لا شك في أن مما أسبغه الله على هذه البقعة من العالم أن هيّأ لها من يوحّد صفوفها ويقضي على النعرات الطائفية والقبلية فيها، ويُرسى قواعد الأمن في أرجائها ويقوي دعائم الدين في نفوس أبنائها ممثلاً في شخص المغفور له، بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي حمل مبادئ الإصلاح وفي مقدمتها تعليم الناس خاصة أبناء البادية وسكان القرى والهجر النائية مبادئ القراءة والكتابة ودروس التوحيد والفقه والبُعد عن شبهات الشرك والإلحاد وخدمة الإسلام بشتى الوسائل المتاحة في عهده الميمون التي من أهم مظاهرها العناية بالحرمين الشريفين اللذين يمثلان وحدة الدين. وكانت توسعة كل منهما في عهده شاهداً على حرصه واهتمامه بالبيتين الشريفين وروادهما من الحجاج والمعتمرين القادمين من شتى بقاع الأرض وتوسعتهما تلك التوسعة التاريخية التي لا تزال آثارها الإيجابية شواهد على تلك العناية والاهتمام الذي أصبح مبدءاً وأنموذجاً يسير عليه ملوك هذه الأسرة المباركة في عهد كل منهم، حيث يحاول كل من يصعد إلى سدة الحكم أن يعطي من وقته واهتمامه ما يميّز عهده عن العهود السابقة وكانت عمارة المسجد الحرام وتوسعته طبقاً لما يفرضه تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل يُرجى منه أن يكون أنموذجاً غير مألوف فتتابعت التوسعات في عهود الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد بن عبدالعزيز «يرحمهم الله» حتى غدت مساحته تساوي مساحة مثليه استطاعت في العهد الراهن أن تستوعب في أشهر الطاعات (رمضان والحج) أكثر من مليوني مصل ومع تزايد الحجاج والمعتمرين وما تبعهم ممن هداهم الله للدخول في دين الإسلام طوعاً ومحبة وتعزيزاً لهذا الدين الخالد لتكون تلك التوسعة والعمارة شاهداً على تلك العناية التي يوليها ملوكنا الكرام للدين الحنيف ومشاعره المقدّسة حيث حاولوا وعلى مدار العصور أن يقدّموا لضيوف الرحمن أرقى الخدمات ليؤدوا شعائرهم في سهولة ويُسر تحت مظلة الأمن والإيمان إلا أن الانفجار السكاني الذي دبّ في العالم الإسلامي بل العالم أجمع وعصف بكل الإحصاءات السكانية إيجاباً على تزايد السكان جعل الحرمين الشريفين يضيقان بأعداد ضيوف الرحمن لما لاقاه من التزايد عاماً بعد عام وهذا ما لفت نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وفقه الله، بشكل متميّز،لا شك في أن هذه ليست المبادرة الخيّرة الوحيدة لهذا الملك الصالح بل سبقتها مبادرات تستهدف خير المواطنين والمقيمين بمختلف فئاتهم وجنسياتهم في مرافق التعليم والصحة وإنشاء الطرق ورفع مستوى المعيشة حتى غدت تلك المرافق أنموذجاً يُحتذى لدى الدول المجاورة ليعمّ الخير والرخاء بجميع أبناء منطقة الخليج العربي فيدعون لخادم الحرمين الشريفين بصدق وإخلاص أن يحفظ الله لهذا الملك الصالح صحته ومساعيه الخيّرة.وهو الذي أرسى قواعد النهضة الحديثة لكل مرافق الحياة ولم يكن نصيب الحرمين الشريفين يغيب عن باله الذي جعل من خدمة ضيوف الرحمن رمزاً مشرّفاً لهذه البلاد معززاً بتوسعة الحرم المكي الشريف بمساحة تزيد على مليوني متر تتسع لما يزيد على مليون وخمسمائة ألف مصل زيادة عما كان يستوعبه وهو ما يزيد على مليوني مصل بتكلفة تقدّر بأحد عشر ألف مليون ريال إلى جانب السقيا ومنها بئر زمزم وقطار المشاعر والجسور الممتدة بينها وساعة مكةالمكرمة التي أصبحت معلماً حضارياً يتجاوب معه المسلمون في جميع أنحاء الأرض في كل وقت من أوقات الصلاة وغير ذلك من المرافق التي استهدفت أن يؤدي الحجاج والمعتمرون شعائر دينهم في هذه البقعة المباركة في سهولة ويُسر سائلين المولى «عز وجل» أن يديم على هذه البلاد وحكامها نعمة الأمن والإيمان والرخاء والاستقرار، ولا شك في أن هذه ليست المبادرة الخيّرة الوحيدة لهذا الملك الصالح بل سبقتها مبادرات تستهدف خير المواطنين والمقيمين بمختلف فئاتهم وجنسياتهم في مرافق التعليم والصحة وإنشاء الطرق ورفع مستوى المعيشة حتى غدت تلك المرافق أنموذجاً يُحتذى لدى الدول المجاورة ليعم الخير والرخاء بجميع أبناء منطقة الخليج العربي فيدعون لخادم الحرمين الشريفين بصدق وإخلاص أن يحفظ الله لهذا الملك الصالح صحته ومساعيه الخيّرة التي لا يريد من ورائها جزاء ولا شكوراً.. إنه سميع مجيب.