منذ نشأة الحياة وعمارة الكون شاء الله أن يضع قواعد بيته الحرام في مكةالمكرمة على يد أبينا آدم عليه السلام ثم تبعه أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم بمساعدة ابنه أبي العرب سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام. حيث يقول الله تعالى عن ذلك في سورة البقرة: (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم) ثم تعاقبت الأجيال على بيت الله الحرام، وأعيد تجديده كما تذكر كتب التاريخ في عهد قريش بعد عام الفيل بثلاثين عاما إثر حريق كبير شب في الكعبة نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النيران وضعف البناء ثم جاء سيل فحطم أجزاء من الكعبة فأعادت قريش بناءها وفي عهد عمر بن الخطاب زاد عدد الحجاج فأمر بشراء البيوت المحيطة بالمسجد وتوسعته وجعل له أبوابا يدخل منها الحجاج والمعتمرون ثم أجريت توسعة في العصر الأموي والعصر العثماني لكن جميع هذه التوسعات قاطبة لا تمثل شيئا أمام الطفرة التي حدثت في عهد الدولة السعودية الحديثة لإعادة بناء وتوسعة وتجديد وتحديث المسجدالحرام وشمل ذلك ايضا الحرم النبوي الشريف، كذلك الطرق الواسعة والمرصوفة والمزودة بجميع وسائل الأمن والأمان والإسعافات العاجلة لمستخدمي هذه الطرقات المؤدية الى كلا الحرمين والمنطقة المحيطة حولهما، وكذلك تشييد الفنادق والنزل الفخمة والمريحة التي تليق بضوف الرحمن والتي تعتبر بكل المقاييس معجزة بشرية لا مثيل لها على مر العصور السابقة لخدمة الحرمين الشريفين والشعوب الإسلامية التي تتوافد في مواسم الحج والعمرة، واستمرارا لهذا الإنجاز فقد وضع أمس مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – حجر الأساس لأكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ البشري، هو أمر ليس بمستغرب فهو ابن الملوك الذين أسسوا دولتهم على شريعة الله وطاعته، وقد سبقه أخوه الملك فيصل – رحمه الله – في تنفيذ مشروع لتذليل جبال السروات من أجل ربطها بسهول مكة وتهامة الذي يخدم حجاج بيت الله الحرام حيث بلغت قيمته آنذاك ثمانين مليون ريال، وهو أمر ليس بمستغرب فهو ابن الملوك الذين أسسوا دولتهم على شريعة الله وطاعته، وقد سبقه أخوه الملك فيصل – رحمه الله – في تنفيذ مشروع لتذليل جبال السروات من أجل ربطها بسهول مكة وتهامة الذي يخدم حجاج بيت الله الحرام حيث بلغت قيمته آنذاك ثمانين مليون ريال، اما اليوم وبجود من الله فقد ساهم التطوير الجديد في تسهيل أداء السعي والطواف والتنقل بين المشاعر المقدسة خلال يوم واحد فقط وقد رصدت ميزانية للتوسعة المقبلة تفوق الثمانين مليار ريال، وهذه الأعمال الجليلة التي ينتفع بها كافة المسلمين تسلتزم من كل مسلم أن يرفع أكف الضراعة بصالح الدعاء للمليك وإخوانه وأبنائهم وكافة أسرتهم وبطانتهم الصالحة بأن يحفظهم ويحفظ ملكهم من كل سوء أو طامع، وأن يطول في أعمارهم وأن يكسوهم تاج الصحة والعافية، وأن يجعل وطننا بلدا آمنا رغدا، رخاء الى أبد الآبدين، ومهما كتبت أو كتب غيري فلن نستطيع أن نوفي خادم الحرمين الشريفين وملوك الدولة السعودية السابقين حقهم في مجهوداتهم وجودهم في خدمة الحرمين الشريفين وكل ما نسطره عن هذه المنجزات ما هو الا غيض من فيض.. وشكرا – أبا متعب – ولكم جميل العرفان والفضل علينا، وعلى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها..