى 800 ريال». وتشير منيرة خالد إلى أن «بعض المحلات أجادت في استخدام كريستال لامع من النوع الممتاز، وأنا لست ضد أي ابتكار، ولكنني أجد أن الوضع فيما يخص الأسعار، بات لا يطاق، ولا يوجد مخرج للفتاة، سوى الانصياع للمحلات الكبرى للعبايات، للمحافظة على أناقتها»، موضحة «لاحظت أن المحلات الأخرى لا تقدم نفس المستوى في التطريز، والخياطة لديهم رديئة جداً، والخامة المستخدمة ذات عمر قصير، ولونها يتغير بسرعة». وتقول ألطاف سامي: «أصبحت للعبايات مسميات غريبة مثل الفراشة والخفاش، وهناك عبايات تحمل حروفا مزخرفة من الخلف، تبدأ من الأعلى حتى الأسفل، فهي لا تتناسب مع العادات والتقاليد، والموضة لا تعني الانصياع والجريان خلف ما هو غريب وجديد، بل الموضة هي لبس ما يتناسب مع الشخصية مع مراعاة أن العباية هي لباس للحشمة»، مشيرة إلى أن «أسعار العبايات باتت لا تطاق لتسلقها السلم التصاعدي للأسعار كل بضعة أشهر».
العباءات النسائية ارتفع سعرها في العيد 40 بالمائة (اليوم)