الكاتب السعودي مقبول العلوي يطل على القارئ في روايته «سنوات الحب والخطيئة» بتلك السمة الايجابية والسلبية في آن واحد التي يقع فيها روائيون كثر وبشكل خاص عدد من الكتاب الخليجيين. اما تلك السمة فهي بروز الشعر في العمل الروائي وهو حسنة اذا كان الشعر يضيف جمالا الى الرواية وسيئة اذا تحولت قيمة الرواية الاساسية الى قيمة شعرية وقل فيها العنصر الروائي او توارى الى حد ما. في رواية مقبول العلوي أحداث متتابعة دون شك لكن دون ترابط متين كما انه ليس فيها دائما كثير من الجدة. الكاتب قادر على التعبير وبعمق شعري لكنه سرديا لم يكن مقنعا. هناك ايضا اغراق في نظريات علم النفس وجعل الاحداث تبدو كأنها تنطبق على النظريات لكن دون كبير نجاح او اقناع. حشو وتتابع احداث لكن التتابع لا يعني دائما خروج النتائج من المقدمات بطرق سليمة فضلا عن كون عدد من الاحداث ليس جديدا وسبق ان طرق. ولو كانت الفكرة غير جديدة - والافكار الجديدة امر صعب - وجاءت معالجتها مميزة لشفع ذلك لها لكنها لم تكن كذلك. كثير من كتابنا الحاليين يجعلوننا نتساءل هل نحن «شعب شعري» تحلو لنا كتابة القصص فتأني اقرب الى الشعر عوضا عن سرد ناجح مقنع يدعمه العنصر الشعري اذ يأتي من صلبه. وردت الرواية في 144 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت وعمان. تبدأ الرواية على الشكل التالي بعد عشرين سنة قرر البطل العودة الى بلده بعد غضب من والده دفعه الى المغادرة. ومقبول العلوي في حالات قليلة يطل علينا بقدرة على السرد بشعرية لكن ذلك نادر وحيث يتوفر يأتي جميلا اذ يجمّل عملية القص. يقول في البداية «هزمني الحنين.. عشرون عاما مرت. تنقلت خلالها في قرى ومدن بعيدة. عملت في مهن كثيرة شريفة ووضيعة. عركتني السنون والايام والحظ العاثر كثيرا. صادفت الكثير من الوجوه المريحة والمريبة. أدركت ان الغرباء هم وحدهم من يجيدون قراءة الوجوه والمدن.» رأيت مدنا قبيحة وأخرى بنيت بذوق مرهف. روائح المدن كانت تدوخني عندما استنطقها وقد توارت خلف جلال افل حجبه ستار الزمن والنسيان. مدن يبرز بين شقوق جدرانها وبيوتها وثنايا حاراتها وازقتها تواطؤ التاريخ وعبث الجغرافيا...» عاد بعد عشرين سنة وكأنه حسب قوله قد غاب عشرين يوما. فبلدته وهي جزيرة اسمها «ام الدوم» كانت مكانا من الامكنة التي يمكنك ان تغيب عنها عشرات السنين او مئات السنين وتجده كما هو. والموضوع في الرواية ليس جديدا في الادب القصصي الخليجي. والكاتب يصف المشاعر احيانا بنجاح لكنه يمنى بقدر من الفشل حين يقص..