في الوقت الذي ظهرت فيه بوادر أمل، في علاج أطفال المواطن مفرج المفرج الثلاثة، الذين ولدوا بدون مُقل عين، أفقدتهم نعمة الإبصار، تظهر له ما يعكر صفو حياته، في عدم السماح بنقل مقر عمله من الدمام إلى الأحساء، وعندما ضاق ذرعاً، وقرر مقابلة وزير الصحة، الذي أعلن غير مرة أن بابه مفتوح للجميع، وجد من يحرمه من هذه المقابلة.المفرج قال إنه خطا خطوات في طريق علاج أطفاله، ولكن أكد أن رحلة العلاج مازالت طويلة، وتحتاج إلى لمسات حانية من ولاة الأمر، وأصحاب القلوب الرحيمة.. عيد الفطر رغم آلامه، وأحزانه، ودوامته، جراء إعاقة أبنائه الثلاثة، إلا أنه لا ينسى أن يوجه الشكر إلى قسم «الحياة» في الصحيفة، مؤكداً أن هذا القسم ساعده على نقل معاناته إلى أهل الخير، وعدد من المحسنين، الذين تبرعوا له ببعض المساعدات العينية، التي تعينه في علاج أبنائه، مشيراً إلى أنه بقي فقط أن تنعم عليه وزارة الصحة، التي يعمل فيها بوظيفة حارس أمن، بنقل عمله إلى محافظة الأحساء، حتى يكون قريباً من أسرته في معاناتها». وتجسدت معاناة المفرج، في أطفاله الثلاثة، الذين ولدوا بدون مُقل للعين، فعاش وزوجته المأساة بعينها، وبعد أن نشرت «اليوم» تفاصيل قصتهم، ظهر للأسرة بوادر الشفاء فابناه صالح وآمنة (توأم)، أجريت لهما عملية تركيب مقل، وشقيقهما الأصغر «سعد» ينتظر أن تجرى له عملية تركيب مقلة عين، بعد عيد الفطر المبارك. مقلة عين ويقول الأب: «تأمين مصاريف العملية الأولى من أهل الخير، تبرع بها أهل الخير، وهي عبارة عن تركيب مقلة عين، لصالح وآمنة»، مؤكداً «لم أفقد الأمل والإصرار على مواصلة رحلة العلاج، حتى وان أجبرتني الظروف على الديون، مادام الأمل موجودا في أن يبصر الأبناء النور بعون الله تعالى». وقدم والد الأطفال الشكر لفاعلي الخير جميعاً، وبخاصة من اتصل عليه طالبا تقديم المساعدة، وقال: «استلمت مبلغا وقدره 45 ألف ريال، وهي على النحو التالي 10 آلاف ريال من فاعل خير، و25 الفاً من فاعل خير آخر، و10 آلاف ريال من فاعل خير ثالث»، وقال: «فور تسلمي المبلغ قمت بنقل ابني سعد إلى مستشفى سعد التخصصي، وبينت التقارير الطبية انه يحتاج إلى زراعة مقلة عين، وبعد إجراء الفحوصات الطبية، طلبوا مني التوقيع على المبلغ المتفق عليه بإجمالي يصل إلى ما يقارب 20 ألف ريال، شاملة إجراء العملية، وإحضار مقلة العين من ألمانيا، بعد أن تم أخذ جميع المقاسات، وسيتم إجراء العملية بعون الله تعالى بعد عيد الفطر المبارك». وتابع «علمت أنه بعد ثلاثة أشهر من هذه العملية، سيحتاج ابني سعد إلى العملية الثانية، وهي أيضاً تركيب مقلة عين أكبر من الأولى، بمبلغ جديد يصل إلى 20 ألف ريال، إلى أن يكتمل شفاؤه بإجراء 6 عمليات مماثلة». وتابع الأب «كما تلقيت شقة سكنية بالدمام، من فاعل خير، أقيم فيها، حتى الانتهاء من علاج أبنائي، خاصة أنني من سكان الأحساء، وأجد مشقة في المجيء إلى الدمام، والمكوث فيها بعض الأيام»، مضيفاً «فاعل خير قرر أن يمنحني شقة سكنية قريبة من مقر عملي في الدمام، أسكن فيها، بالمجان خلال فترة وجود ابني في المستشفى لإجراء العملية الجراحية والمراجعة التي ستكون بعد عيد الفطر بعون الله تعالى»، موضحاً «كما أنني التقيت فاعل خير، وطلب مني جميع التقارير عن حالة أطفالي الثلاثة، وأكد لي انه سيبذل قصارى جهده من أجل مساعدتي على رحلة علاجهما». فاعل خير قرر أن يمنحني شقة سكنية قريبة من مقر عملي في الدمام، أسكن فيها، بالمجان خلال فترة وجود ابني في المستشفى لإجراء العملية الجراحية والمراجعة التي ستكون بعد عيد الفطر بعون الله تعالى
إحضار خادمة وأوضح الأب «طفلاي التوأم «صالح» و»آمنة» أجريت لهما قبل فترة، أربع عمليات سابقة، تكفل بها فاعل خير، قدرت بمبلغ 160 ألف ريال، وهما أيضا بانتظار أمل جديد، ودعم أهل الخير، من أجل إجراء أربع عمليات جديدة، لتركيب مقلتي عين أكبر من الأولى»، مشيراً إلى أنه «ذهبت لإحضار خادمة تساعدنا في توفير حاجة أطفالي الثلاثة، ومساعدة أمهم التي تعاني الأمرين، في خدمتهم»، موضحاً «الغريب في الأمر، أنني اتجهت إلى مكتب العمل، وأبرزت لهم ما يثبت لهم ان لدي أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي حاجة إلى خادمة، فوجدت منهم التجاهل، ورفضوا أن يساعدوني في تخفيض كلفة استقدام الخادمة، فقمت بدفع كافة رسوم الاستقدام، التي بلغت 8 آلاف ريال، من جيبي الخاص».
الأب: أقطع 200 كيلو متر من أجل إنقاذ ابنتي يكشف المفرج عن معاناة خاصة مع حالة التشنج المصابة بها ابنته آمنة ويقول: «تعاني آمنة من هذه الحالة التي أجبرتني على قطع 200 كم ذهابا وإياباً، من مقر سكني في مدينة العيون إلى مقر عملي في الخبر، كي أنقذها، وأذهب بها إلى المستشفى»، موضحاً «من المواقف المؤلمة التي أتذكرها جيداً، عندما تعرضت ابنتي لحالة تشنج قوية في منتصف الليل، وكانت حالتها خطرة، ووقتها لم أستطع الخروج من عملي، مما جعل زوجتي تطلب المساعدة من أحد الأقارب، وفي وقت متأخر من الليل، وتم نقلها إلى مستشفى مدينة العيون، الذي على الفور قام بنقلها عن طريق الإسعاف إلى مستشفى الولادة والأطفال (قسم الأطفال)، ولهذا السبب قررت أن أقابل وزير الصحة، من أجل شرح معاناتي وتشتت تفكيري بين عملي في الدمام، ورعاية أسرتي وأطفالي في الأحساء، وأناشده نقل مقر عملي إلى الأحساء، إلا أنهم منعوني من مقابلته، دون أي مبرر، رغم ان وزير الصحة أعلن أكثر من مرة أن بابه مفتوح للجميع، وعندما أصررت على مقابلته، تم تحويلي إلى قسم المالية، للنظر في طلبي، وكان الجواب المؤلم لي من قبل أحد المسئولين أنني على بند التشغيل، ولا استحق النقل. وناشد المفرج وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة النظر إلى معاناة أطفاله، نظرة عطف، من أجل أن يكون قريبا منهم، وقال «أعمل حارس أمن في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ولا أرى أي معضلة في انتقال مقر عملي إلى الأحساء، لأكون بجانب أبنائي الثلاثة الذين يحتاجون لي».